تَعّز .. الفاتنةُ التي لا تُغادر الحُلم
تعز ليست أولئك الأوباش الذين يحرقون أو يسحلون الناس في الشوارع و يصلبونهم . تعز هي الحالمة و ليست الناقمة ؛ هي المليحة التي لا تغادر الحلم و لا يغادرها ؛
هي المشاقر و المباخر و الكواذي البيض و روائح العنبر و الند و البخور . تعز هي وجهنا المدني الجميل المشرق الذي نخرج به على العالم و به نفاخر و ننافس جمال عواصم الدنيا و حواضرها . هي الثقافة و العلم و الأدب و المدنية و التاريخ و الحضارة ؛
هي مسجد الجنَد و قلعة القاهرة و الأشرفية و قصر صالة . تعز هي أحمد محمد النعمان و الفضول و أيوب طارش و عبد الفتاح إسماعيل و عبد العزيز عبد الغني و محمد علي عثمان . تعز هي الحرف و الكلمة و القلم؛ هي أساتذة الجامعات و المفكرون و الاطباء و المدرسون و المهندسون و كل من له بصمةٌ و إسهامٌ واضحٌ في إعمار و بناء هذا الوطن .
تعز هي أولئك النبلاء الذين يتواجدون في كل أصقاع اليمن حتى أنه لا يوجد شبر واحد في اليمن إلا و يسقون ترابه بعرق جبينهم كدّاً و كفاحاً ونضالا بشرفٍ و كرامةٍ و كبرياءٍ و عزة نفس . تعز هي قلب اليمن النابض و شرايينها المتدفقة التي تتوزع في أرجاء و سائر الجسد اليمني الواحد ؛ هي المشاعر و الأحاسيس التي لا تنضب .
تعز هي الأمل الذي لا يمكن ان يبدد فجره سوادُ ليل أولئك الضالين المارقين من كل معاني و قيَم الإنسانية . تعز هي اليمن في أجمل حللها و أبهى صورها، فلا تشوهوا وجه اليمن الحالم الجميل !
بقلم الشيخ عبدالمنان السنبلي