مع بدايات العام الـ8 من عمر ثورة الـ21 من أيلول/ سبتمبر تنجز القوات المسلحة اليمنية بُعداً استثنائياً جديداً في ملحمة الاستقلال من التبعية والتحرر من الوصاية والانعتاق من السيطرة الإمبريالية الأمريكية السعودية، وتحقق في متوالية أسطورية الكثير من النصر والوفير من الانتصار.
فلقد تمكنت قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية -وفي وقتٍ قياسي وخرافي وفقاً لأبسط أبجديات التحليل العسكري- من تطهير مديريات: بيحان، العين، ومرخة، في شبوة، وحريب في مأرب، محققةً انتصاراتٍ استراتيجية عديدة وأهدافاً عسكرية متعددة مكنتها من فصل شبوة عن مأرب وحصر وبالتالي خنق إمدادات مرتزقة الاحتلال بمأرب شرقاً باتجاه سيئون وشمالاً نحو العبر،
وهو الطريق الدولي الوحيد الرابط بين مأرب وحضرموت، كما ويعبد هذا التطهير الطريق الجنوبي نحو تطهير مدينة مأرب والسيطرة أيضاً على قطاع صافر النفطي، مواصلةً التقدم باتجاه تطهير مديرية الجوبة – مأرب والتمكن من نقل المعركة إلى شرق مديرية عسيلان – شبوة الاستراتيجية والقريبة من صافر شمال مدينة مأرب.
العملية أربكت تماماً حسابات عواصم الاحتلال ومرتزقتها، حيث كان الهجوم سريعاً ومباغتاً واستند إلى تكتيك عسكري جديد أجبر خمسة ألوية عسكرية كاملة (26 ميكا، و19، و153، و163، و173) و5 كتائب أخرى وقوات أمن خاصة من المرتزقة على الهزيمة والانسحاب من مواقعها ومقراتها.
اللافت للمتابع والمراقب ومواكب المجريات والتطورات العسكرية في هذه الجبهة هو دور القبائل الرئيس في حسم هكذا انتصارات، حيث وقفت قبائل مديريات بيحان وعسيلان وعين ومرخة في شبوة إلى جانب قوات الجيش واللجان الشعبية، وتم استقبالها بترحيب واسع من هذه القبائل التي عانت الأمرين من قوات الاحتلال ومرتزقتها من الخونج
وانتهت إلى مواجهات مسلحة معها أعادت سيطرة القبائل على عدد من المواقع النفطية في مديرية عسيلان، والتي تحتضن حقل «جنة هنت» الذي يضخ النفط إلى مصفاة صافر، وتنهب قيادات الخونج من هذا القطاع النفطي فقط ما يصل إلى نحو 8.7 ملايين دولار شهرياً، إضافة إلى تقاسم تلك القيادات مع هادي وباقي المرتزقة إيرادات تصدير شحنات نفطية تقدر بأكثر من مليون برميل يتم نقلها عبر الأنبوب الروسي من حقول شبوة إلى ميناء النشيمة في سواحل رضوم.
في المقابل سلم الجيش واللجان قبائل شبوة إدارة الملفات الأمنية والخدمية والإدارية للمديريات التي تم تطهيرها من العناصر التكفيرية التي حاولت بتواطؤ من الخونج إنشاء معسكرات خاصة بها في محاولة لإقامة إمارة جديدة في بيحان، وهو ما دفع القبائل إلى خوض مواجهات مع تلك العناصر الفارة من معاقلها في مديريتي الصومعة ومسورة بمحافظة البيضاء وطلب القبائل للدعم من قوات الجيش واللجان التي أعلنت بالتوازي تحرير البيضاء بالكامل من العناصر التكفيرية ضمن عملية «فجر الحرية» التي استهدفت بالدرجة الأولى ما تبقى من أوكار «داعش» و«القاعدة»، كما أشار إلى ذلك متحدث القوات المسلحة العميد يحيى سريع.
العميد سريع كشف في موجزه الصحفي تفاصيل نجاح قوات الجيش واللجان خلال 48 ساعة فقط في تطهير مديريتي الصومعة ومسورة وأجزاء من مديرية مكيراس بمساحة إجمالية قدرها 2700 كيلومتر مربع وإيقاع قرابة 225 من العناصر التكفيرية ومرتزقة العدوان ما بين قتيل ومصاب وأسير.
كالعادة قوبلت هذه الانتصارات الواسعة للجيش واللجان بانتصارات فيسبوكية عريضة لمرتزقة تحالف الاحتلال أكدت في مجملها الإفلاس الكامل والعجز المتواصل والجزع المتأصل والوجع المتكامل للمرتزقة. وكالعادة أيضاً أثبت الذباب الإلكتروني للمحتل حالته المزمنة والميئوس منها من فقدان الذاكرة، كما وأحال كل خبراء الدجل والكذب والزيف ممن يشرفون على إطعام ذلك الذباب قذارات الخيانة وقاذورات العمالة إلى التقاعد من الفشل والقعود إلى الخيبة والاعتقاد بأن لعنة الله عليهم من كاذبين.