لماذا إتفاق مسقط شكل ضربة يمنية مباشرة لأمريكا وورقة رابحة تثبت هزيمته
الجلوس مع أمريكا لايعني التوافق معها.. فالأعداء يجلسون على طاولة واحدة من أجل التفاوض ثم الإتفاق.. فشل اتفاق مسقط أخرج حبل السعودية السري من ردهة الألغاز، وتدلى وسط سيل من التكهنات السابقة واللاحقة في اتجاهات تفتقد لعنصر المفاجأة، وتغيب عنها عوامل الدهشة المعتادة في إعادة اكتشاف المكتشف، وتخرج من بين دهاليز السياسة الأميركية كلمة السر المخبأة …. إن السعودية تائهة لانها خسرت المعركة والمرتزقة انتهى دورهم.
المشهد اليمني الأول| خاص – أحمد عايض أحمد
قلناها سابقا لا يعني عودة الدبلوماسية إلى الأضواء عبر اتفاق مسقط الذي جرى بين اليمن وامريكا بأن أصوات طبول الحرب ستقف عند هذا الحد، أو أنها ستتلاشى، أو أن مريديها ومحترفيها من أصحاب الرؤوس الحامية سيكفون عن النفخ في جمر التصعيد، خصوصاً مع بروز معطيات واضحة أن المناخ السياسي الذي قاد إلى هذه المحصلة لا يزال مجهولا.
يكفي ان الضربة اليمنية المباشره لامريكا كانت مركزة..
أولاً: لإن اليمن وامريكا قعدوا على طاولة واحدة يتفاوضون مفاوضات ندية بين بلد يشن عليه عدوان وحشي ويفرض عليه حصار ظالم، مع دولة عظمى “امريكا” شريكة في العدوان، وطالما أنكرت شراكتها في العدوان ورغم ذلك ابت عزة اليمن وكرامته الا ان تكون نداً للدوله التي ترعى العدوان وتدعمه بكل ماوتيت من قوة وهي امريكا.
ثانياً.. اقمنا الحجة المباشرة وبقوّة على الشيطان الأكبر “أمريكا” متجاوزين الغزاة على الأرض وهم أدوات الشيطان الأكبر “امريكا” واصبحت امريكا بعد فشل اتفاق مسقط في صورة قبيحه امام العالم.صورة تعكس مدى عجزها ومدى تواطئها مع الغزاة على الارض الذي خسروا المعركة العسكرية وخسروا المعركة السياسيه…. لذلك لن تستطيع امريكا ولا السعودية ان تلعب معركة في الميدان السياسي بجداره لانها ستخسر المعركة لان الخصم اليمني صعب المراس ويمتلك قراره وليس لديه مايخسره حتى يقدم تنازلات بل مستعد للحرب حتى النهاية.
اذن المسألة لو كانت تتعلق باجتماع هنا أو هناك، أو لو أنها ترتبط بالمساحة والمكان وحتى بالحاضرين داخل أو خارج الاجتماع نستطيع أن نجزم بحتمية التفاؤل، بل بإمكانية الوصول إلى مخارج فعلية يمكن المداورة عليها والالتفاف على مفازات الاستعصاء الحاصل في الكثير من الطروحات المتصادمة بين اتجاهين اتضحت الملامح حولهما حتى فيما يتعلق بالتفاصيل، لكن تبقى المشكلة في الجدية، والمعضلة في سياق سياسي يفتقد للإرادة الفعلية في وقف العدوان ورفع الحصار وفي أطراف لا تزال تراهن عليه، وترفع من وتيرة تصعيدها في إطار التيه والفشل السياسي الصرف من خلال الضغط حيناً والتهويل في أغلب الأحيان، حيث الفارق بات من الاتساع إلى درجة لا يمكن ردمه في اجتماع، ولا يمكن تجاوزه بمجرد اللقاء او الاتفاق.
قلناها.. ونرددها مرّةً اخرى..ان اليمن زرع الالغام في امام السعوديه في كل جوله عسكريه وسياسية وذلك من اجل تجريد السعوديه كل عوامل القوة والتمكين في الساحه الاقليمية والدوليه والتي اكتسبتها بالاموال الهائله طيلة عقود وهذا ماحدث لقد اتضحت الصورة للعالم كيفية النظام السعودي وماهيته واهدافه ومشاريعه وخبثه واجرامه وانه نظام راعي للدمار والفتن والقتل والتدمير والتفخيخ في العالم…
*********
ماذا بقي للنظام السعودي وحلفائه لكي ينشروه او يروجوا له أمام العالم لكي يقتنع العالم به.. لاشيء صفر.. اصبح النظام السعودي نظام كاذب وقبيح ومضلل ولايثق العالم به ابدا…ولا يخفى على أحد أن أميركا ليست في موضع تستطيع فيه أن تفي بما هو مطلوب، ولا هي في موقع تتمكن فيه من طرح أكثر مما طرحته، ليس لعجزها السياسي والعسكري بل لرغبتها في ابقاء السعودية في خانة الاستنزاف الشامل.. وهذا يفرض بالضرورة أن العودة الأميركية إلى طاولة السياسة ليست من باب الجدية، بقدر ما هي مناورة إضافية لكسب المزيد من الوقت، أو للعب على المشهد في الوقت الضائع من زمن وجودها أو فاعليتها السياسية على المسرح اليمني.. لذلك كان الوفد اليمني متيقنا من فشل الاتفاق وان موافقة اليمن على الجلوس مع امريكا هي لاسباب واضحة منها إقامة الحجة، وثانياً تلبية طلب سلطنة عمان واليمن يعجز ان يرد طلباً لسلطنة عمان الشقيقة العزيزة التي وقفت مع الشعب اليمني بكل وفاء ومحبه واخاء.
************
شكل فشل الاتفاق اليمني الامريكي مفاجأة من العيار الثقيل عند البعض وفرحه عند البعض لا بل إن البعض بالغ بالأمر ليصف ذلك بالزلزال وآخرون تحدثوا عن خديعه بنيت على سجادة سلطنة عمان ، وكثرت التحليلات، والتقديرات عن التحولات المحتملة، والانعطافات الممكنة- حتى خلنا أن شيطاناً جديداً دخل علينا ليهدينا من جديد على طريقة «داعش” مرحلة جديده من الدموية.
قلناها ونقولها في الختام.. اليمن الجديد وقيادته الثورية تخطوا خطوات دبلوماسية ثاقبة لاتقل قوة وتأثير وخبرة وحكمة وحذر ودراية وتخطيط عن الميدان العسكري.. هذا اليمن الصاعد ومن لم يقتنع فسترغمه الايام ان يندم لانه لم يقتنع من قبل… انتهى.