قرر جيش العدو الإسرائيلي، استدعاء 4 سرايا من الجنود والوحدات الخاصة للمساعدة في ملاحقة الأسرى الفلسطينيين، الذين فروا من سجن “جلبوع” أحد أكثر السجون الإسرائيلية حراسة، في عملية معقدة.
وقالت إذاعة جيش الإحتلال الإسرائيلي إن الجيش يعمل على تعزيز قواته في منطقة معبر الجلمة، ويتم نشر العديد من نقاط التفتيش في جميع أنحاء منطقة جنين، كما تقوم قوات كبيرة من الجيش والشرطة وشرطة حرس الحدود بعمليات تفتيش بمساعدة طائرات من الجو لتحديد مكان السجناء الأسرى الستة الذي فروا فجر اليوم من سجن “جلبوع”.
بالتزامن مع ذلك كشفت القناة 12 العبرية تفاصيل فرار الأسرى الفلسطينيين من السجن، ووصفت إن الحادث بالخطير.
وقالت إنه وقع في الجناح رقم 2 الذي يقع قرب سياج السجن، حيث لاحظ عناصر مصلحة السجون فقدان عدد من الأسرى في الساعة الواحدة ليلا.
وأوضحت أنهم اكتشفوا بعد ساعة من فقدانهم، النفق الذي استمر حفره سنوات، والذين تمكنوا من خلاله من الفرار، مضيفة أن سيارات انتظرت الأسرى قريبا من السجن لنقلهم بعيدا عن المنطقة.
بدروه أكد رئيس وزراء العدو الإسرائيلي، نفتالي بينيت، صباح اليوم، خلال حديثه مع وزير الأمن الداخلي عومر بار ليف، أن هذا حدث خطير، ويلزم جميع الأجهزة الأمنية بالتحرك.
هذا ويتم اطلاع رئيس الوزراء على آخر المعلومات حول عمليات البحث والتحري عن الأسرى الفارين.
وعقب عملية فرار الأسرى، شهدت مناطق حدود الرابع من حزيران وتحديدا في منطقة وادي عارة وأم الفحم استنفارا لقوات الأمن دورياتها بحثا عن الأسرى، وتشير التقديرات الأمنية الإسرائيلية إلى أن الأسرى لربما دخلوا إلى منطقة جنين.
وتساند قوات الجيش وجهاز الشاباك الشرطة ومصلحة السجون في أعمال التمشيط بحثًا عن السجناء الامنيين الذين فروا من السجن، كما تم تخصيص عدة قطع جوية لأعمال استطلاع، بينما انتشرت قوات من جيش الإحتلال في الضفة الغربية ومنطقة جنين، بحسب بيان صادر عن الجيش العدو.
وفي سياق التحقيقات، أعلنت مصلحة السجون الاسرائيلية بدء نقل 80 أسير من جلبوع إلى سجون أخرى لمعالجة الإخفاق الأمني داخله والبحث عن أنفاق في داخل السجن. وتجري وحدة الهندسة التابعة للجيش خلال الأيام المقبلة تفتيشا كاملا لسجن جلبوع بعد إخلائه.
وأفادت إذاعة جيش الإحتلال الإسرائيلي، بأن مصلحة السجون ستعمل على نقل نحو 400 أسير من جلبوع إلى سجون أخرى في الساعات المقبلة بعد عملية الهروب. قائلة إن “هناك مخاوف من وجود أنفاق أخرى يمكن أن تستخدم في هروب مزيد من الأسـرى”.
وتشير التحقيقات الأولية إلى أن الأسرى استبدلوا ملابس السجن بملابس مدنية كانوا يحتفظون بها بأكياس خضراء وشقوا بها طريقهم كعمال الصرف الصحي.
وبحسب سلطة السجون، فإن الأسرى تمكنوا من الفرار عن طريق خط مجاري.
ووصف مسؤول في سلطة سجون العدو الإسرائيلي فرار الأسرى بأنه “إخفاق بحجم لم تشهد سلطة مثيلا له. وهذا يوم الغفران لسلطة السجون. وتحت أنظار ضباط السجن والمخابرات نجح ستة أسرى على مدار فترة طويلة جدا في التخطيط مع جهات من الخارج لهروب من السجن وحفر نفق”.
سلسلة إخفاقات
وقال مسؤول أمني إسرائيلي رفيع إن فرار الأسرى هو “سلسلة من الإخفاقات الخطيرة للغاية. كيف حفروا ’تحت أنف’ السجانين في أحد أكثر السجون حراسة في البلاد؟ وليس صدفة أنهم اختاروا سجن زبيدي هناك. ولا يمكن حمل حتى ملعقة في الزنزانة. فكيف حفروا؟ ويحظر إدخال معادن إلى داخل الزنزانة، وأين اختفى التراب؟ وكيف أجروا محادثات من هواتف نقالة في السجن؟ وتم حشد الجهاز الأمني كله في مطاردتهم”.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن واقعة فرار الأسرى بدأت عند الساعة 01:30 بعد منتصف الليلة الماضية، وعند الساعة 03:00 أبلغ مستوطنون بأنهم شاهدوا “أشخاصا مشبوهين” قرب السجن.
وقالت مصلحة السجون في بيان إنه “لدى تلقي التقرير الأولي جرى حشد قوات خاصة في مصلحة السجون من وحدة متسادا ووحدات من الشرطة سوية مع حرس الحدود من الجيش الإسرائيلي والتي بدأت عمليات بحث بالتعاون مع الشاباك”.
وأضاف البيان أنه “تم إبلاغ ضباط الأمن في البلدات المجاورة حول هروب الأسرى وجرى نصب حواجز في الشوارع واستخدمت وسائل خاصة”.