الأوان فات لأنّ الأهداف النوويّة عميقة جدًا في الأرض.. هجومٌ كبيرٌ على إيران سيؤدّي لهجومٍ مُضادٍ مُدمّرٍ سيُكلِّف خسائر بشريّة إسرائيليّة لا حصر لها

358
الأوان فات لأنّ الأهداف النوويّة عميقة جدًا في الأرض.. هجومٌ كبيرٌ على إيران سيؤدّي لهجومٍ مُضادٍ مُدمّرٍ سيُكلِّف خسائر بشريّة إسرائيليّة لا حصر لها
الأوان فات لأنّ الأهداف النوويّة عميقة جدًا في الأرض.. هجومٌ كبيرٌ على إيران سيؤدّي لهجومٍ مُضادٍ مُدمّرٍ سيُكلِّف خسائر بشريّة إسرائيليّة لا حصر لها

نقلاً عن محافل أمنيّةٍ وسياسيّةٍ رفيعةٍ في كيان الاحتلال، كشف دان بيري، رئيس جمعية الصحفيين الأجانب في إسرائيل، كشف النقاب عن أن “الاتفاق النووي العالمي مع إيران لم يتطرّق لدعمها للعنف والمليشيات المسلحة في المنطقة، خاصة حزب الله في لبنان، ولم يتطرق لتطوير صواريخ بعيدة المدى قادرة على حمل أسلحة نووية، لكنها في المقابل كانت أفضل صفقة يمكن التوصل إليها مع طهران، وقد أوقفت البرنامج النووي، ولا يوجد دليل على أنّ إيران لم تحترم الاتفاق حتى ألغاه ترامب، ووافقت عليه الوكالة النووية مرارًا”.

وأضاف بيري في تحليل نشره بموقع (زمان يسرائيل) الإخباريّ العبريّ أن “المؤتمر الشهير الذي عقده نتنياهو في عام 2018 للإيحاء بوجود مثل هذه الأدلة ضد الاتفاق النووي، لم يقدم سوى النتائج التي تم التوصل إليها قبل توقيع الصفقة، مع العلم أن حجة نتنياهو الرئيسية، التي تبناها ترامب بلا شك، كانت سخيفة، لأنّه زعم أنّ الاتفاقية ستسمح لإيران بـ”الركض” إلى القنبلة عندما تنتهي صلاحيتها، بالتزامن مع رغبة القوى العالمية بتجديد أو تمديد الاتفاقية في الوقت المناسب، وإلّا سيتم تجديد العقوبات”.

ورأى الصحافيّ الأجنبيّ المٌيم في تل أبيب أنّه يمكن الإشارة إلى أن العمل غير المحسوب الذي أقدم عليه ترامب ونتنياهو ساهم في إحداث ضرريْن أساسييْن، أولهما أنّ انسحاب الأول من الصفقة التي وقعها سلفه، بضغط من نتنياهو، يعني أن ترامب قوض مصداقية الولايات المتحدة، ما أدى لتعطيل علاقات أمريكا مع العالم لفترة طويلة، أما نتنياهو فقد شرع بعملية “تسميم” علاقات إسرائيل مع الحزب الديمقراطي، الذي عاد الآن إلى السلطة في واشنطن، على حدّ تعبيره.

في المقابل، نقل بيري عن مصادره الرفيعة في تل أبيب قولهم أنّ المسؤولين في إسرائيل يُقدّرون في الوقت الراهن أنّه بالتزامن مع اقتراب إيران لحيازة القنبلة النووية، فإنّ إدارة الرئيس جو بايدن تسعى لإغلاق اتفاقية جديدة، ولكن من غير الواضح فرص نجاحها، وفي غضون ذلك يلمّح رئيس الوزراء الجديد نفتالي بينيت إلى أنّ إسرائيل أمامها خيارات أخرى، لكن إلغاء البرنامج النووي بالقوة يبدو غير معقول، خاصة أنّ رئيسيْ الوزراء السابقيْن إيهود باراك وإيهود أولمرت قدّرا في الأسابيع الأخيرة أنّ الأوان قد فات، لأنّ الأهداف النووية عميقة جدًا في الأرض، كما نقل عن مصادره.

إضافةً لذلك، شدّدّ الكاتب، اعتمادًا على مصادره، فإنّ التقديرات العسكرية تتحدث بأنّه من شأن هجومٍ كبيرٍ على إيران أنْ يؤدي لهجومٍ مضادٍ مدمرٍ سيكلف خسائر بشرية إسرائيلية لا حصر لها، وربما يشعل حربًا أوسع نطاقًا، وكأنّ سيناريو الرعب هذا متوقع تمامًا، وهذا سبب ميل خبراء الأمن الإسرائيليين لدعم الاتفاقية النووية، رغم عدم تحلي الجميع بالشجاعة للتحدث علنًا ضدّ رئيس الوزراء، كما قال في ختام تحليله.