بعد غربة سنين في أمريكا بعيداً عن الوطن والأهل قرر العودة لأرض الوطن، وكون مطار صنعاء الدولي مغلق منذ العام 2016م حط المغترب اليمني “عبدالملك السنباني” رحاله في مطار عدن الدولي ومنه سينتقل براً إلى العاصمة صنعاء حيث عائلته.
لم يكن للسنباني أي فكرة عما ينتظره من مصير مؤلم على أيدي وحوش مرتزقة العدوان، التي استوقفته في إحدى النقاط التابعة لماتسمى باللواء التاسع في منطة طور الباحة بمحافظة لحج، هذه العصابات التي تحظى بغطاء شرعي لممارسة الجرائم تحت صك غفران أن الضحايا من خصومهم الحوثيين قامت بنهب ممتلكات السنباني وأمعنت في تعذيبه حتى فارق الحياة.
هذه الجريمة حظيت بتعاطف شعبي كبير من مختلف المكونات السياسية والمجتمعية ما أجبر مرتزقة العدوان على ركوب الموجة وحرف الأنظار عن الجريمة البشعة وأسبابها الرئيسية المتمثلة بسيطرة عصابات إجرامية على المناطق المحتلة وحصار العدوان لمطار صنعاء الدولي. كما يتجنب المرتزقة الحديث عن إغلاق مطار صنعاء الدولي، والذي لو كان مفتوحاً لما اضطر الآلاف إلى المجازفة بحياتهم بالمرور من مناطق عصابات العدوان.
المغترب السنباني قتلته أمريكا بحصارها للشعب اليمني وإغلاقها مطار صنعاء وحرمان 40 مليون يمني من السفر الآمن، قتلته الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بالصمت المخزي والإعتراف المقيت بهادي وشلة الفنادق.
وبمثل هذه الجرائم لاتسقط بالتقادم، فهذه الجريمة وماسبقها من جرائم كشفت إجرام وتوحش مرتزقة العدوان وأسيادهم وكشفت حجم الوحشية والإجرام والإنفلات الأمني الكبير التي تشهده المناطق المحتلة، وأيضاً أظهرت للجميع صوابية قتالنا لهم، وأكدت سلامة وعدالة منطق صنعاء، وواقعية وموضوعية رؤيتها للسلام والتي تقضي بفتح المطارات والموانيء وإنهاء الحصار.
التكفير الوهابي فاعل متستر، فحوادث القتل والإختطاف لن يكون لها أي منحنى تنازلي لأن الضخ التكفيري الوهابي مستمر كل يوم بتجريد اليمنيين من هويتهم وحقهم الإنساني، فالحصار المعتمد على الملايين يبرره التكفير الوهابي بأنهم حوثيين أو أن الحصار يفيد ضد الحوثيين حتى لو كان الضرر على الملايين، بل لا بأس من إبادة الملايين كذلك حسب الفقه التكفيري للمجرم “عبدالله صعتر”، عقلية صهيونية مشتركة لدى هؤلاء قائمة على شعب الله المختار وتسخير البشر لخدمتهم.
إذ تستند جميع جرائم تحالف العدوان وأتباعها من لصوص وقطاع طرق إلى منبع واحد متمثل بالتكفير الوهابي، فكل قطاع الطرق وتجار الممنوعات حضوا بأفضل بيئة لممارسة إجرامهم، فالإجرام أصبح مشرعن وكل قواميس حقوق الإنسان والقوانين والأعراف ملغية، فالتهمة التي راح بسببها عشرات الآلاف من الأبرياء جاهزة، وهي ذات التهمة التي يُحاصر بسببها ملايين اليمنيين اليوم.
إرهاب منظم ومتكرر، فآلاف المغتربين والمرضى اليمنيين الواصلين من الخارج يكابدون عناء السفر في عدن والمحافظات المحتلة، اثر انتشار عصابات الإجرام، وهناك حوادث أليمة للعشرات من الوفيات جراء صعوبة التنقل بين المحافظات والسفر إلى خارج الوطن لتلقي العلاج.
مأساة حقيقية يلتمسها كل متابع للشأن اليمني، وترجمت موجة الغضب الشعبية الإحتقان الكبير لدى عامة الشعب من صعوبة السفر بالمرور من غابة عصابات العدوان بسبب إغلاق مطار صنعاء الدولي.
إذ فاقمت الجريمة المرتكبة بحق المغترب “السنباني” مخاوف الشارع اليمني الذي تيقن من مدى خطورة وفداحة الوضع الأمني في هذه المحافظات على حياة المواطنيين خاصة للمسافرين العائدين إلى الوطن عبر تلك المناطق، فهذه الجريمة ليست الأولى من نوعها التي طالت المسافرين والمواطنين في تلك المناطق، فقد سبقتها العديد من قضايا القتل والاختطاف.
ولو أتنينا الى الحل الوحيد لهذه المأساة لوجدنا ان الحل متمثل بفتح مطار صنعاء، فتكرار الحوادث وتزايد أعداد الضحايا عزز من قناعة الشارع اليمني بضرورة فتح مطار صنعاء الدولي ليتجنب المسافر العائد إلى وطنه القتل والنهب على أيدي العصابات الإجرامية.
وهنا يجد اليمنيين فتح مطار صنعاء الدولي الطريق الوحيد الآمن للسفر من وإلى اليمن في ظل سيطرة المرتزقة والمجرمين على بقية المطارات والمنافذ المحتلة، وسط تخاذل فاضح من الأمم المتحدة وتوفيرها الغطاء الشرعي لاستمرار الجرائم، وصمتها المطبق عن الحصار وإغلاق مطار صنعاء.
كلها معززات تؤكد كارثية بقاء مطار صنعاء الدولي مغلقاً بوجه الرحلات المدنية وتضرر عشرات الآلاف من المرضى والمسافرين، وهو ما يعزز بدوره اصطفاف الشعب وراء القوى الوطنية في صنعاء لمواجهة تحالف العدوان وأدواته حتى تحرير كل شبر يمني وطرد المحتلين منه وبسط الأمن والأمان فيه. والله المستعان.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المشهد اليمني الأول