المشهد اليمني الأول| تقارير
كشفت مصادر محلية، بأن هادي وحكومته رغم قرار نقل البنك المركزي إلى عدن لم يقوموا بتوريد أي مبالغ للبنك المركزي في عدن.
كما أكدت المصادر أن إرسال طائرة محملة ب20 مليون دولار قبل أسابيع تبخرت، في حين تم الإعلان عن بيعها في مزاد لم يحضره ولم يشاهده أحد كما لم يتم إيداع المبالغ في البنك المركزي في عدن لتسليم الموظفين مرتباتهم كما أعلن بن دغر .
فيما تحدثت المصادر ذاتها بأن السيولة يتم إداعها في البنك الأهلى، في خطوات مهينة للبنك المركزي في عدن ولقرار نقل البنك إلى عدن على حدٍ سواء .
وفي ظل إنتظار بعض مؤسسات رواتبها بينهم المتقاعدون، أرسل البنك المركزي من صنعاء المرتبات للعديد من القطاعات بينها العسكرية والأمنية في عدن وأبين .. إلا أن هادي وحكومته لم يفوا بوعودهم، ولم تصل أي مبالغ للبنك المركزي في عدن حتى اليوم منذ إعلان قرار نقل البنك بظل عدم إستلام آخرين لأي مبالغ.
ويثير التساؤل لماذا لم يتم توريد أي مبالغ للبنك المركزي في عدن بعدن قرار النقل، أوساط الشارع الجنوبي والشاملي على حدٍ سواء، حيث وأن عدم التوريد يزيد من إحتمالات وجود مؤامرة تحاك من وراء الكواليس، ولمعرفة إذ ماكان هناك مؤامرة أم لا، نستعرض هنا بعض المعطيات .
مؤخراً تحدثت قيادات جنوبية بأن هناك مخطط من التحالف العربي لإستبدال القيادات الجنوبية بقيادات موالية لحزب الإصلاح، حى يعود الجنرال علي محسن الأحمر ممسكاً بزمام الأمور في الجنوب، وهو ما سترفضه قيادات عسكرية وشعبية واسعة في الجنوب، وبصورة غير مبررة تم إقالة قيادات امنية وعسكرية جنوبية، الأمر الذي لاقى ردود أفعال غاضبة في الشارع الجنوبي حيث صدرت بيانات من القائد المُقال للمنطقة العسكرية الأولى اللواء الحليلي، وبيان آخر لمدير أمن محافظة لحج العميد عادل الحالمي، أستغربوا فيه قرارات إقالتهم .
كما أشاروا بأن هناك مخطط لتصفية القيادات الجنوبية وإزاحتها لصالح حزب الإصلاح، وهو ما أثار حفيظة المجلس التنسيقي لقوى تحرير واستقلال الجنوب العربي بحضرموت والذي إعتبر قرار إقالة الحليلي إستفزازاً صارخا لأبناء حضرموت .
كما أعلنوا رفضهم لقرار تعيين “أحمد حسين الضراب” خلفاً للواء الحليلي رئيساً لأركان المنطقة العسكرية الأولى، مشيرين بأن الجنرال “الضراب” كان ولا يزال مطلوباً للعدالة، جراء ما ارتكبه من عمليات قتل وتصفيات دموية وتنكيل ونهب وإفساد، وأنه من العجب العجاب أن تتم مكافأة وترقيته .
إذن تحركات مشبوهة يقودها هادي وحكومته بدعم من دول التحالف، للإطاحة بالمكونات الحراكية التي تقف حجر عثرة أمام ما يُحاك ضد الجنوب وأبنائه، بدأت من الزج بمئات من أفراد المقاومة الجنوبية في معارك الجوف ومأرب وصعدة بدون خطط عسكرية وبدون توفير غطاء جوي أو كاسحات ألغام كالمعتاد في بعض جبهات ما جعلهم عرضة لكمائن ومقابر جماعية مشبوهة، طالب فيها قيادات حراكية بإعادة أفراد المقاومة وعدم الزج بهم بدون خطط عسكرية وتوفير كاسحات ألغام.
كل ذلك تزامن مع عودة مايقارب 500 مجند من إريتيريا أغلبهم من لحج، طالبوا سلطات هادي بوضع حل لأوضاعهم ودمجهم مع الجيش والأمن، مهددين بالتصعيد في حال لم يتم الإستجابه لمطالبهم .. مشيرين بأنهم كانوا عرضة للتصفية حيث سيتم الزج بهم في معارك مشابهة لمعارك البقع في صعدة .
معطيات لم تحتملها قيادات الحراك والتي صدحت بأن هناك قرارات غير مبررة ومشبوهة تستهدف الجنوب، حيث دعت مكونات حراكية عديدة لتنظيم مظاهرات تحذر هادي من تطبيق أي أجندات تزعج المكونات الجنوبية، ما أجبر هادي وحكومته على الإسراع بإخراج المخطط للعلن .
حيث كشفت مصادر قبلية في حضرموت، أنه من المتوقع خلال الأيام القليلة القادمة إنفجار مفاجئة تطيح بالجنوب، ستبدأ من حضرموت والتي يُحضر لأن تقوم سلطات هادي بإعلانها أحد الأقاليم، على الرغم من عدم التوافق على الدستور ورفض أبناء الجنوب لمخرجات الحوار حيث وأنها لا تلبي رغبات المكونات الحراكية .
في سياق ذلك جرى مؤخراً إستدعاء ثلاثين شخصية من زعماء قبائل وعلماء وشخصيات اجتماعية وأكاديمية، لحضور اجتماع في العاصمة السعودية الرياض، بهدف عقد لقاءات تمهد لإعلان إقليم حضرموت المتمثل بحضرموت والمهرة وسقطرى وشبوة وهي المحافظات التي إتخذتها القوات الإماراتية والأمريكية مناطق عسكرية منذ أشهر مضت كما تم توقيع عقد إستثمار بواجهة إماراتية لاستغلال جزيرة سقطرى أمريكيا.
إجتماعات قوبلت بإجتماعات مضادة قبلية وأخرى لنخب سياسية وحراكية عُقدت خلال الأيام القليلة الماضية، كرست لبحث تداعيات قرار إزالة الحليلي ومخاطرة على الجنوب واتخاذ الإجراءات اللازمة للوقوف عليه كونه مؤشرا أولي سيطيح بجميع القيادات الجنوبية لصالح اجندات يرفضها قطاع شعبي واسع في الجنوب.
كما حذر القيادي في الحراك الجنوبي “فادي باعوم” من ذلك مشيراً بإن ما يحصل في حضرموت من حراك سياسي غير مسبوق توحي بأن هناك تضارُبَ مخططاتٍ ونفوذٍ على حضرموت، وأضاف باعوم أن الجنوب سيدفع الثمن غالياً جداً إذا لم يتم الوقوف أمام المخطط بحزم، مؤكداً بأن تلك المخططات إذا قُدر لها النجاح فعلى أبناء الجنوب قراءة الفاتحة على “الثورة الجنوبية” والجنوب ككل، فكل شيء سيتغير حتى الحدود الجغرافية والقبَلية.
جدير بالذكر أن مكونات حراكية تستعد لإقامة فعاليات جماهيرية بمناسبة ذكرى الاستقلال في ظل تحركات لا تروق للجنوبيين، وأوراق مزعجة ستكشف عنها قادم الأيام، إذا لم يتم الضغط على هادي وحكومته للتخلي عن اجندات تزعج أبناء الجنوب، بدءاً من توريد السيولة للبنك المركزي في عدن وإنتهاءاً بالوفاء بإلتزامات البنك وتسليم كافة الرواتب بأثر رجعي لأبناء الجنوب، وترك أبناء الجنوب يقررون مصيرهم بأنفسهم حيث وأن تلك الخطوات ستنقل الصراع إلى صراع وجودي وصدام مباشر مع التحالف العربي وهادي .
المصدر: الجنوب اليوم – (جمال باحويرث)