أكثر من 16 صاروخا باليستيا وطائر مسيرة يمنية استهدفت منشآت حيوية وقواعد عسكرية داخل العمق السعودي الأحد وذلك في إطار التصدي لجرائم العدوان السعودي المستمر على اليمن رغم كل الدعوات الى تهدئة الأوضاع في ظل الوضع الصعب الذي يتعرض له الشعب اليمني.
العملية التي أعلن عنها استهدفت رأس التنورة بمنطقة الدمام شرقي السعودية بثمان طائرات مسيرة نوع صماد٣ وصاروخ باليستي نوع “ذو الفقار”، كما استهدفت منشآت أرامكو في مناطق جدة وجيزان ونجران بخمسة صواريخ باليستية نوع بدر وطائرتين مسيرتي نوع صماد3.
العملية التي أردها اليمنيون بتوقيتها ونوعيتها أطلق عليها اسم عملية توازن الردع السابعة، وقد أكد اليمنيون من خلالها على عزمهم وقدرتهم على ردع العدوان السعودي المستمر رغم كل الدعوات الدولية والأممية لإيقاف هذا العدوان الذي استهدف الحجر والبشر على مدى سنوات دون أن يحقق السعوديون أي نتائج على الأرض، وهي تأتي في إطار الحق المشروع الشعب اليمني في الدفاع عن نفسه ورده على جرائم العدوان التي تستهدف الشعب اليمني.
حوالي سبع سنوات من الحرب الضروس التي قادها وتبناها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان متخيلا أنها لن تستمر لأكثر من أيام وأنه سوف يخرج منها منتصرا ليصرد نفسه على أنه القائد القادر على القيادة والانتصار، ولكنه في الحقيقة لم يحقق إلا استنزاف الأموال السعودية واستنزاف خيرات البلدين دون اي نتيجة تذكر.
تسلسل عمليات الردع بدأ في أغسطُس 2019، حيث تم استهداف العمق السعودي في نفس العام بعمليتين، ومن ثم جاءت عملية توازن الردع الثالثة والرابعة في العام 2020، وبعد ذلك قامت القوات اليمينة باستهداف العمق السعودي خلال شهرَي فبراير ومارس وجاءت العملية الاخيرة لتثبت عزم وارادة وقدرة اليمنيين.
وفي الحقيقة فإن التصاعد الزمني في تنفيذ عمليات الردع يقابله كذلك تصاعد في تحديد الأهداف ونوعية الأسلحة المستخدمة، فكما يؤكد المتابعون للشأن اليمني والسعودي فكل عملية تأتي أقوى من سابقتها، وتأثيرها على السعودي أشد إيلاماً وأكثر وجعاً، وما يميز جميع هذه العمليات، هو أنها تكشف هشاشة وضعف الدفاعات الجوية السعودية، وتخرجها من دائرة الصمت والإنكار، إلى الاعتراف بالعمليات.
وفي الحقيقة فإن تسلسل هذه العمليات بعد ذاته يشكل عامل ردع كبير بالنسبة السعودية.. فهل سنشهد عودة السعودية لصوابها أم أنه يتوجب علينا أن ننتظر عمليات الردع الثامنة والتاسعة و.. ، وهل ستكون السعودية مستعدة لتحمل عواقب عمليات الردع مع استمرار وعزيمة اليمن على رفع سطح الردع في المستقبل؟