سقوط منظومة الأمن الإسرائيلي في سجون معتقل “جلبوع” الإرهابي!

508
أسرى منظومة الأمن الإسرائيلي
أسرى منظومة الأمن الإسرائيلي

بعيداً عن العاطفة ونحن أهلها، أو التعصب السياسي ونحن منبعها، لا بد أن يصاب كل من علم بقضية فرار مجموعة المناضلين الفلسطينيين من المعتقل الإرهابي ” جلبوع” بالدهشة، وبذات الوقت وبالاعتزاز!

الدهشة في كيفية تحرير هؤلاء الشباب محمد ومحمود العارضة، وايهم كمعجي، ويعقوب قادري، ومناضل نفيعات، وزكريا زبيدي، تحريرهم من أكثر المعتقلات في العالم تطوراُ في منظومته الأمنية، لا بل تعتبره سلطة الاحتلال الصهيوني انجازاً عسكرياً عالمياً وجب تدريسه لتعقيداته الأمنية، والأخذ به من حيث التكنولوجيا المستخدمة بالحماية الأمنية، وكذلك الكلاب البوليسية المدربة بتقنية عالية،

وناهيكم عن عدد المفتشين، والمراقبين النخبة في صفوف الأمن الإسرائيلي، وما شابه…إن هذا الفرار أو التحرر من سجون المعتقل المحصنة، والتي تتباه إسرائيل بمنظوميتها، وتطلق عليها لقب ” الخزنة الحديدية، وتدخلها كالأسد، لتخرج منها كالأرنب” يعتبر إنجاز العصر، ومعادلة الحرية التي اطاحت بكل منظومات الأمن الخطيرة والمحصنة بتقنيات العصر في العالم!

نافذة واقعية لفكرة سقوط إسرائيل

الدهشة، وبالتأكيد أصابت كل قادة الصهاينة من عسكر وسياسيين وأمنيين ومدنيين، فالحادث محرج، ونافذة واقعية لفكرة سقوط إسرائيل وأمنها وزوالها إذا قرر المظلوم المقاومة بسرية، وبعزم، وبقرار روحي وإيماني!

الدهشة في أن عملية الحفر معقدة، وغريبة تصلح لعشرات الأفلام، ولن تصدق في الحقيقة، عملية الحفر استمرت لأكثر من سنة دون أن تكتشف، ومن دون أن يدرك جهاز المخابرات الخاص بسجون المعتقل الإرهابي بما يحدث حتى كان أن تم تحرير المناضلين لتوقع كل إسرائيل وأمنها في ورطة!

حالة رعب

إن حفر هذا النفق الأرضي سيزرع حالة رعب في نفوس كل من يعيش في الدولة الافتراضية الوظائفية إسرائيل، و كما أصبع السيد حسن نصرالله يخيفهم ويرعبهم، وها هو هذا النفق سيدخلهم المصحات العقلية، وهذه الدهشة ستزيد أعراض أمراضهم النفسية المحرجية، وبالتأكيد ستتفوق لديهم عقدة الهروب، وستصيب قناعاتهم بأن إسرائيل ليست وطنهم النهائي، والدليل انها ليست أمنة، وقد يخرج الفلسطيني عليهم من حنفية الماء!

الدهشة التي ستطول عند العدو والصديق في أن حفر نفق أرضي بهذه الطريقة، وهذا الاسلوب عملية معقدة ستتحدث عنها أجيال، وستناقش عند أهل الاختصاص، وستصيب المعنيين بالصمت العميق، فما حدث يعتبر ببساطة تغلب مجموعة بدائية على منظومة أمنية متطورة في الكيان الإسرائيلي دون أي مبالغات! والاعتزاز لكل من يؤمن بخط المقاومة، ومن يعشق طريق الحرية، وأهل الحق والمظلومية لآن العين انتصرت على المخرز رغم خسائر العمر، والسيف انكسر من نقطة دماء محقة بعد طول انتظار وصبر، والدبابة تاهت في سهل المقاومين أصحاب الأرض والقضية!

المقاومة لا تحتاج إلى إذن

تحية إكبار، وإجلال إلى الأسرى الفلسطينيين الذين فروا من سجن “جلبوع الإرهابي الصهيوني”، وقد تم الفرار من تحت نقطة المراقبة الأساسية للسجن، وهذا أكبر دليل على أن الأرض عطوفة على أهلها، وأن صاحب الأرض يعرف تفاصيل ترابه حيث تصبح مطواعة لحريته، وبأن رد فعل التصدي للعدو هو الدرس الذي يكتب بعنفوان المظلوم، وبأن المقاومة لا تحتاج الإذن كي تقاوم، وبأن الحرية لا تعيش في الظلمة، وبالتأكيد أن هذا الفرار سيدرس في العالم، ويجب أن يصنع من هذا الجهاد العديد من الأفلام.
ــــــــــــــــــــــ
جهاد أيوب