توازياً مع صدور بيان مشترك، أنبأ بحراجة الموقف السعودي الإماراتي الأميركي البريطاني، في ما يتّصل بالمعركة الدائرة في مأرب، عبر دعوته إلى وقف إطلاق النار هناك، واصل الجيش واللجان الشعبية تقدّمهم في محيط المدينة، مستكمِلين أخيراً السيطرة على جبل البلْق الشرقي، ومنتقِلين إلى وسط وادي عبيدة، وفق ما أكدته معطيات الميدان خلال الساعات القليلة الماضية
وفي ظلّ ظروف مناخيّة سيّئة، تخطّت المواجهات الدائرة في محيط مدينة مأرب، بين الجيش اللّجان الشعبيّة من جهة، وقوّات المرتزقة من جهة ثانية، سلسلة جبال البَلْق الشرقي، إلى مناطق جديدة واقعة في وادي عبيدة الاستراتيجي، خلال اليومَين الماضيَين.
الاعتراف بالهزيمة “موقف خطير”
واعترفت مصادر في حكومة الفار هادي بانهيار دفاعات قوّاتها في منطقة العُكد الواقعة بعد البَلْق الشرقي، وبتقدُّم المعارك إلى مناطق الجرداء والنقعة السفلى والنقعة العليا، الواقعة جميعها في عُمْق وادي عبيدة. ووصفت المصادر موقف تلك القوّات بـ«الخطير»،
وأرجعت ذلك إلى الانقسامات الدّاخلية في صفوفها، وتراجُع الثقة بتحالف العدوان السعودي – الإماراتي الذي استهدفها بعدّة غارات أدّت إلى مقتل وإصابة العشرات من عناصرها، في الساعات الـ48 الفائتة.
من جانبها، أكّدت مصادر، أن المواجهات الشرسة بين الطرفَين، امتدّت من جنوب غرب مدينة مأرب باتجاه مديرية الوادي، إثر شنّ الجيش واللجان هجوماً واسعاً باتّجاه مواقع المرتزقة في منطقة الجرداء جنوب المدينة، والتي كانت شهدت الأربعاء الماضي معارك عنيفة استُخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسّطة، بالإضافة إلى قصف مدفعي وصاروخي متبادل.
وأوضحت المصادر أن هذا التقدّم يمنح قوات صنعاء سيطرة نارية على قرية كري، مسقط رأس محافظ مأرب المرتزق سلطان العرادة.
وعلى رغم أن المعارك لا تزال جارية في محيط منطقة الفلج وأجزاء من البلق الأوسط، إلّا أن الجيش و«اللجان» تجاوزا روضة جهم، ووسّعا نطاق الاشتباكات إلى منطقتَي السائلة الواقعة بعد «الفلج»، وحُمَة طالب المقابِلة لها.
ووفقاً لمصادر محليّة، فإن قوات صنعاء نقلت المعركة من نقطة الفلج الغربية ومنطقة سهايف زيد، إلى نقطة الفلج الشرقية، توازياً مع امتداد المواجهات إلى جبل الظلمة بالقرب من مفرق حريب – مأرب، الواقع على بعد كيلومترَين من أحياء المدينة الجنوبية الشرقية.
منشأة صافر النفطية ضمن خطة التحرير
وبالتوازي مع ذلك، فتح الجيش واللجان، خلال اليومَين الفائتَين، جبهة جديدة انطلقت من مديرية الجوبة جنوب مأرب، باتجاه منشأة صافر النفطية شمالها، حيث دارت معارك عنيفة، تَقدّما على إثرها باتجاه مناطق جديدة تابعة لقوات المرتزقة في منطقة البُتر جنوب شرق مدينة مأرب، والقريبة من منشأة النفط.
وقالت مصادر محلّية مطلعة إن تقدّم قوات صنعاء في هذا المسار «يتمّ بمساندة كبيرة من قبائل عبيدة».
على خطّ موازٍ، أصيب قائد جبهات مأرب الجديد في قوات المرتزقة، الشيخ فهد مبخوت العرادة، بجروح خطيرة في منطقة العكد جنوب مأرب، الأربعاء الماضي.
وبحسب المعلومات، فإن العرادة يصنّف بأنه من قيادات الصفّ الأوّل، يُعدّ الرجل الثاني بعد اللواء ناصر الذيباني، قائد العمليات الحربية الذي قُتل قبل أيّام في مواجهات البَلْق الشرقي.
كذلك، لقي أمير من تنظيم «القاعدة» مصرعه في المحافظة نفسها، فجر الأربعاء، بقصف شنّته طائرة من دون طيّار، يُعتقد أنها أميركية.
وأفادت مصادر محلّية بأن غارة استهدفت منزلاً مهجوراً في منطقة حدباء آل عوشان جنوب مدينة مأرب، لجأ إليه أحد «أمراء» التنظيم التكفيري في «ولاية شبوة»، أثناء عودته من القتال في صفوف «العدوان» في إحدى مناطق وادي عبيدة.
وأشارت المصادر إلى أن عناصر التنظيم قاموا بنقل جثّة القتيل، وسْط تكتّم كبير على هويّته، فيما لم يَصدر بعد أيّ تعليق من سلطات المرتزقة في شأن الغارة.