نمرٌ من ورق
ينظر الجميع باستغراب واندهاش إلى ردود الأفعال السعودية الكبيرة والغريبة تجاه تصريح لبناني عابر جاء في أحد البرامج التلفزيونية قبل شهر.
وللأمر دلالاته المتعددة، منها: هشاشة الموقف السعودي في شرعية العدوان على اليمن، وحقيقة الهزيمة السعودية بعد سبع سنوات من الحرب وعجزها عن تحقيق أي من أهدافها المعلنة، بل تسير الأمور بشكل عكسي يوما بعد آخر.
ومنها: الموقف السعودي المتوتر أثبت ما كنا نتحدث عنه من انكسار قرن النظام السعودي وتساقط أنيابه، بالشكل الذي لم نكن قادرين عليه من خلال إعلامنا أو مواقفنا السياسية والدبلوماسية، وقد فضحوا أنفسهم بأنفسهم.
ومنها: حقيقة الأفق المسدود أمام النظام السعودي الذي عجز عن التقدم، وعن الرجوع أيضاً، لأنه أقفل كل خطوط العودة دبلوماسيا وعسكريا، وحاصر نفسه بنفسه.
ومنها: انكشاف ما يدور في غرف المفاوضات المغلقة، وظهور استكبار النظام السعودي الرافض للحلول المطروحة من الوسطاء، وعجزه عن فرض معادلاته على الطاولة أو كسبها على أرض الواقع.
ومنها: حقيقة العزلة النفسية التي يعيشها النظام السعودي وضعفه أمام تصريحات إعلامية معارضة، ويريد إسكات الصوت اللبناني حتى لا تتجرأ أطراف أخرى على رفع صوتها، وخصوصا بعد تراجع الموقف الأمريكي المعلن عن دعمه في كثير من الملفات.
ومنها: هزيمة وانكسار هيبة النظام السعودي أمام إرادة اليمنيين الصلبة والصامدة، رغم الفوارق الكبيرة في الإمكانيات المادية، وهو النصر الذي يتفاخر به اليمنيون وينكره الكثيرون رغبة ورهبة من النظام السعودي، واليوم بدت ملامحه لكل العالم وبحماقات السعودية نفسها.
كل ذلك بفضل الله وحده، وهو عاقبة حتمية لنظام إجرامي متوحش، ولا عزاء له اليوم أبدا، ولا لمرتزقته المتوكلين عليه أيضاً، والعاقبة للمتقين.
نمرٌ من ورق
__________
يحيى المحطوري