مقالات مشابهة

شفرات كيري لن تفكك " لوغارتيمات " حرب اليمن

المشهد اليمني الاول |متابعات

الحرب في اليمن لن تتوقف، ولن يُكتب لمبادرة المبعوث الأممي النجاح، وسرعان ما ستشتعل المعارك مجدداً على خطوط التماس، في إعادة لمشهد بات مكرراً ومتوقّعاً. خلاصة يقول أصحابها إن المعطيات والمتغيرات على الأرض ومواقف أطراف الصراع في اليمن أعقد بكثير من أن تتمكن الضغوطات الدولية من فك “لوغاريتماتها” عبر زيارة خاطفة لكيري، الراحل عن البيت الأبيض بمعية فريق أوباما الجريح من هزيمة الديمقراطية هيلاري كلينتون. رحمة محمد: العدوان لم يكن أصلاً من أجل دعم الشرعية

ويسترشد أصحاب هذا الرأي بكون المقترحات المتضمنة مبادرة المبعوث الدولي إلى اليمن سبق وأن رفضتها القوى المتصارعة، وتحفظت على كثير من بنودها الرئيسة، لذلك فلن تكون هذه المبادرة إلا نسخة مكررة عن سابقاتها. ويضيف هؤلاء أن المقترحات موضوع الحل لم تتلمّس جوهر الصراع الذي كان سبباً في اندلاع الحرب، وبالتالي فمعالجة النتائج دون حل الأسباب التي أدت إليها لن تفضي البتّة إلى سلام شامل في اليمن الذي تجذر الصراع فيه على مدى سنوات، وغذّته استقطابات النخب السياسية، ناهيك عن عجزه الغريب عن خلق قيادات جديدة يمكنها قيادة المرحلة، والبلد بالتالي، إلى بر الأمان.

تخلي  “التحالف” عن “شرعية” عبد ربه منصور هادي. خيار يرى كثيرون أن ملامحه باتت واضحة وشواهده حاضرة. إعلان الخارجية العمانية قبول السعودية بفحوى مبادرة ولد الشيخ أحمد وخروج وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، بموافقة مماثلة من وفد الانقلابيين القابع في مسقط، يؤشر إلى خارطة طريق ربما تكون مختلفة تماماً عن سابقاتها.

رئيس الوزراء السابق، خالد بحاح، كان واضحاً ومباشراً بقوله: “بعد أسابيع سيكون هادي رئيساً سابقاً”، لكن من سيعقب هادي؟ وتحت أي غطاء ستحارب المملكة في حال استمر “الحوثيون” بالتمدد؟ أسئلة يطرحها الإعلامي، جمال الحميدي، معتبراً أن “التحالف أنى يجد مصالحه سيتجه، وسيرفع يده عن أي جهة حليفة لا تخدم مصالحه، ففي عالم المصالح والنفوذ لا مكان للقيم والمبادئ والأخلاق”. رأي يتفق معه الناشط، عبد الرقيب الجعدي، لافتاً إلى أن “السعودية براغماتية، خاصة إذا ما ضمنت المملكة أمن حدودها الجنوبية، وكثيرون من حلفائها يحذرونها من أن استمرارها في الحرب في اليمن سيقودها إلى حرب استنزاف طويلة ربما لن تتمكن من الخروج منها منتصرة”، وهذا ما يذهب إليه أيضاً الناشط، فواز الطيري.

د. سيف صالح يرى أنه “من الصعوبة بمكان أن يتخلى التحالف عن هادي”، مستشهداً بـ”تمسك بني أمية بقميص عثمان ابن عفان – رضي الله عنه – واستيلائهم تالياً على حكم الدولة الإسلامية تحت رايته، وهادي هو قميص التحالف والذريعة الشرعية أمام المجتمع الدولي، لهذا لن يكون بمقدور التحالف ترك هادي على الأقل الآن”. ويجزم الكاتب، أحمد السنمي، بدوره أنه “من المستحيل أن يقبل التحالف بأن يكون لأنصار إيران أي نفوذ على القرار في اليمن، في إشارة إلى أن المبادرة المتّفق بشأنها تنص صراحة على أن يكون الحوثيون في سلّم هرم الدولة القادمة”.

من الواضح أن الجنوبيين ينظرون إلى التطورات الأخيرة بشأن الأزمة اليمنية من زوايا مختلفة ومتعددة، غير أن هذه الرؤى تفتقر بالعموم إلى العمق ومعلومات دقيقة تستند إليها، ويكتفي غالبهم بالمعلومات التي يتلقاها عبر وسائل الإعلام الخاضعة لأطراف الصراع. في هذا السياق، تلفت الناشطة، رحمة محمد، إلى أن “التحالف لم يكن أصلاً في اليمن من أجل دعم الشرعية، بل كان هذا الأمر غطاء له لتحقيق مصالحه وتدمير أي قوة قد تهدد أمنه من جهة اليمن. التحالف نال ما طمح إليه والآن يعمل على تنفيذ السياسات التي تخدمه في اليمن. ربما سيساهم ذلك في توقف الحرب وهذا سيعتبر نصراً للقوى الإنقلابية التي أصبحت الطرف الأساسي الذي تحاوره وتتفاوض معه دول التحالف للوصول لاتفاق السلام ووقف إطلاق النار، فذلك يعتبر اعترافاً بها “.