قالت صحيفة “لوفيغارو” إن العراق، حاله تماما كحال أفغانستان، يعاني من لعنة تدميره حتى من قبل أولئك الذين يزعمون أنهم أتوا لمساعدته، مشيرة في افتتاحية بقلم كاتبها فيليب جلي إلى أن الأميركيين يرون أنهم من خلصوا العراق من “دكتاتورية صدام” بذريعة ولائه المزعوم لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن وامتلاكه أسلحة دمار شامل.
لكن واشنطن، وفقا للكاتب، تسببت طوال العقدين الماضيين في مفاقمة جرائر خبيثة للعراق، إذ أيقظت الانقسامات الطائفية وتسببت في استفحال إرهاب تنظيم القاعدة وخليفته تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، فضلا عن تسببها في تغلغل غرغرينا المليشيات الموالية لإيران.
وشدد الكاتب على أن النسيج الدستوري العراقي، المصمم لمنع هيمنة معسكر واحد، يفتح الباب أمام الزمرة نفسها لتقاسم غنائم السلطة إلى أجل غير مسمى، ولن تغير انتخابات اليوم الأحد ذلك الوضع، حسب فيليب جلي.
الكاتب لفت إلى أن الاقتراع قد تم قبل وقته بضغط من المتظاهرين الذين طالبوا منذ أكتوبر/تشرين الأول 2019 بتوفير وظائف لهم ووضع حد للفساد في العراق وكبح جماح الفصائل المسلحة.
لكن حركتهم الشعبية قوبلت بوحشية، إذ راح ضحيتها، وفقا للكاتب، 600 قتيل وما يقرب من 10 آلاف جريح، فضلا عن 43 اغتيالًا استهدفت ناشطين وصحفيين، الأمر الذي دفع بعض الشباب المنهكين إلى الدعوة لمقاطعة الانتخابات التشريعية.
وفي مواجهة شبهات الاحتيال، أرسلت الدول الغربية أسطولًا من المراقبين لمتابعة سير هذه الانتخابات، لكن الثقة تلاشت، وكما حدث في أفغانستان قبل سيطرة طالبان، فإن مسرحية الديمقراطية التي عرضها الأمريكيون في بغداد تحولت إلى “مجرد لعبة كراسي موسيقية بين أمراء الحرب”.
وأضاف جلي أن هذا هو العراق، البلد الذي ستغادره آخر القوات الأميركية المقاتلة بحلول أول يناير/كانون الثاني 2022 باستثناء عدد قليل من المدربين وكوماندوز الظل.
وليس العراق اليوم، حسب الكاتب، إلا دولة فاشلة لها موارد نفطية كبيرة يحرص القائمون على البلد على عدم مشاركتها مع غيرهم، وذلك يؤجج الفقر وعدم الاستقرار الاجتماعي، وقد أصبح هذا البلد مركزا وملتقى طرق لصراعات الشرق الأوسط، إذ لا يزال مئات الإرهابيين مختبئين في مناطق مختلفة من البلاد.