بعد عملية توازن الردع السابعة واشنطن تبرر فشل منظوماتها في حماية منشئات النفط وتتهم الرياض بالتركيز على حماية القصور الملكية

796
عملية توازن الردع السابعة
عملية توازن الردع السابعة

قبل أكثر من ثلاث سنوات وتحديدا في بداية العام الرابع للعدوان، خاطب الرئيس الشهيد صالح الصماد دول العدوان قائلاً: «إذا أردتم السلام فنحن مع السلام.. أوقفوا عدوانكم نوقف صواريخنا… أما إذا استمرت غاراتكم فلنا الحق في الدفاع عن أنفسنا وبكل الوسائل المتاحة»، وها هي القوة الصاروخية -وهي تنفذ عملية توازن الردع السابعة- تثبت لقوى العدوان أن تصريحات الرئيس الصماد لم تكن للمزايدة والاستهلاك الإعلامي، ولم تنطلق من موقف ضعف، وإنما كانت تعبيراً صادقاً عن ثقة المدافع الذي يمتلك من الإمكانيات العسكرية ما يزلزل عمق المعتدي وينتزع الأمان الذي يتوهم أنه يعيشه.

عملية توازن الردع

اليوم وبعد مرور أكثر من ثلاث سنوات حافلة بالانتصارات والمفاجآت تعلن القوات المسلحة اليمنية تنفيذ عمليه توازن الردع السابعة في العمق السعودي مستهدفة العديد من المنشئات الحساسة في (رأس تنورة) بمنطقة الدمام شرقي السعودية وجدة وجيزان ونجران، وتؤكد أن السعودية لم تكن بعيدة عن الاستهداف ولن تكون في مأمن وأن سقفها مكشوف وأن الصواريخ والمسيرات اليمنية قادرة على إثبات فشل منظومات الباتريوت الأمريكية التي كلفتها مليارات الدولارات.

وأعلنت القوات المسلحة اليمنية أمس الأحد، تنفيذ عملية توازن الردع السابعة التي استهدفت منشئات حيوية وقواعد عسكرية في العمق السعودي بأكثر من 16 صاروخاً باليستياً وطائرة مسيرة.

وقال متحدث القوات المسلحة العميد يحيى سريع في بيان متلفز: في إطار التصدي لجرائم العدوان على بلدنا نفذت قواتنا المسلحة بعون الله تعالى عملية توازن الردع السابعة، موضحاً أن العملية استهدفت منشآت حيوية وقواعد عسكرية تابعة للعدو السعودي.

وبيّن متحدث القوات المسلحة أن عملية توازن الردع السابعة استهدفت منشآت تابعة لشركة أرامكو في (رأس التنورة) بمنطقة الدمام شرقي السعودية بثمان طائرات مسيرة نوع صماد٣ وصاروخ باليستي نوع (ذو الفقار)، مشيرا إلى أن العملية قصفت منشآت أرامكو في مناطق جدة وجيزان ونجران بخمسة صواريخ باليستية نوع بدر وطائرتين مسيرتين نوع صماد3.

وأكد العميد سريع أن عملية توازن الردع السابعة حققت أهدافها بنجاح، محذراً «العدو السعودي من عواقب استمراره في العدوان على بلدنا العزيز وشعبنا الصامد المجاهد».

كما أكد على «حقنا المشروع في تنفيذ المزيد من العمليات العسكرية النوعية دفاعاً عن بلدنا العزيز وشعبنا العظيم حتى وقف العدوان ورفع الحصار»، مشددا على أن القوات المسلحة اليمنية ماضية – بعون الله – في معركتها الجهادية حتى تحرير كافة أراضي الجمهورية وتحقيق الحرية والاستقلال.

فشل أمريكي

تجدر الاشارة إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت قد سعت لتبرير وتغطية عجز منظومتها الدفاعية «باتريوت»، التي تمد بها السعودية، والمسؤولة عن حماية المنشآت النفطية، وألقت اللوم على السلطة الحاكمة ، واتهمتها بالفشل في إدارة النظام التسليحي، وتخصيصه لحماية القصور الملكية تاركة المنشآت النفطية عرضة للاستهداف.

وجاءت التبريرات الأمريكية في وقت تؤكد الكثير من التقارير الميدانية فشل قدرات منظومات «باتريوت» في صد الهجمات الصاروخية للقوات المسلحة اليمنية على مدار السنوات الماضية، كما تأتي بعدما استغلت روسيا واقعة استهداف المنشآت النفطية السعودية للتدليل على ضعف وسائل الدفاع الأمريكية التي تحمي أجواء المملكة.

استنزاف مستمر للسعودية

ووفقا لمراقبين وخبراء عسكريين دوليين فإن موقف أمريكا يعد بمثابة اتهام ضمني للنظام السعودي بالمسؤولية المباشرة عن النتائج المترتبة على قصف «أرامكو» الذي مثل ضربة استراتيجية «خطيرة» عصفت بالمملكة، ووصل أثرها حد إحداث خلل في إمدادات النفط العالمية.

وأكد المراقبون أن نجاح القوة الصاروخية اليمنية في استهداف أرامكو كشف أن الدفاعات الجوية السعودية المدعومة بأسلحة أمريكية تعاني خللاً كبيراً، كونها لم تتمكن من اعتراض الصواريخ والطائرات المسيرة التي استهدفت منشآتها الإستراتيجية، مشيرين إلى أن التصريحات الأمريكية بدت متناقضة ومرتبكة حيال الأمر، إذ تعترف الروايات الرسمية بعجز منظومة باتريوت عن التصدي للهجمات، بينما يصر المسؤولون الأمريكيون على مخالفة الروايات الرسمية.

وأشاروا إلى أن المسؤولين الأمريكيين يكابرون ويرفضون الاعتراف بفشل أنظمة الدفاع الأمريكية في صد الصواريخ اليمنية عن حلفائهم الخليجيين، والتي أدى نجاحها في اختراق منظومة باتريوت إلى زعزعة الثقة بكفاءة شركات التصنيع العسكري الأمريكية، منوهين بأن الأمريكيين وجدوا أنفسهم مجبرين على الهروب من الضعف والعجز وقرروا البحث عن نقاط الضعف في الطرف الآخر لتحميله نتيجة فشل منظومتهم الدفاعية.

وخلصوا إلى أن المحاولات الأمريكية للتبرير والهروب من الاعتراف رسمياً بفشل منظوماتها الدفاعية وسعيها لتحميل الرياض تبعات الفشل، يصب في اتجاه واحد وهو استمرار استنزاف السعودية ودفعها لتخصيص المزيد من أموالها للتسليح وإجبارها على إبرام المزيد من الصفقات.

 

مصدرالثورة / عادل عبدالاله