ليس في اليمن فقط، بل في العالم باسره، استعبدت أمريكا الإنسان وتحكمت بالقرار، وهكرت الحريات، وأنفت الوجود لسيادة الأوطان، أما عن اليمن فقد كان ماض ورحل، وأما عن من تبقى فلهم حرية الثورة والحرية، وأما عن دول محور المقاومة فقد كانت وما زالت شوكة في حلق العدو “الصهيوأمريكي” حيث افشلت مخططات الاحتلال وفضحت مشروع العمالة وبينت للعالم معنى الحرية ونتاجها الحقيقي في أرض الواقع.
كانت تلك مقدمة الحديث، أما مختصر الكلام فـ أمريكا هي عدوة السلام وعدوة الإنسانية وصانعة الجريمة، نعم، فخروج الشعب اليمني في مسيرة “أمريكا وراء التصعيد في صنعاء”، كانت رسالة واضحة للعدو الأمريكي، الذي فرض العقوبات المخجلة على شعب اختار لنفسه سبيل الحرية وقدم التضحيات لما يقارب الـ 7 اعوام، لا مساومة ولا تراجع عن القرارات التي تحفظ لليمن أمنه واستقراره وسيادته وحرية قراره، ولم يكن هناك عدوان لولا الشيطنة الأمريكية في المنطقة، وما يحدث مؤخرا من تجليات للوجه الحقيقي للسياسة الأمريكية إنما هو دليلا قاطعا على أصل العدوان وحقيقة تسيير الأنظمة الخليجية بتوجيهات أمريكية.
كان خطاب السيد ابو احمد “محمد علي الحوثي”، ردا واضحا على العقوبات الأمريكية، وذلك لما احتواه من رسائل كان مضمونها “بانا لانمتلك شيئاً في الخارج حتى يمنعونا عنه، ولا حتى في الداخل، فـ المستهدف هنا هو الشعب اليمني بشكل عام، وجميع الاعذار ليست إلا مطية لتمرير الجريمة با شكالها، فـ العدوان حقيقةً لا يستهدف احزاب دينية أو مكونات سياسية معينة، بل أن الموت والحصار والظلم يسود الشعب بشكل عام وهذا بات واضحا للعيان، واصبح مكشوفا للشعوب في العالم، وهذا ما اخفته “الأمم المتحدة” عن الرأي العام العالمي ومرره المجتمع الدولي ورضي به!! لكن إلى متى؟!
فـالموقف اليمني لم ولن يتغير، والتصعيد الأمريكي لن يغير شيء، وليس جديدا على الشعب اليمني حتى وإن حشدوا القوى العسكرية للعالم وعادوا من نقطة الصفر لشن هجوما على الاراضي اليمنية، فما يُقصف ويُدمر اليوم هو المقصوف والمدمر مسبقا، ولم يتغير شيء حتى في استهداف الحيوانات التي لا حول لها ولا قوة، وما خروج الشعب اليمني إلا رسالة واضحة مكملة لعملية توازن الردع الثامنة فـ الموقف هو الموقف، ويبقى العدو في تخبط تام ولن تقوم لمخططاته قائمة حتى يلج الجمل في سم الخياط، وإن غدا لناظره قريب.
________
إكرام المحاقري