رصد تحقيق موسع عوائل العهد الجديد التي استخدمها ولي العهد محمد بن سلمان كأدوات لتعزيز سلطاته وفرض سياساتها القائمة على الفساد والقمع.
وسلط تحقيق لحساب “خط البلدة” على تويتر، الضوء على الأسر المرتبطة بالسلطة الحالية وعن نظام وراثة المنصب في عدد منها وما اشتهروا به من فساد وعبثهم بثروة المملكة وتغيير المجتمع وهويته.
عائلة آل الشيخ.. أدوار متعددة في خدمة السلطة
على امتداد تاريخ الدولة السعودية كانت أسرة آل الشيخ تقتسم جزءا من السلطة مع عائلة آل سعود عبر تزعمها الجانب الديني.
وطوال سنين صدرت تلك الأسرة مشايخ ودعاة كان لهم أثرا في تشكيل مذهب إسلامي منتشر حتى اليوم في الكثير من البلدان.
سيرة تلك الأسرة اختار لها بن سلمان النهاية ولأجل ذلك تولى ثلاث رجال من آل الشيخ إتمام هذا الأمر.
الأول عبد اللطيف آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الذي عمل على تأطير فضائع بن سلمان أو قراراته بلباس ديني.
أما الثاني فكان تركي أل الشيخ رئيس مجلس إدارة هيئة الترفيه وعراب مشاريع التغريب في المجتمع.
محمد أل الشيخ كان ثالث الثلاثة وهو مطبل بلباس صحفي يمتلك قاموسا ثريا من فحش القول ومهمته قذف وشتم خصم الأمير وتلفيق الأكاذيب حولهم.
الجبير: عائلة تحتكر العمل الدبلوماسي
عادل الجبير يشغل حاليا منصب وزير الدولة للشؤون الخارجية وفي السابق كان وزيرا للخارجية.
ينحدر الجبير من عائلة مقربة من السلطات، فأبوه أحمد الجبير في ما مضى كان المحلق الثقافي في القنصلية السعودية في دول ألمانيا ولبنان واليمن.
وأخوه نائل يعمل مستشارا إعلاميا في السفارة السعودية في واشنطن، أما عماه محمد وفهد فالأول كان رئيسا لديوان المظالم ووزيرا للعدل، والثاني أمينا للمنطقة الشرقية.
خلال عمل الجبير الدبلوماسي حرص على تزيين صورة بن سلمان في المحافل الدولية والأهم إنكار جرائمه ونفي وجود معتقلين للرأي ومحاولة التخفيف من فضيحة اغتيال الصحفي جمال خاشقجي.
حامت حول الجبير شبه خطير فوفقا لتقرير استقصائي اجرته مؤسسة (ذا أوديسي) تظهر ارتباط الجبير بالموساد الإسرائيلي وأن تلك العلاقة تعود لتسعينيات القرن الماضي.
عائلة المعلمي
آمال المعلمي الوجه النسوي في عصابة بن سلمان تملك مؤهلين جعلاها تتبوأ منصب سفيرة المملكة في النرويج، الأول أنها بنت الراحل يحيى المعلمي الأديب العسكري السعودي برتبة فريق، وأخاها عبدلله المعلمي الممثل الدائم للمملكة في الأمم المتحدة.
أما المؤهل الثاني فكان إخفاء جرائم مرتزقة محمد بن سلمان من اعتداء بحق المعتقلات في سجون المملكة.
مارست المعلمي ذاك الدور عبر منصبين عضو هيئة حقوق الإنسان المكلف بمهمة التحقيق بجرائم التحرش والاغتصاب ضد المعتقلات، ونائب الأمين العام لمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني.
عائلة نصيف من جمع الأموال إلى غسيلها
برز اسم العائلة عندما تولى ثامر نبيل نصيف رئاسة الشؤون الخاصة لولي العهد أما أدواره السرية فتكفلت بفضحها أوراق الجنة وهي وثائق سرية تم تسريبها يصل عددها إلى ١٣.٤ مليون وثيقة متعلقة بالاستثمارات الخارجية وعمليات غسيل الأموال والتهرب الضريبي.
إذ أظهرت الوثائق أن ثامر نصيف هو المسؤول عن استثمارات بن سلمان في الخارج ساهم بشكل خاص في إتمام صفقة شراء ولي العهد قلعة (لويس الرابع عشر) في فرنسا إضافة لتورطه في العديد من عمليات غسيل الأموال.
الأدوار المالية مارسها من قبل أبو ثامر نبيل نصيف وهو فقيه ومصرفي ربطته علاقة مع الملك سلمان عندما كان أميرا للرياض.
إذ كان نصيف مديرا لأحد المصارف الإسلامية المسؤولة عن استقبال التبرعات لما يعرف بدعم الجهاد الأفغاني.
الطبيشي عائلة توارث المنصب والفساد
أن الجد والأب والأبن تنابوا على تولي نفس المنصب فقد يظن أن ذاك شيء من الوهم، إلا أن هذه الحالة حدثت في المملكة عبر عائلة الطبيشي واحتكارها لوظيفة المراسيم الملكية.
بدأها الجد عبد الرحمن الطبيشي في عهد الملك عبد العزيز، أما ابنه محمد الطبيشي فقد تولى نفس المنصب عند أربعة ملوك.
بعد ذلك ورث الحفيد راكان الطبيشي تلك المهمة في عهد الملك سلمان، ومما يثير الغرابة انه رغم وجود ملفات فساد وقضايا في المحاكم السعودية بحق الأب وابنه ألا أنهما لا يزالان بنفس النفوذ والقوة بل وعلى رأس المراسيم الملكية.
الشتري وعاظ للسلطان بالوراثة
“السمع والطاعة لولي الأمر” هذه الجملة هي مختصرة الدين ومنتهاه عند الأب وابنه.
لقب الأب ناصر أبو حبيب الشتري بمستشار الملوك فهو عاقد الأنكحة في أسرة آل سعود والقاضي بينهم في مشاكلهم الخاصة، وقد عاصر ملوكا أربعة ودروسه يحضرها كبار القوم.
أما الابن سعد الشثري فهو أصغر من دخل هيئة كبار العلماء في عهد الملك فهد، ثم طرد منها في عهد الملك عبدالله وعاد إليها مجددا في عهد بن سلمان.
ذو ثراء فاحش متقلب في فتواه بما يلائم رضا الأمير، مهمته شيطنة كل خصوم بن سلمان من الإصلاحيين وغيرهم.
موالون فاسدون في كل مفاصل الدولة
بغية تشديد قبضته على مفاصل الحكم أحاط بن سلمان نفسه بمجموعة من الرجال ذو ولاء مطلق وفساد شديد، على رأس أولئك وزير العمل والموارد البشرية أحمد بن عبد العزيز الراجحي.
ورغم وجود دعوة ونصب واحتيال مقامة ضده في الإمارات لكن الراجحي مستمر في منصبه.
كذلك عجلان العجلان رئيسة الغرفة التجارية وسيف بن سلمان على رقاب التجار، صاحب قضية مان ديفان الشهيرة والتي احتال بها على مئات الشباب السعودي وسرق أموالهم.
ومنهم ايضا ياسر الرميان عراب صفقة اكتتاب أرامكو ورئيس صندوق الاستثمارات ومصدر تمويل رهانات بن سلمان السرية.
يضاف لهم موالون من الادعاء العام مثل سعود المعجب وشلعان الشلعان اللذان اشتهرا في تحريف مسار قضية قتل خاشجقي.
وفي القضاء كانت أيدي بن سلمان تتمثل بالقضاة عبد العزيز بن مداوي، وصالح العجيري، ويوسف بن غرم الله، المشهورين بإصدار أحكام الاعدامات بحق الدعاة ومعتقلي الرأي.
وفي المؤسسة الأمنية الأخوان عبدالله وعبد العزيز الهويريني يقودان تشكيلات مباحث امن الدولة سيئة الصيت.
اما المكتب وأذرع الذباب الالكتروني ففيهم من حاشية الأمير المقربين وخاصته من أمثال سعود القحطاني وبدر العساكر مدير المكتب الخاص لولي العهد.
يضاف لهم أحمد الجبريني وبدر بن عبدلله ندماء السهر ومسؤلي الاستثمارات الخاصة للأمير وآخرون على شاكلتهم.
وإن كان هؤلاء يديرون أمر المملكة فارتفاع نسبة البطالة وازدياد الفقر وغلاء الأسعار وتراجع الاحتياطي المالي كل ذلك نتيجة غير مستغرب ظهورها طالما أسند الأمر إلى غير أهله.