كشفت مصادر سعودية عن استنفار ولي العهد محمد بن سلمان أدواته الإعلامية والذباب الالكتروني قبيل المقابلة التلفزيونية للمسئول الاستخباري السابق سعد الجبري المقرر عرضها بعد غد الأحد.
وذكرت المصادر ل”سعودي ليكس”، أن تعليمات صدرت من بن سلمان بشن هجوما استباقي على الجبري تقوم على التشويه وإنكار أي حقائق سيعلنها ضد ولي العهد.
وفي هذا الإطار أصدرت السلطات السعودية بيانا وصفت فيه الجبري بأنه “فاقد للمصداقية”.
والبيان الذي أرسلته السعودية أكدته شبكة CNN الأمريكية الجمعة 22 أكتوبر/تشرين الأول 2021، والذي قال إنه يأتي قبل لقاء تلفزيوني مرتقب للجبري في برنامج “60 دقيقة” الأحد 24 أكتوبر/تشرين الأول 2021، والذي نشر مقطعاً دعائياً قصيرا أوحى بأن الجبري سيتحدث في المقابلة عن تفاصيل حول اتهاماته للرياض بمحاولة اغتياله كما تم اغتيال الصحفي جمال خاشقجي.
في البيان، قالت سفارة المملكة العربية السعودية في واشنطن إن الجبري “مسؤول حكومي سابق، فاقد للمصداقية، وله تاريخ طويل من التلفيق ومحاولات التشتيت لإخفاء الجرائم المالية التي ارتكبها والتي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات، لتوفير أسلوب حياة مُسرفاً لنفسه ولأسرته”.
وأضاف البيان السعودي أن الجبري “لم ينكر جرائمه، بل إنه في الحقيقة يشير إلى أن السرقة كانت مقبولة في ذلك الوقت. لكنها لم تكن مقبولة ولا قانونية في ذلك الوقت، ولا الآن”.
كان خالد الجبري، نجل المستشار الأمني السعودي السابق قال الخميس 21 أكتوبر/تشرين الأول 2021، إن والده قرر كسر صمته بعد فشل محاولاته على مدار 4 سنوات في إطلاق سراح طفليه عمر وسارة من المملكة العربية السعودية.
إذ كتب خالد الجبري، عبر حسابه على تويتر، أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان “أخذ سارة وعمر كرهائن لابتزاز والدي في اليوم الأول من توليه ولاية العهد”، مضيفاً: “بعد 4 سنوات من محاولة كل الطرق لتأمين حريتهم، والدي يكسر صمته الأحد المقبل في برنامج 60 دقيقة”.
كان سعد الجبري قد اتهم ولي العهد السعودي، في دعوى قضائية بمحكمة في العاصمة الأمريكية واشنطن، بأنه أرسل “فرقة اغتيال” من السعودية إلى كندا “في محاولة لقتله” بعد أيام من مقتل الإعلامي جمال خاشقجي “على يد أفراد من المجموعة نفسها”.
قال الجبري في الدعوى القضائية إن محمد بن سلمان “أرسل فريقاً لقتله بعد أكثر من عام على فراره من السعودية، ورفض الجهود المتكررة من قبل ولي العهد لإغرائه على العودة للمملكة”.
ويحسب الجبري على ولي العهد السابق ووزير الداخلية السابق الأمير محمد بن نايف؛ إذ كان يعد الرجل الثاني في فريق بن نايف الذي تم إعفاؤه من منصبه في عام 2017. وقد عزز محمد بن نايف والجبري، علاقات وثيقة مع مسؤولي المخابرات الأمريكية على مدى سنوات من العمل سوياً في مكافحة الإرهاب، خاصة ضد تنظيم “القاعدة” بعد هجمات 11 سبتمبر.
وفرَّ الجبري بعد تنحي محمد بن نايف، إلى تركيا في 2017 ومنها إلى كندا، تاركًا وراءه اثنين من أبنائه هما سارة وعمر.
وقال الجبري في دعوى قضائية رفعها في كندا، إنه تم منع سارة وعمر من مغادرة السعودية، وإنه توسل للأمير محمد بن سلمان من أجل السماح لهما بمغادرة المملكة، لكن ولي العهد رد برسائل نصية عبر تطبيق “واتساب”، قائلًا: “عندما أراك سأشرح لك كل شيء”، و”أريدك أن تعود خلال 24 ساعة”، بحسب أوراق الدعوى.