ما وراء اعلان أمريكا وقف العدوان على اليمن ؟

تثار كثير من الاسئلة حول اهتمام وزير الخارجية الامريكية جون كيري وحضوره الى مسقط ودخوله في المفاوضات بشكل مباشر بعد إن كان الامريكيون يديرونها من وراء الستار والاهم من ذلك لماذا اعلان وقف العدوان على اليمن في هذا التوقيت ؟ . هذا ما سنحاول في السطور التالية الاجابة عليها
• اولا : الاتفاق يؤكد إن العدوان امريكي بالدرجة الاولى وان قرار شن العدوان وايقافه بيد الامريكي فكما اعلن العدوان من واشنطن أيضا تم الاعلان عن اتفاق لوقفه من قبل وزير خارجية واشنطن جون كيري الذي حضر الى عمان بعيدا عن الرياض ومرتزقتها من هادي وحكومته ويثبت مجددا ان السعودية والامارات مجرد ادوات منفذه وممولة فقط للعدوان على اليمن ونشر الحروب في المنطقة خدمة لاجندة أمريكا وإسرائيل
• ثانيا : من ناحية التوقيت جاء اتفاق مسقط لوقف العدوان على اليمن بعد الانتخابات الامريكية التي نجح فيها المرشح ترامب المعروف بعدائه الكبير للاسلام وتشدده في ملفات المنطقة لصالح كيان العدو الصهيوني وبالتالي فالتوقيت له مسارين الاول إن الادارة الامريكية تريد تهدئة الملف اليمني حتى يناير القادم موعد استلام ترامب السلطة وهو ما يعني انتهاء احد مراحل العدوان على اليمن لا سيما بعد فشلها الذريع في تحقيق ايا من اهدافها ومن المرجح اعادة تقييم العدوان على اليمن من قبل الادارة الجديدة وتلافي اخطاء ادارة اوباما خلال المرحلة المقبلة وهو ما يشير أيضا الى الانتقال الى مرحلة متقدمة من مهامها تقسيم اليمن وتفكيكه عبر خطوات يمهد لها النظام السعودي والاماراتي حاليا في الميدان كبناء جيوش مناطقية للمحافظات المحتلة واعلان بعض الاقاليم وخروجها عن السيطرة وحكمها بنفسها كما حدث في مارب وحضرموت ومن ضمن خطوات المرحلة القادمة السيطرة الكاملة على باب المندب والساحل الغربي لليمن لكن هذا الملف سيكون حسمه بانتظار العلاقة القادمة بين روسيا وامريكا وتعاملهما مع ملفات المنطقة بعد تولي ترامب السلطة .
اما المسار الثاني فقد تريد ادارة اوباما تسجيل انجاز لها في نهاية فترتها بإيقاف العدوان على اليمن ( شكليا ) لتوحي للرأي العام العالمي انها حققت انجازا لصالحها لتحسن من صورتها البشعة التي اظهرها وكشفها العدوان على اليمن وبنفس سيناريو احتلال العراق عندما تنامى الغضب الشعبي العالمي ضد أمريكا لاحتلال العراق عام 2003م ثم صورت للعالم بانها انسحبت مع فوز اوباما في الدورة الرئاسية الاولى عام 2009 م لتمتص الغضب العالمي وهي سياسة تتخذها الولايات المتحدة الامريكية في أي انتخابات أو قدوم مرشح رئاسي جديد بان تعمل على الايحاء على تهدئة ملفات المنطقة لكن ما إن تلبث حتى تعود الى بشاعتها وحروبها القذرة على ابناء المنطقة
• بعد الاعلان عن اتفاق مسقط طلبت بريطانيا من أمريكا التمهل في تنفيذ الاتفاق حتى تحقيق انتصار ميداني بموجبه شن مرتزقة العدوان اكبر زحوفات منذ بداية العدوان على ساحل وصحراء ميدي خلال اليومين الماضيين كمحاولة منهم للسيطرة على الساحل الغربي لليمن وتحقيق هذا الانجاز الاستراتيجي ليتم بموجبه تغيير المفاوضات السياسية لصالح دول العدوان لكنهم فشلوا امام صمود رجال الرجال من المجاهدين الابطال
• ما تم الاعلان عنه في مسقط تخالفه تحركات دول العدوان الميدانية فعلاوة عن الزحوفات المتكررة في بعض جبهات المواجهات وتحليق الطيران وغاراته الجوية المستمرة فالتحركات للسعودية والامارات في الجنوب تجري على قدم وساق لتقسيمه كما تقوم بتحويل بعض الجزر اليمنية الغربية الى قواعد عسكرية بموازاة توطين القاعدة وداعش في الحدود اليمنية السعودية الشمالية كما تستمر في اغراق اليمن بداعش والقاعدة من مختلف دول العالم وهو ما يشير الى استمرار العدوان ومؤامراته على اليمن ولو بأشكال مختلفة بعيدة المدى وفق سيناريوهات مختلفة تتغير بتغير الادارات الامريكية لكنها تتحد في الاهداف والمضمون.

بقلم زيد أحمد الغرسي

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا