افادت مصادر مطلعة عن استنفار غير مسبوق للنظام الإماراتي بعد تهديدات القوات المسلحة اليمنية الأخيرة باضافة اهداف الى بنك الضربات اليمنية في العمق الإماراتي.
وأكّدت المصادر، أن فرنسا والإمارات، اليوم الجمعة، وقعتا صفقة لتوريد 80 مقاتلة من طراز “رافال” من إنتاج شركة “داسو” الفرنسية للطيران.
وتحدثت وكالة “رويترز”، اليوم الجمعة، عن أن باريس وأبو ظبي أكدتا توقيع صفقة لشراء 12 طائرة هليكوبتر من طراز “كاراكال”. وستكون هذه أكبر عملية شراء بالجملة لطائرة “رافال” من صنع “داسو”، بعد القوات الجوية الفرنسية، وتأتي بعد صفقات في اليونان ومصر وكرواتيا هذا العام.
في غضون ذلك، قال صندوق أبوظبي السيادي، اليوم الجمعة، إنه اتفق على عقد بأربعة مليارات يورو (4.52 مليار دولار) مع بنك الاستثمار العام الفرنسي “بي.بي.آي فرانس”.
ويجري الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون جولة خليجية، تمتد ليومين، يزور خلالها كلاً من الإمارات وقطر والسعودية ويتوقع أن تتضمن الإعلان عن عدد من العقود مع شركات فرنسية، حسبما أعلن الإليزيه، يوم الثلاثاء. وسيتم خلال الجولة بحث مواضيع مختلفة من بينها “أزمات الشرق الأوسط ومكافحة الإرهاب وأزمة لبنان والانتخابات في ليبيا” وغيرها.
تهديدات القوات اليمنية
وكان وسّع متحدّث القوات المسلحة العميد يحيى سريع، أخيراً، هوامش المشهد الميداني في اليمن، معيداً الإمارات إلى دائرة الاستهداف ربطاً بالتطوّرات الأخيرة على غير جبهة.
وفيما رسمت تحذيرات سريع أكثر من علامة استفهام حول الدور الإماراتي المتجدّد في هذا البلد، بالاتّكال على الميليشيات المرتبطة بأبو ظبي جنوباً وغرباً، تتحضّر صنعاء لمواجهة «التصعيد بالتصعيد»، بعدما تكاد إنجازاتها الحديثة في مأرب تضعها على «مسافة صاروخية» مثالية لتنفيذ ضربات نوعية بواسطة أسلحة متوفّرة
عادت الإمارت لتَظهر على مهداف الجيش اليمني و«اللجان الشعبية»، في إطار العمل على تثبيت معادلات الردع وتطويرها، على أعتاب مرحلة جديدة عنوانها: «ما بعد تحرير مأرب».
وقبل أيام قليلة، أكد العميد سريع، قدرة القوّات المسلحة اليمنية على «تنفيذ المزيد من العمليات الهجومية ضدّ العدو السعودي والإماراتي في إطارِ الدفاع المشروع عن الشعب والوطن».
وجاء هذا الموقف في إطار إعلان سريع تفاصيل عملية «توازن الردع الثامنة» التي جاءت ردّاً على الحملة المضادّة التي أطلقها التحالف السعودي – الإماراتي على جبهات متعدّدة، من أجل وقف معركة إسقاط مدينة مأرب.
على أن تلميحات سريع إلى إعادة الإمارات إلى بنك أهداف الجيش و«اللجان»، لم تَبقَ يتيمة؛ إذ صحبتها تحرّكات ميدانية وضعت قوات صنعاء عند الأطراف الشرقية لمنطقة اللجمة الاستراتيجية التي تبعد نحو 5 كلم عن مركز محافظة مأرب من الجهة الجنوبية، بعدما فشل التصعيد الأخير في إلهاء الجيش و«اللجان» عن مواصلة العمل لحسم هذه المعركة بشكل نهائي.
ويمثّل التصويب على الإمارات من جديد، علامة فارقة في المرحلة الراهنة، حيث يتزامن مع التصعيد الأخير الذي قادته الأذرع العسكرية الموالية لأبو ظبي في الساحل الغربي، ومشاركة الطيران الإماراتي في عمليات عسكرية حديثة في عدّة جبهات، على رغم إعلان الدولة الخليجية الثانية في «التحالف»، سابقاً، إنهاء تدخّلها العسكري في اليمن.
وفي هذا السياق، شنّت الميليشيات المدعومة إماراتياً هجمات متعدّدة على مناطق واقعة خارج مدينة حيس غرب مدينة المخا الساحلية، في محاولة للتشويش على العمليات الجارية على تخوم مدينة مأرب، وذلك في إطار العملية العسكرية التي أعلنها تحالف العدوان الأسبوع الماضي، جنوب محافظة الحديدة، والتي كَثُر بالتوازي معها الحديث عن دور للمسيّرات الإماراتية في المواجهات الدائرة هناك.
ترافقت تحذيرات سريع مع تقدّم قوات صنعاء إلى مناطق لا تبعد أكثر من 5 كلم عن مدينة مأرب
إزاء ذلك، تُوضح مصادر متابعة في صنعاء، أن التحذير الأخير الذي أطلقه سريع «مصيره مرتبط بسلوك الإمارات على الأرض، وخصوصاً ما يرتبط منه بمعركة مأرب، وتحريك الميليشيات التابعة لها في أكثر من جبهة»، مبيّنة أنه «طالما كانت الإمارات منكفئة، فلن تكون محلّ استهداف، أمّا إذا أعادت توظيف ورقة المجلس الانتقالي الجنوبي، والدخول بقوّة في المعركة بناءً على حسابات متعلّقة بواقع الميدان والعلاقة مع السعودية التي تتخبّط عملياً في وحول اليمن، فإنه من المؤكد أن قرار تفعيل العمليات الجوّية باتجاه دبي وأبو ظبي، ومواقع حسّاسة وحيوية فيهما، وفي غيرهما، قد وُضع على الطاولة».
ولا تفصل المصادر عمل العدوان، عن الإرادة الأمريكية، وتقول إن «تفعيل عدد من الفصائل الجنوبية وتوجيهها ومحاولة الدفع بها في أكثر من جبهة، إنْ في الساحل أو في غيره، مرتبط بقرار أمريكي»، مشيرة إلى أن «الأميركيين يتولّون مهمّة التنسيق مع الفصائل المسلّحة المختلفة، ومنها المعروفة بخلفيّتها الإماراتية تدريباً وتسليحاً»، مضيفة أن «مسألة تحريك الميليشيات وتوجيهها أصبحت فوق الإمارات، وهي متّصلة مباشرة بالهدف الأميركي الكبير الرامي إلى وقف توسّع أنصار الله، كمدخل لحلول مفترضة».
في الأساس، جاء إعلان أبو ظبي، سابقاً، إنهاء تدخّلها العسكري في اليمن، وتسليم القوات البرّية للقيادة السعودية، نتاج «اتفاق غير مباشر وغير معلَن، غايته تحييد استهداف الإمارات بالصواريخ والمسيّرات»، بحسب ما يكشفه مصدر معنيّ في صنعاء، لكن «عودة التدخّل الإماراتي، بقوّة، في الساحل الغربي، أثناء الانسحاب الأخير، لرسم خطّ الانتشار النهائي أمام الخوخة، والتوسّع شرق حيس والجراحي لتأمين خطّ الدفاع الجديد، استدعيا عودة التهديد باستهداف الأراضي الإماراتية بالصواريخ والمسيّرات»، وفق المصدر نفسه.
تسريبات جديدة بضربة مزدوجة غير مسبوقة
تشير أنباء متداولة إلى اعتزام القوات المسلحة اليمنية توجيه ضربة جراحية مزدوجة تغير قواعد الإشتباك سيما بعد مجزرة طيران تحالف العدوان في مديرية التحيتا الجمعة الماضية والتي استشهد على إثرها 4 مواطنين بينهم 3 أطفال وأصيب آخران.
لا يعلم أحد أولويات القوات المسلحة وحدود قواعد الإشتباك التي ترسمها بيد أن مراقبون أشاروا إلى المخاوف الإسرائيلية على مأرب أجبرت الإمارات على ما أعلن مؤخراً من تموضع للقوات المدعومة إماراتية في الساحل الغربي لصالح تحريك جبهات أخرى أو دعم جبهة مأرب.
مخاوف الصحيفة العبرية “جيروزاليم بوست” التي أكدت “أن معركة مأرب وصلت إلى نقطة تحول مفصلية، وأنه في حال سيطرة قوات الجيش واللجان الشعبية على ما تبقى من المحافظة ستكون تلك “هزيمة” للنظام السعودي، وضعت أولويات العدوان اليوم منع تقدم المجاهدين صوب مأرب وتحرير بقية المحافظات.
نائب مدير دائرة التوجيه المعنوي للقوات المسلحة العميد عبدالله بن عامر، أكد مؤخرا أن هناك اعتداءات إسرائيلية على اليمن لم يكشف عن تفاصيلها بعد. واشار إلى وجود اعتداءات إسرائيلية على الأجواء اليمنية والمياه الإقليمية. واعدا بالكشف عن معلومات جديدة بشأن الدور الإسرائيلي والإدارة الأمريكية خلال الأيام القادمة.
على هذا الأساس ربما ترى القوات المسلحة اليمنية اليوم أن استمرار طيران العدوان في عملياته في الساحل الغربي يخرق جمود تعرض العمق الإماراتي لأي استهداف يمني، فضلاً عن محاولتها تلبية رغبات الكيان الإسرائيلي بمنع تقدم القوات المسلحة لتحرير مأرب وما بعدها، كل ذلك يورط الإمارات بنيل جرعة تأديبية تجبرها على التوقف عن عدوانها في اليمن.
التسريبات المتداولة تؤكد أن أهداف القوات المسلحة في العمق الإماراتي قد تكون مزدوجة بمصالح للكيان الإسرائيلي في الأراضي الإماراتية، لتصبح ضربة جراحية مزدوجة، وهذا مايعني تغيير كلي لقواعد الإشتباك، لمصلحة التسليم بانتصار اليمن على العدوان.
جدية تهديد القوات المسلحة للإمارات
تهديد القوات المسلحة للإمـارات، إذا ما قررت القيادة اليمنية استهدافها وإشارتها للمرة الأولى لإدراج أهداف جديدة ضمن بنك أهداف الإمارات، يضع تساؤلات جدية، ينبغي على الإمارات التوقف عندها كثيراً قبل الإقدام على إرتكاب أي حماقة.
في المقابل تؤكد القوات المسلحة اليمنية في أكثر من مناسبة أن “المنشآت العسكرية التابعة لقوى الاحتلال والعدوان في أراضي الجمهورية والمياه الإقليمية والجزر اليمنية أهدافاً مشروعة”، فضلاً عن اعتبارها “عمليات نهب الثروة اليمنية من البر أو البحر أعمالاً عسكرية عدائية تستوجب الرد المناسب”.
واشارتها بوضوح إلى أن “على الجهات الأجنبية المساعدة للعدو في نهب ثروة الشعب أن تأخذ هذا التحذير على محمل الجد”، كل ذلك يؤكد الجهوزية التامة لردع العدوان وتغيير قواعد الإشتباك في أي لحظة تقررها القيادة.
وهذا يعني أن استهداف الإمارات قد لايشترط فيه تحريك جمود الساحل واستمرار العمليات المعادية في الساحل، فكل العمليات العدائية والتحركات المعادية ونهب الثروات تعتبره القوات المسلحة أعمال عدائية مدرجة ضمن حدودها الحمراء التي تستوجب الردع والتأديب، وربما يكون استمرار الإمارات في خدمة المشروع الصهيوني في اليمن أحد أسباب استهدافها في المرحلة القادمة.