في البداية مبارك للشعب اليمني ما وصل اليه من نصر وتمكين نتيجة لصموده وصبره، ولنشيد بعظمة المواقف التاريخية للقوة الصاروخية اليمنية، وهي كلمة شكر وبرقية فداء للقيادة القرآنية والسياسية التي اتخذت قرار المواجهة حل وحيد لردع غطرسة العدو “الصهيوأمريكي” وأذنابه العملاء في المنطقة.
وبـ العودة إلى صلب الموضوع، فقد حققت عملية توازن الردع السابعة اهداف وأسعة عسكرية وسياسية يمنية وإقليمية، وقلبت أوراق الطاولة التي تجاهل العدو فيها ورقة ومبادرة السلام بشأن محافظة (مأرب) رأسا على عقب، والذي رأى العدو نفسه فيها خارجا بخفي حنين والمصلحة لابناء الوطن فقط، كونه محتل ودخيل على القرار والشأن اليمني.
فما تصاعد من الحقول النفطية ليس فقط دخان ولهب نار نتيجة لاحتراق النفط وانفجارات الخزنات النفطية، بل هو أكثر من ذلك فقد احترقت بتلك الضربات القوة “الأمريكية والهيمنة الصهيونية” في آن واحد، أما المملكة فقد نالها من الخزي والعار مانال السلاح الأمريكي الفاشل والذي عجز عن مواجهة المسيرات اليمنية، ولكل شيء دلالات وابعاد قديمة وحديثة لنا أن نتحدث عنها.
ـ منذ بداية عمليات الردع اليمنية والتي تعدت الحدود السعودية وصولا إلى العمق ومابعده في عمليات عديدة أخرى، فمن خلالها فقد نال حقل ومصفاة الشيبة نصيب وافر من الضربات البالستية والمسيرة، وكانت أول عملية هجومية بـ الطيران المسير منذ بداية العدوان.. وذلك في 17 أغسطس 2019م.
ـ أما العملية الثانية فقد استهدفت مصافي بقيق وخريص بعدد من المسيرات اليمنية، وعُطلت إثر ذلك مايقارب نصف انتاج المملكة من النفط الخام وفق تقارير وكالات إخبارية عالمية.
ـ وياتي الدور إلى منشأة أرامكوا العملاقة واهداف أخرى متفرقة في منطقة ينبع المحاذية للبحر الاحمر في العملية الرابعة لتوازن الردع اليمنية، وذلك بصورايخ باليستية ومجنحة وطائرات مسيرة.
ـ أما الخامسة والسادسة فقد كانت من نصيب العاصمة الرياض مستهدفة مواقع حساسة بعشرات المسيرات وصاروخ باليستي نوع (ذو الفقار)، كذلك من نصيب منشآت أرامكوا في ميناء رأس تنورة واهداف عسكرية
بـ الدمام بـ10 طائرات مسيرة وصاروخ ذو الفقار.
ـ ولناتي إلى جديد الحسم للعملية السابعة من توازن الردع اليمني لقوى العدوان، حيث استهدفت منشآت تابعة لشركة أرامكوا السعودية في رأس تنورة بمنطقة الدمام شرقي السعوديةبـ 8 مسرات نوع (صماد) وصاروخ باليستي نوع (ذو الفقار) .. واستهدفت منشآت أرامكوا في جدة وقطاع جيزان ونجران بـ بصواريخ باليستية ومسيرات يمنية يمنية، ما يدلل على أن الاجواء والاراضي السعودية اصبحت مستباحة للسلاح اليمني في أي وقت شاء.
وكل تلك العمليات التي استهدفت العمق والعاصمة لمملكة العهر قد حققت نصرا عسكريا وسياسيا للشعب اليمني، وفضحت القوى العميلة في المنطقة والتي تتلبس ثياب الإنسانية كـ الأمم المتحدة ومنظماتها الفاسدة، وهذا حال المجتمع الدولي الذي أدان الردع المشروع وانصف المجرم في جميع العمليات المذكورة.
أما السياسة الأمريكية فقد قدمت النظام السعودي كـ طفل لم يُفطم من الحليب بعد، ظنا منهم بأن العابهم السياسية ستبقى سارية المفعول رغم ما اكتسبه الشعب اليمني والشعوب الحرة في المنطقة من وعي سياسي وأجه التواجد الصهيوني وفضح خطط التطبيع والتتبيع للعدو، هنا أمريكا تصرخ وتتاوه من أجل الحقول النفطية لاغير !! فحديثهم هو عن مصلحتهم وليذهب النظام إلى أقرب محرقة للجثث على الطريقة الهندية.
نعم تعذرت السياسة الأمريكية بطول الحرب وعدم جدوائية السلام في ظل مواصلة الهجمات اليمنية، وهذا قرار وتقرير المجتمع الدولي دائما، نتيجة لعمليات الردع الموجعة، لكنهم بذلك يتجاهلون الحقوق اليمنية بل ويتناسون الملف الإنساني اليمني ويشددون على ضرور الحصار بتوجيههم للعدو السعودي وأدواتهم في المنطقة، فلا حل سوى الردع حتى تصل المسيرات والباليستيات إلى مابعد العمق السعودي وقد تكون العمليات القادمة في الجزر اليمنية والتي يتواجد فيها العدو الصهيوني فنحن لا نستبعد ذلك.
وليفهم العدو الرسالة المرسلة إليه بتوقيت العملية والذي يصادفه تاريخ عملية توشكا بـ صافر بمحافظة (مأرب) والتي سقط فيها الكثير من الإماراتيون جثث متفحمة وغيرهم من المرتزقة الاقزام، وهي رسالة خاصة للإمارتي والذي اعتاد التخفي خلف قرارات وهمية تحدث فيها عن مغادرته للأرضي اليمنية، وهي كذلك رسالة واضحة بشأن محافظة مأرب وقد فهمها العدو جيدا (المنشآت بـ المنشآت)، فالتوقيت والهدف والقوة وتكتيك نجاح العملية، كانا مجلدا من الرسائل الواضحة والغامضة، ومابعد السابعة ليس كما قبلها، وإن غدا لناظره قريب.
________
إكرام المحاقري