اعترفت هيئة الإذاعة البريطانية BBC، أن الفيلم الوثائقي الذي تم عرضه عبر قناتها “راديو 4” في تشرين الثاني من العام الماضي، حول هجوم كيميائي مزعوم حصل في مدينة دوما عام 2018، يحتوي أخطاءً خطيرةً لناحية الدقة ووجود ادعاءات كاذبة، لا تتطابق مع معايير التحرير الخاصة ECU.
وذكرت صحيفة ديلي ميل البريطانية أن اعتراف هيئة الإذاعة بهذا الخطأ، جاء بعد أن احتج الكاتب الصحفي بيتر هيتشنز أمام وحدة الشكاوى التنفيذية بالمؤسسة، حول هذا الموضوع، وتأييد المحكمين في هذه القضية، بأن الفيلم الوثائقي الذي أعدته الصحفية الاستقصائية “كلوي هادجيماتيو”، أخفق في تلبية المعايير التحريرية للمؤسسة ECU.
والفيلم الوثائقي بعنوان ” The Canister on the Bed -عبوة على السرير” هو جزء من سلسلة ” Mayday”، التي تتحدث عن جوانب الحرب على سوريا. وتناول هذا الفيلم الهجوم الكيميائي المزعوم على مدينة دوما (ضواحي دمشق) في 2018، معتمداً بشكل أساسي على تقديم سرد للدور الذي لعبه المفتش السابق في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية “أليكس”.
ونقل الفيلم عن “اليكس” أنه قال ان هجوماً حصل في دوما واستخدمت فيه الأسلحة الكيميائية، لتتوصل وحدة الشكاوى التنفيذية بأن BBC كانت مخطئة، فيما أقرت الأخيرة بأنها لا تملك أي دليل يدعم ادعاءات “أليكس” بحدوث الهجوم في دوما.
هجوم دوما المزعوم
وتعود هذه التلفيقات الإعلامية لقناة الـ BBC الى العام 2018، حينما ادعت الفصائل الإرهابية (جيش الإسلام ، تحرير الشام) المتواجدة في منطقة دوما، إضافة لمنظمة الخوذ البيضاء، ومن يدعمهم من وسائل إعلام عربية وغربية، بأن الجيش السوري بالتعاون مع سلاح الجو الروسي قد نفذوا هجوماً كيميائياً على المدينة، مستخدمين فيه عشرات البراميل المتفجرة التي تحوي الغازات الكيميائية “الكلور” و”السارين”. ثم قاموا بنشر مقاطع فيديو تظهر جثثاً ومصابين في المستشفيات، قبل يومها أنها جراء هذا الهجوم، الذي أسفر عن مقتل 71 شخص وأكثر من 500 جريح.
تلقفت هذه المزاعم الإعلامية كلاً من الولايات المتحدة الأمريكية والحكومتين البريطانية والفرنسية، فقاموا باستخدامها كذريعة لتنفيذ هجوم ثلاثي على سوريا في 14 نيسان، تم بواسطة إطلاق أمريكا لصواريخ الكروز من الطائرات والسفن الحربية، وبريطانيا من خلال إطلاقها صواريخ “ستورم شادو” عبر طائراتها “تورنادو جي آر 4″، أما فرنسا فمن خلال طائرات “ميراج”، وأطلقت هذه الدول 101 صاروخ أسقط 71 منها بواسطة منظومات الدفاع الجوي السوري.
ولم تكن هذه الحادثة هي الأولى من نوعها، التي يتم فيها استخدام هكذا ادعاءات وتلفيقات من قبل وسائل إعلامية غربية، لكي يبرروا أي عدوان على سوريا. هذه الادعاءات لم تكن يوماً مبنية على أدلة ومعطيات جدية وحسية، بل تقوم أغلبها على صور ومقاطع فيديو، أثبت لاحقاً أن أكثرها مفبرك.