أفادت مصادر محلية، من الساحل الغربي، اليوم السبت، أن محافظة الحديدة باتت مطهرة بالكامل، باستثناء مديرية الخوخة، حيث تدور فيها مواجهات عسكرية.
وأضافت المصادر، أن انسحاب قوات تحالف العدوان السعودي من الساحل الغربي يأتي بسبب القلق الأمريكي والإماراتي من تطورات الوضع في محافظة مأرب وما بعد مأرب. وكشفت بأنّ الإنسحاب من الساحل الغربي أتى بعد إدراك تحالف العدوان بأن تحرير الساحل الغربي سيكون وجهة ما بعد تحرير مأرب.
وأشارت المصادر، إلى أنّ قوى تحالف العدوان تريد ترتيب وضعها الآن في جنوب اليمن، استباقاً لهزيمة عسكرية ساحقة، كاشفة أنّ “التحالف سحب كل قواته بما فيها قوات طارق عفاش، وألوية العمالقة من الساحل باتجاه جنوب اليمن.
كما لفتت إلى أنّ “الجيش واللجان الشعبية سيطروا على الساحل تماماً، والمواجهات تدور حالياً في الخوخة وحيس”. وأوضحت أنّ التقدّم الذي أحرزه الجيش واللجان الشعبية في الساحل الغربي بلغ 700 كيلومتر، مؤكدة أنّ “كل محافظة الحديدة باتت مطهرة بالكامل، باستثناء الخوخة التي يتوقع تحريرها اليوم السبت”.
وكان انسحبت أول أمس الخميس وأمس الجمعة، فصائل من قوات تحالف العدوان السعودي، والمدعومة إماراتياً بقيادة طارق عفاش، من عشرات المواقع جنوبي وشرقي مدينة الحديدة.
لاعلاقة للإنسحاب باتفاق السويد
وكان أعلنت أمس الجمعة، مرتزقة القوات المشتركة المدعومة إماراتياً، والتابعة لتحالف العدوان في الساحل الغربي، عن “إخلاء المناطق بحجة تنفيذ اتفاق السويد، لكونه يبقيها مناطق منزوعة السلاح وآمنة للمدنيين الذين وُقِّع الاتفاق بحجة حمايتهم وتأمينهم”.
الغريب في الأمر، أن اللجنة المشتركة المكلّفة بتطبيق “اتفاق السويد” حول محافظة الحديدة، أكدت أن ما يجري حاليا في الساحل الغربي يتم دون أي تنسيق مسبق معها.
وأوضحت اللجنة في بيان صحفي أن “إجراءات إعادة الانتشار يفترض أن تتم كما هو المعتاد بالتنسيق والتفاهم مع بعثة الأمم المتحدة (أونمها) UNMHA في الحديدة عبر الفريق الحكومي والتي لم تكن في الصورة كما أشار الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة”.
واعتبرت حكومة المرتزقة، فجر اليوم السبت، أن “الإنسحابات من الحديدة تجري دون معرفة الفريق الحكومي، ومن دون أيّ تنسيق معها”.
وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، دوجاريك، يوم أمس الجمعة، ان القوات المشتركة لم تبلغهم بالانسحاب من مناطق جنوب الحديدة.
ونقلت مصادر، عن دوجاريك، أن الأمم المتحدة لم تبلغ مسبقا بالتحركات في الحديدة وبعثة الأمم المتحدة تراقب الوضع عن كثب. وأضاف أن الأمم المـتحدة علمت بتقارير متأخرة عن انسحاب قوات المرتزقة من مناطق جنوبي الحديدة.
إنتصارات مأرب
يأتي ذلك، بعد أن تمكّنت قوات الجيش واللجان الشعبية من تحرير مركز مديرية الجوبة في محافظة مأرب، قبل أيام، بينما أعلن مشايخ المديرية وأعيانها ووجهاؤها وقوفهم إلى جانب عناصر الجيش واللجان الشعبية، حتى تحرير كل مناطق محافظة مأرب.
وحسب مصادر قبلية، اليوم السبت، وصلت المعارك بين الجيش واللجان الشعبية ومرتزقة العدوان في منطقة البلق الشرقي، القريب من مناطق استراتيجية أخيرة تطل على مدينة مأرب.
إسقاط طائرة أمريكية
وأعلن متحدث القوات المسلحة، العميد يحيى سريع، اليوم السبت، عن إسقاط طائرة تجسّسية أمريكية في أجواء جنوبي مأرب.
وقال العميد سريع في تغريدة له على “تويتر” إنّ “دفاعاتنا الجوية تمكنت من إسقاط طائرة تجسّسية من نوع (سكان إيغل Scan Eagle) أمريكية الصنع، أثناء قيامها بأعمال عدائية صباح يومنا هذا في أجواء منطقة الجوبة بمحافظة مأرب”.
ولفت العميد سريع، الى أن هذه الطائرة هي السادسة من نفس النوع التي تمكنت دفاعاتنا الجوية من إسقاطها خلال هذا العام، مشيراً الى أن عملية إسقاط الطائرة تمت بسلاح مناسب وسيتم بث مشاهد حطام الطائرة لاحقا.
تعزيز السلام الإستراتيجي
على ذات السياق، اعتبر نائب وزير الخارجية، الإستاذ حسين العزي، أنّ تحرير مأرب سيعزز فرص السلام الإستراتيجي.
وقال العزي إن “تحرير مأرب سيعزّز فرص استعادة السلام، وفي المنظور الاستراتيجي للسلام الدائم والشامل، سيكون أيضاً مفيداً جداً لأمن اليمن والجوار معاً، باعتبار أن مأرب لن تبقى منطلقاً لتهديدات القاعدة في المستقبل”.