قال المحامي خالد زبارقة: إن إدارة سجون احتلال العدو الإسرائيلي تماطل في تحديد موعد للإفراج عن الشيخ رائد صلاح، المعتقل في العزل الانفرادي بسجن “هشيكما” في عسقلان، محذرًا من تكرار “سيناريو 2017”.
وبيَّن زبارقة، في تصريح صحفي، أنه من المفترض أن يفرج احتلال العدو الإسرائيلي عن صلاح بين 13 و24 يناير المقبل، حيث تنتهي محكوميته على خلفية ملف الثوابت، “لكن إدارة سجون الاحتلال تماطل في تحديد الموعد الحقيقي للإفراج عنه بالرغم من مطالبة طاقم الدفاع عنه بذلك في كتاب رسمي منذ أسبوعيْن”، مشيراً إلى أن الطاقم يخشى أن يتكرر سيناريو 2017.
وأضاف: “في 2017 أفرجوا عن الشيخ صلاح دون تبليغ المعنيين، ونقلوه من سجن “رامون الصحراوي”، وتركوه وحيداً في “كريات ملاخي”، وهي من الأماكن التي يسكنها اليهود المتطرفون العنصريون في ظروف شكلت حينها خطراً على حياته وسلامته”.
ظروف صعبة
ولفت زبارقة إلى أن إدارة السجون تماطل حتى الآن في إعطاء موعد محدد للإفراج عن الشيخ بالرغم من مخاطبة فريق الدفاع لها رسميًّا؛ ما يجعل المخاوف على حياته قائمة.
وذكر أنَّ “صلاح منذ اليوم الأول لاعتقاله يعاني ظروفا صعبة داخل سجون احتلال العدو الإسرائيلي؛ منها ممارسة التعذيب النفسي بحقه من خلال العزل الانفرادي المحرم قانونياً، والتضييق عليه بكل الوسائل”.
وشدد على أن “صلاح رغم ذلك يتمتع بمعنويات عالية؛ لثقته بأنه لم يقم بأي مخالفة قانونية، وأن احتلال العدو الإسرائيلي يعاقبه على مشروعه الذي يحمله”.
وأضاف: “مشروع الشيخ صلاح القائم على التمسك بالثوابت الوطنية ومنع أي محاولات لتشويه المشروع الوطني والديني الفلسطيني والمساهمة في الحفاظ على القدس والأقصى والهوية الفلسطينية جعله يتعرض لكثير من العقاب الإسرائيلي”.
وأشار إلى أن صلاح تعرض لعدة اعتقالات على ملفات تتعلق بالدفاع عن الأقصى واتهام احتلال العدو الإسرائيلي له بالتحريض، والادعاء بـ”تبييضه أموالا” لمصلحة حركة حماس، وتعرض لمحاولتيْ اغتيال من قوات الاحتلال في أثناء أحداث وطنية.
وأكد المحامي زبارقة أن صلاح منذ رفع شعار “الأقصى في خطر عام 1996م”، وحتى الآن يتعرض للملاحقة والإجراءات الإسرائيلية التعسفية بحقه؛ “فهو يدفع ثمن ذلك من صحته وحريته ومن راحته وراحة عائلته”.
وقال: إن الشيخ صلاح بالرغم من كل ما تعرض ويتعرض له فإنه مصمم على أداء واجبه الديني والوطني والحفاظ على قضايانا المصيرية، لافتاً إلى أنه يتعرض للتحريض الممنهج والمنفلت والأرعن عن أي نشاط أو تصريح يقوله.
وبيَّن أنَّ هذا التحريض تقوده الجهات الرسمية والأمنية والحكومية والأكاديمية الإسرائيلية، وهو تحريض “قديم جديد” يهدف لإسكات صوته وردعه عن الاستمرار في كشف الحقيقة والانتصار لحقوق شعبنا الأساسية المتعارف عليها دينيًّا وشرعيًّا وقانونيًّا سواء محليًّا أو دوليًّا.
وأضاف زبارقة: “الشيخ كان وما يزال مدركاً لمرامي هذه السياسات؛ فبقي صوته صادحاً بالحق، رغم أن الحقيقة التي لا يختلف عليها اثنان أنه تعرض للظلم المباشر والإجراءات التعسفية من احتلال العدو الإسرائيلي وأذرعه المختلفة”.
وتابع: “صلاح لم يكن مجرد شخصية محلية بل اكتسب صفة اعتبارية ورمزية كبيرة، من خلال ارتباطه بالقدس والأقصى حتى أصبح معروفاً عالميا بلقب “شيخ الأقصى“، وهو يعد أن ثباته على نهجه برغم كل الضغوطات التي تعرض ويتعرض لها أمر بليغ الأهمية للحفاظ على الثوابت التي دافع ويدافع عنها”.