لا تزال فصائل مرتزقة العدوان التقليدية ممثلة بتحالف الفار هادي والإصلاح ومحسن في حالة صدمة حقيقية مع مواصلة طارق عفاش، قائد الفصائل الموالية للإمارات، إخلا مواقع قواته في الساحل الغربي وتحديدا مدينة الحديدة، لليوم الثالث على التوالي وسط جدل غير معهود بشأن الدوافع.
في العام 2018، وافقت حكومة المرتزقة على ابرام اتفاق ستوكوهولم، وهو من الاتفاقيات النادرة في مسار مفاوضات الحل في اليمن التي قادها المبعوث السابق مارتن غريفيث، وقد ركز الاتفاق على مدينة الحديدة، وكان الهدف بالنسبة لـحكومة المرتزقة يكمن في إغراق طارق عفاش، الطارئ الجديد على هذا المكون بعد فراره من صنعاء، في مستنقع جديد ينهي طموحه في التوسع على حسابها.
ورغم نجاحها خلال السنوات الماضية بوضع طارق بين كماشة الإصلاح في ريف تعز والجيش واللجان الشعبية بالحديدة، واستنزاف قواته إلا أن خطوته المفاجئة بالانسحاب من هذه المنطقة الاستراتيجية خلط أوراقها وإرباك حساباته، لاسيما وأن طارق الذي استبق الانسحاب بالحديث عن مناقشته تكرار الاتفاق في مأرب مع المبعوث الأممي إلى اليمن، تجاوز حدود الاتفاق الذي يقضي بانسحاب القوات لعشرة كيلومتر فقط.
وقد اخلت قواته مواقعها على امتداد اكثر من 100 كيلو كما يقول قائد الفريق الإعلامي لطارق، المرتزق كامل الخوذاني، والمؤشرات على الأرض في ظل الانباء عن اخلاء الخوخة، تؤكد بان المسافة اكبر من ذلك بكثير، ناهيك عن أن طارق الذي زعم الالتزام بالاتفاق لم يبلغ حكومة المرتزقة التي وقعت الاتفاق وقد اكدت في بيان لفريقها المشارك في مفاوضات الحديدة عدم علمها بما يجري ناهيك عن الفريق الاممي الذي اعلن هو الاخر مراقبته ما يجرى معترفا بعدم عمله بما يدور.
عموما تزامن انسحاب طارق عفاش مع المناورات الإسرائيلية – الإماراتية – الامريكية في البحر الأحمر، يشير إلى أنها ذات ابعاد تتعلق بهذه الدول التي تسعى للاستحواذ على باب المندب وترك بقية المناطق خارج سيطرتها، وسط محاولات إماراتية للتقارب مع ايران للتوسط لدى “الأنصار” بعد فشل السعودية في ذلك على الأقل لإبرام هذه المرة اتفاق من اقليمين جنوبا وشمالا.
وقد تكون الانسحابات من الحديدة وكذا اجلاء القوات السعودية من عدن والمهرة وشبوة، محاولة لإثبات حسن نية، خصوصا بعد تأكيد حسن نصر الله في خطابه الأخير ضرورة إنهاء الحرب والحصار وتمسك قوات صنعاء بخيار خروج القوات الأجنبية.
أيا ما تكون دوافع الانسحاب الأخيرة من جبهات الساحل، تبدو فصائل المرتزقة لاسيما الإصلاح الان الأكثر قلقا في ظل إعادة تموضع قوات طارق في جبهات على تخومها وسط ترتيبات للسيطرة على شبوة وابين وصولا إلى وادي حضرموت.
الخبر اليمني