مقالات مشابهة

فيما الخناق يضيق.. “الاصلاح” يخسر عسكريًا وسياسيًا وشعبيًا

الأكيد وفق المعطيات أن حزب “الاصلاح” أو كما يتفق الكثير “الاخوان المسلمين” فرع اليمن، بات في مفترق ضيق جدا، ووضع لا يحسد عليه على المستوى العسكري ومستوى الحضور والسيطرة في المناطق التي كان يصول ويجول فيها كما يشاء، ومستوى الثقة الشعبية، ويبدو أنه لم يعد للإصلاح حاضنة شعبية، فأينما وليت وجهك وجدت نقدا حادا لسلوك الحزب وتشكيك في ولائه للتحالف السعودي، بلغ ذروته مع الهزائم والانسحابات من قبل كوادره السياسيين والعسكريين وحتى القبليين من المناطق التي كانوا يسيطرون عليها في مأرب والمناطق المحاذية لها من ابين وشبوة وجميعها صارت في قبضة الجيش واللجان الشعبية..

يؤكد صالح الجيواني الذي يُعرّف بوزير النقل السابق في حكومة هادي هذا المذهب فيرى ان الاصلاح قدم الكثير من التضحيات الا انه “تكالبت عليهم الأعداء من كل حدب وصوب”، ويرى الحيواني أن الحزب قدم الآلاف من كوادره في المعارك وان نقطة ضعف الاصلاح هي في قياداته.

ومؤخرا تعرض نائب رئيس جامعة عدن للدراسات العليا والبحث العلمي الدكتور ” محمد عقلان ” المحسوب على حزب الاصلاح لمحاولة اغتيال من قِبل مسلحين مجهولين لاذوا بالفرار. وفي سياق تبادل الاتهامات وتحميل مسئولية الهزائم، رد حزب الاصلاح على حملة اتهامات سياسييّ وناشطي المؤتمر الشعبي العام في صفوف حكومة هادي المنتهية ولايته، للحزب بالفشل في ادارة الدولة والمعارك، بأن المؤتمر ما زال يسيطر على مفاصل الحكومة وسلطاتها كاملة، ويتحمل مسؤولية الاخفاقات.

واتهم ناطق قوات المجلس الانتقالي (المدعوم من الامارات) محمد النقيب، حزب الاصلاح (الاخوان المسلمين)، “بتحويل مدينة كريتر في عدن إلى “وكر لإدارة نشاطه التآمري، وجعل المدينة مأوى وملاذاً للعناصر التخريبية القادمة من خارجها” حسب وصفه.

ويقول الناشط نواف حمد ناصر وهو من أبناء مارب “اصحابنا مراد، ذي يضحوا بأنفسهم دفاعاً عن مصالح حزب الاصلاح وقياداته وعن دولة النازحين بينما الكثير من ابناء مراد محرومين من خيرات مأرب ويعانون من البطاله وقلة الدخل سياسه الإقصاء و التهميش والقمع والفرعنة التي يمارسها حزب الإصلاح الحاكم في مأرب بحق ابنائها وما يمارس من فساد غير مسبوق وفشل في إدارة مؤسسات الدولة، اجبرت الكثير على إتخاذ مواقف لا يحسد عليها والله المستعان.”

ونهاية اكتوبر الماضي، حذر عضو وفد صنعاء المفاوض عبدالملك العجري، حزب الإصلاح من مخطط يحيكه له التحالف يتضمن انهاء أي دور له. وقال العجري في تغريده له على تويتر” والله لو يعلم الاصلاح ما نعلمه عن حقيقة النوايا التي يبيتها له حلفاؤه لكان جنح للسلم من البداية ولادرك اننا اقرب اليه منهم.”

وأضاف العجري” لكن قيادات من الكهول مسلوبي الوعي والارادة ترى ان بقاء الحزب رهن برخصة (لن تحصل) من الرياض.

شباب الاصلاح بحاجة لقيادة تجنبهم الموت المجاني في مذابح الاخرين” كما اساء لوضع ومكانة الحزب تلك الممارسات التي أراد بها دفع الخطر فاختلطت لديه الأمور ولم يعد يفرق فيها بين ما يصح وما لا يصح، فكان منها انتهاكاته غير المبررة، وعلى سبيل المثال، قيامه بمهاجمة منطقة الخشعة السفلى في وادي عبيدة بالمدرعات والدبابات راح ضحيتها سبعة شهداء من آل سبيعيان بينهم الشيخ محسن سبيعان وستة من إخوته وأبنائهم..،

وقد دانت العديد من الفعاليات والاجتماعية السياسية والقبلية الحادثة، واعتبرتها قبائل القراميش بمحافظة مأرب جريمة “كشفت عن الوجه الداعشي الإرهابي لمليشيا حزب الإصلاح التابعة للعدوان، التي تجردت من كل الأعراف والأسلاف القبلية.” حسب القبيلة.

وكانت ايضاً منظمات حقوقية أكدت ارتكاب عناصر تابعة للاصلاح في محافظة مأرب للعديد من الانتهاكات، من بينها الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري والاتهام بالتعذيب حتى الموت، موضحة أن شهادات معتقلين كشفت عن أن عمليات التعذيب كانت لإرغامهم على اعترافات.

معرفة كل ذلك مع العلم بتحكم الحزب بالمقاتلين وخطط سير المعارك، أودى بالحزب، واقعه ومستقبله، الى مهالك الضياع، اذ أثرت هذه البنية التدميرية وفقدانها الثقة والنظر إليه كعدو وطامع بالثروات على وضعيته النفسية والمعنوية وبات بلا حصاد وانما الآلاف من القتلى الذي زجّ بهم إلى معارك عبثية.

قبل أيام وقد اصبح جيش صنعاء على ابواب مارب، ازداد الحزب ارتباكا فظهر ببيان شديد اللهجة هاجم فيه قيادة التحالف السعودي، وقيادة المنتهية ولايته “هادي” متهما إياهما بالفشل في إدارة المعركة، وبغض النظر عن كون الخطوة هي في مدلولها محاولة للتنصل من تحمل مسئولية الهزيمة، فإنها مثلت حالة انهيار واعتراف بخسران المعركة وخسران مارب آخر معاقلهم في الشمال، كما أنه تحرك قد يشير إلى فقدان بوصلة التحكم في إدارة الموقف.

هذا الشتات والضبابية التي صارت عليه رؤية الحزب للمعطيات والنتائج الوخيمة على كيان تحالف الرياض اجمالا، يبدو أنه الذي دفع الأخيرة إلى إعادة ترتيب أوراق تحالفها المتقهقر لا يكون للإصلاح فيه دور محوري رغم انه لا يزال يحتفظ بقوى عسكرية كبيرة، وذاك بدورة كما يمكن فهمه كان دافع للحزب للخروج يوم السبت الماضي بمطالبته “هادي” بفك الارتباط بالتحالف السعودي، وهي مسألة تجسدت فيها العبثية، اذا أن “هادي” ليس بيده ولا بمقدوره اتخاذ مثل هذا الموقف.

لا شك بأن تحرير مأرب يعني حيازة عناصر قوة جديدة واستراتيجية للعاصمة صنعاء؛ اهمها من الناحية الاقتصادية، اذ ان مأرب ستمد مناطق الجيش واللجان بالمشتقات النفطية والغاز التي تحتاجها، وكذا الإيرادات المالية لهذه المشتقات والتي كانت تذهب لحزب الإصلاح، وهذه مسألة لا يستطيع حزب الاصلاح تصورها، لذلك لا يزال ما بقي منه يستميت بكل قدراته للدفاع عن المدينة، رغم إدراكه أن الرياح لم تعد في صالحة.

وتذهب التحليلات الى أن “محافظة مأرب تملك أهمية استراتيجية كبيرة في سير معركة العدوان على اليمن بشكل كامل، وتلك الأهمية تكمن في كون المحافظة كانت تحتضن عددا كبيرا من التكفيريين المنضبطين بإيقاع إصلاحي، وتحرير مأرب وكسر التكفيريين فيها سيشكل نكسة كبيرة لمشروع العدو الأمريكي في المنطقة برمتها، وليس في اليمن فحسب.”

وعلى هامش معركة مارب الحاسمة، جدد عضو المكتب السياسي لحركة “أنصار الله” في اليمن، محمد البخيتي، الدعوة إلى “تسليم مدينة مأرب سلمياً”.

وقال في تغريدة له على “تويتر”: “ليس من العدالة أن تنعم قيادات الإخوان بأموال النفط والغاز في فلل إسطنبول”، مضيفاً: “ليس من العدالة أن يُستخدم سكان مأرب كخط دفاع أول ودروع بشرية لحماية مصالح الاخوان”.

قال: اذا لم تعقل قيادات جماعة الاخوان وتسلم مدينة مأرب بسلام فعلى سكانها أن يقولوا كلمتهم. وقبل ذلك، نصح البخيتي حزب “الإصلاح” بتسليم مأرب “سلمياً حقناً للدماء”، ضامناً لهم “المشاركة في العملية السياسية”، وقال في تغريدته: انصح حزب الاصلاح بتسليم مدينة مأرب سلميا حقنا للدماء لأن تحريرها أصبح مسألة وقت ونحن سنتولى مهمة تحرير ما تبقى من أرض اليمن ونضمن لهم المشاركة في العملية السياسية في المستقبل مقابل حيادهم ولو في آخر لحظة وإذا ما اصروا على القتال في صف دول العدوان التي تنبذهم فإنهم سيخسرون كل شيء.

فيما دعا عضو المجلس السياسي الاعلى محمد علي الحوثي البنك المركزي من الان، الى اعداد خطة لاتلاف العملة المزورة التي تتواجد في فرع البنك بمارب واتخاذ خطوات حازمة تجاهها وقال في تغريدة: وكما دعونا البنك المركزي بصنعاء فكذلك، بالمناسبة نذكر البنوك والصرافين التوجيه لفروعهم في محافظة مارب البدء بخطة التوقف عن التعامل بالعملة المزورة.

وهي العملة التي يتم التداول بها في المناطق الخاضعة لسلطة الاصلاح والتحالفات السعودي والتي كانت طُبعت على نحو غير قانوني وتسبب في الانهيار الكبير لسعر الريال اليمني أمام العملات الأجنبية في تلك المناطق.

___

وديع العبسي