ما انفكت السعودية في كل مرة تؤكد أنها دمرت صواريخ قادمة من اليمن، ثم سرعان ما يجيء التأكيد من مواقع محايدة أو مشاهد مصورة في عين المكان المستهدف لتؤكد إصابة الصواريخ لهدفها وبدقة متناهية.
في عملية الردع السابعة، سار الإعلام السعودي على ما اعتاد عليه من محاولة لحفظ ماء وجه المنظومة الدفاعية الهائلة التي زودتها بها أمريكا وأخواتها من دول التصنيع العسكري، لتؤكد “رويترز” اندلاع حريق في المكان الذي حط فيه الصاروخ اليمني.
إلى جانب الطائرات المسيرة كانت هناك خمسة صواريخ باليستيةٍ نوع بدر في مهمة (ردّ) على جرائم العدوان واستمراره، إلى جانب الصاروخ المرعب (ذو الفقار) صاروخ المهمات الصعبة.
وفيما كان اتجاه صواريخ (بدر) منشآتِ أرامكو في مناطقَ جدةَ وجيزانَ ونجرانَ، كانت وجهة (ذو الفقار) منشآتٍ تابعةٍ لذات الشركةِ -أرامكو- في (رأسِ التنورة) بمِنطقةِ الدمامِ شرقيَّ السعوديةِ برفقة ثمانِ طائراتٍ مسيرةٍ نوع صماد٣.
وأكد مصدر عسكري مطلع إصابة الهدف بدقة عالية، وهو ما كشفت عنه القوات المسلحة اليمنية في بيانها بالعملية مؤكدة أن العملية حققت أهدافها بنجاح، محذراً من عواقب استمرار العدوان على اليمن.
فيما اعتبر مراقبون الهدف وسيرهق كاهل النظام السعودي فـ“رأس التنورة” الواقعة على بعُدُ 70 كيلو متراً مربّعاً عن عاصمة المنطقة الشرقيّة الإدارية مدينة الدمّام، وتقدّر مساحتها بـ 290 كيلو متراً مربّعاً، وهي منطقة ساحلية تكثر فيها الكثبان الرملية المرتفعة، بينما تكمن الأهميّة العسكرية لاستهداف هذه المدينة في كونها تعتبر من أهم وأكبر المدن الاقتصادية، ليس فقط في السعوديّة، ولكن في العالم كله، إذ يوجد فها أكبر مصفاة للنفط على مستوى العالم، كما يوجد فيها ميناءان لشحن النفط، ومعمل لإنتاج الكبريت وآخر لإنتاج الغاز، لذا فهي تمثل مصدرَ دخل كبيراً جِـدًّا للمملكة.
في معرض المغالطات السعودية التي تستنكف الاعتراف بالقدرة التي صارت عليها القوة الصاروخية اليمنية نجد شواهدا كفيلة بأن تدفع مملكة العدوان لمواجهة ذاتها بالفشل الذي لا يعنيها فقط وإنما يعني أيضا أمريكا صاحبة الباتريوت وما هو على شاكلة هذا السلاح الدفاعي ففي 4 نوفمبر/2017 أطلقت القوات اليمنية صاروخ بركان H2 الباليستي بعيد المدى على مطار الملك خالد الدولي بالرياض، فيما أعلنت السعودية تمكنها من إسقاطه، وروجت حينها لنجاح دفاعاتها الجوية في اعتراض الصاروخ وتدميره بفضل توجيه صواريخ باتريوت لاعتراضه.
إلا أن صحيفة نيويورك تايمز قالت في ديسمبر 2017، أي بعد شهر من الاستهداف، إن الصور الفوتوغرافية ومقاطع الفيديو بينت أن الصاروخ تجاوز الدفاعات الجوية وانفجر قرب مطار الرياض.
وفي مارس 2018 أطلقت القوة الصاروخية اليمنية 7 صواريخ باليستية استهدفت العاصمة السعودية الرياض ومحافظات أخرى، وقالت السلطات هناك حينها إنها تمكنت من اعتراضهما.
غير أن تقريرا لوكالة “أسوشييتد برس” الأمريكية، شكك بتصريحات السعودية، معتمدا على تحليل مضمون التسجيلات المصورة للواقعة، ودراسة أنظمة الصواريخ التي تمتلكها المملكة، ومدى قدرتها على اعتراض مثل هذه الصواريخ.
وأشار التقرير الذي نشر في الـ 25 مارس 2018 إلى أن أحد مقاطع الفيديو أظهر أن صاروخ “باتريوت” سار بشكل خاطئ، وقام بتغيير مساره الجوي، ليسقط على حي في الرياض وينفجر، بينما بدا أن صاروخا آخر انفجر بشكل مفاجئ في العاصمة السعودية بعد وقت قصير من إطلاقه.
أما الحديث عن ردّ وتدمير، فقد رأى العالم كيف أن منظومة الدفاع السعودية قد فشلت فشلا ذريعا في رد هجمات الصواريخ الباليستية اليمنية وكذا الطائرات المسيرة تصل إلى أهداف بنجاح إلا في ما ندر.
تشير احدى التحليلات إلى أن وصول الهجمات اليمنية إلى أهدافها “يأتي ذلك أيضاً في إطار انفضاح الفشل الكامل لترساناتهما الدفاعية، في توفير أي فارق استراتيجي على مستوى الحماية الجوية، والدفاع عن المنشآت الحيوية والاقتصادية والعسكرية”.
تذكر (رويترز) بأن مليارات الدولارات التي أنفقتها السعودية على العتاد العسكري الغربي لا سيما المصمم لردع أي هجمات على ارتفاعات عالية لم تحقق لها الندية في مواجهة صواريخ كروز والطائرات المسيرة منخفضة التكلفة التي استخدمت في شن هجوم عرقل صناعة النفط السعودية العملاقة.
وقال رويترز “فقد كشف الهجوم الذي وقع يوم السبت على منشآت نفطية سعودية وقلص إنتاج المملكة إلى النصف، مدى ضعف استعدادات هذه الدولة الخليجية للدفاع عن نفسها رغم تكرار الهجمات على أصول حيوية خلال الحرب المستمرة منذ تدخلها في اليمن قبل أربعة أعوام ونصف العام”.
“الباليستي” اليمني يكشف ضعف الدفاعات السعودية
وكشف نجاح الهجوم “عن قصور في أنظمة الدفاع الجوي السعودية التي بدت عالية التطور. إذ أنفقت الرياض في السنوات الأخيرة مليارات الدولارات في بناء 6 وحدات من منظومة صواريخ باتريوت أمريكية الصنع من نوع أرض-جو، والرادارات الملحقة بها. ومع ذلك، فشل درع باتريوت الصاروخي السعودي في وقف الهجمات الأخيرة” تقرير لمجلة The National Interest الأمريكية، وهو الفشل الذي يؤكد المغالطات السعودية القائلة في كل مرة قدرة دفاعاتها في إفشال أي هجوم.
إلى ذلك وفي ما يرتبط بنجاح الصواريخ اليمنية في مهمتها، تحدثت وسائل إعلامية سعودية، عن هجوم صاروخي على شركة أرامكو في مدينة الدمام، إضافة إلى هجوم طال مناطق نجران وجيزان وخميس مشيط.
وعرضت وسائل إعلامية مشاهد أثناء وصول صاروخ واشتعال حريق كبير في منطقة الدمام
وأظهرت مشاهد فيديو تداولها رواد وسائل التواصل الاجتماعي آثار دمار في أحياء سكنية في مدينة الدمام، إثر سقوط صواريخ الباتريوت التي أطلقتها الدفاعات الجوية لاعتراض صاروخ باليستي استهدفت به صنعاء مجمع أرامكو النفطي.
ولم تنجح الدفاعات الجوية السعودية المزودة بأنظمة “الباتريوت ” الأمريكية في اعتراض الصواريخ حيث أظهرت المقاطع مشاهد لسقوط احدها في مجمع أرامكو، وأكد مواطنون سعوديون أن صاروخ باتريوت سقط على حي سكني في الدمام.