مجزرة القاعة الكبرى.. مجزرة لا تنسى
في ظل صمت وتمادٍ وتآمر ، وفي ظل حصار جائر ، آهات تتبعها آهات ، ومجازر تليها مجازر ، وكل مجزرة جديدة أبشع من سابقاتها وكأن شيئا لم يكن . تسيل الدماء وتتمزق الأجساد وتتفحم الأشلاء بكل استهانة وهمجية وغطرسة ، وهاهي أربعينية مجزرة القاعة الكبرى جزء لايتجزأ من سلسلة تفاقم الإجرام وقباحة العدوان السعودي على الشعب اليمني .
يالها من مجزرة وجريمة بشعة تعكس بشاعة مرتكبيها ، فلقد تسابقت الألسن والضمائر الإنسانية الحية التي أدركت حجم الفاجعة بهذه المجزرة الكبرى ، واختنقت الألفاظ والعبارات في وصف هذه النازلة لكونها أفظع جريمة عرفها تأريخ اليمن الطويل ، وإن تأريخ اليمن الطويل بل وتأريخ الإنسانية جمعاء لن يغفر لأولئك الواغلين في الإجرام والغارقين في الدماء .
ما اتضح وما انكشف في هذه المجزرة من زلزال إنساني لبرهان عظيم دامغ على الاستخفاف والسخرية بالبشرية جمعاء ، أي أن الإنسان بنظرهم ليست لديه أية قيمة في أرض شهدت ولادة الإنسان المتحضر الأول .
ولتبقَ مجزرة القاعة الكبرى جرحا نازفا في كل قلب حر أبي ، فلم تكن أول مجزرة بحق الشعب اليمني ولا آخرها، وأيضا بشاعتها وفظاعتها شكلتا علامة فارقة في الضمير الإنساني للشعب اليمني بشكل خاص والجمع الإنساني لكل من يملك معنى ضمير البشرية و الإنسانية بشكل عام .
في أربعينية مجزرة القاعة الكبرى لن تغفو هذه المجزرة البشعة ولن تنسى بالتقادم، حيث تجردت من كل المبادئ والقيم وكشفت اللامبالاة بالقوانين والمواثيق الدولية وماتلك القوانين والمواثيق إلا أصواتا وهتافات عابرة في شتى القنوات ، و حبر على ورق في دهاليز مكاتب المحافل الدولية العربية والغربية المتغطرسة المغرورة بمالها الزائل ، فلم تنسَ مجزرة كهذه بالرغم مما حرّف الإعلام العميل حقيقة وواقع المجزرة المأساوي .
هنا ألم واقع تلك المجزرة من واقع فظاعتها بفظاعة الإنسان حين يطغى ، وهنا قبسات من تاريخ مظلم يجتزئها الشعب اليمني الذي لايزال – منذ الوهلة الأولى للعدوان عليه – صامدا شامخا يأبى أن يذل أو يستهان به ، متيقنا بالله ومستمسكا بعقيدته ودينه .
ومازال العدو الموهوم يكض نفسه ليندرج في سلسلة الأعمال والجرائم التي تؤكد بأن ارتكاب هذه المجازر الوحشية ، ومهما كانت نتائج التضليل والتكتيم الإعلامي فيها فإن هذه الأعمال الإجرامية تدرج العدوان السعودي في آلية الطغيان الأعمى ، وإن عنجهية حماقة الطغيان والعنف على الشعب اليمني ليس إلا اندحارا شاملا للعقل والحرية ، وللإنسان والحياة ، فسحقا لكم يا أعداء الله وأعداء الإسلام .
فعلى الجميع التحرك في درب الشهداء في شتى المجالات ، والتكاتف الكبير لتحقيق مامضوا فيه ، ونهج سيرتهم في مواجهة هذا العدوان الغاشم ، ونرسلها تحية إجلال وإكبار وإعظام إلى ميادين الشرف والبطولة، إلى إخواننا من الجيش واللجان الشعبية ، ونسأل الله الرحمة للشهداء والشفاء العاجل للجرحى .
ولا هنيت حياة لمن ضميره ميت .
بقلم أحمد علي الجنيد