نظّمت الأكاديمية العليا للقرآن الكريم وعلومه، اليوم السبت، في صنعاء فعالية خطابية بذكرى استشهاد حليف القرآن الإمام زيد -عليه السلام- تحت شعار “بصيرة وجهاد”.
وفي الفعالية، اعتبر عضو المجلس السياسي الأعلى، محمد علي الحوثي، إحياء ذكرى استشهاد الإمام زيد تتويجاً وتدشيناً لأنشطة الأكاديمية العليا للقرآن الكريم.
وقال الحوثي : “إن الإمام زيد لم يكن ينتمي لمذهب معيّن، ولم توجد آنذاك أي من المذاهب الشافعية والحنفية والحنبلية وغيرها”، مؤكدا أهمية إحياء هذه الذكرى لاستلهام الدروس والعِبر من ثورة الإمام زيد، وتضحيته في مواجهة الطغيان والمستكبرين.
وتطرّق الحوثي إلى أن الإمام زيد كان حليف القرآن الكريم، وخرج بثورة ضد الطغيان والاستكبار، انطلاقاً من قوله “والله ما يدَعني كتاب الله أن أسكت”.
وحثّ عضو السياسي الأعلى الحوثي قيادة الأكاديمية على تركيز نشاطها على القرآن الكريم، انطلاقاً من حديث المصطفى -عليه الصلاة والسلام- القائل “من أوتي القرآن وظنّ أن أحداً أوتي أعظم مما أوتي، فقد حقّر ما عظّم الله، وعظّم ما حقّر الله”.
وشدد الحوثي على ضرورة الاهتمام بالقرآن الكريم، الذي يُعد مصدر الهُوية الإيمانية ومنبع الحضارة الإسلامية، مؤكداً الحاجة لكتاب الله وعلومه، للاستزادة منه في كل شؤون الحياة، ومعالجة ما تواجهه الأمة من تحدّيات في ظل تكالب قوى الاستكبار عليها.
وأضاف محمد علي الحوثي: “الأمة الإسلامية لن تجد أفضل من القرآن الكريم، وحتى الكتب السماوية التي أنزلت على الرسل والأنبياء -عليهم السلام- جعله الله الكتاب المهيمن عليها، وبهيمنة هذا الكتاب وتمسك الأمة به، ستكون مهيمنة على بقية الأمم”.
من جانبه، أكد رئيس مجلس الوزراء، الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، أهمية إحياء ذكرى رموز الأمة الاسلامية ممن كان لهم أدوار مؤثرة في مسار التاريخ الإسلامي كالإمام زيد بن علي -عليهما السلام- والتذكير بمناقبهما.
ولفت إلى ما مثله الإمام زيد من قيمة إنسانية كشخصية جامعة لم يكرّس جهده لفصيل أو مجموعة بعينها بل للأمة كلها قائلا: “كان -سلام الله عليه- من الشخصيات التي تركت بصمتها في التاريخ بنهجه الإصلاحي، وبروحه الجهادية في مقاومته للظلم”.
وأضاف: “علينا أن نعلِّم طلابنا، في مدارسنا وكلياتنا، دروس التاريخ الإسلامي المعبِّرة عن روح الإسلام وقِيمه ومبادئه السامية، ورفضه للضيم والظلم والاستبداد”.
وأشار الدكتور بن حبتور إلى أن تحالف 17 دولة على الشعب اليمني ما هو إلا نتاج لسعي الشعب اليمني للتخلص من الهيمنة والوصاية على القرار، ومقاومة المشروع الصهيوني في المنطقة في إطار محور المقاومة.
وأوضح أن اليمنيين اليوم هم السّند القوي لمشروع المقاومة في المنطقة وقوة شرعيته، مؤكداً أن حرية الإرادة والقرار الشخصي والوطني الرافضة للاستعباد هي الدافع لليمنيين في هذا المسار.
وبيّن أن الدول المجاورة المعتدية على اليمن، بسياستها ومالها وتحالفها مع الغرب، عملت على الإضرار بالشعب اليمني، وتأخيره عن اللحاق بركب الحضارة وتحقيق التطوّر.
فيما حث مفتي الديار اليمنية، العلامة شمس الدين شرف الدين، على استلهام معاني وقيم الإسلام الصحيحة من ذكرى استشهاد الإمام زيد، في السير على الطريق الأمثل والاستقامة الشاملة وإصلاح مسار الأمة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في كل أمور الحياة.
وأوضح أن الإمام زيد -عليه السلام- انطلق في ثورته ضد الطغاة من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما قال تعالى “ولْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إلَى الخَيْرِ ويَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ ويَنْهَوْنَ عَنِ المُنكَرِ وأُوْلَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ”.
وأكد حاجة الأمة لإحياء الضمير وتعزيز الثقافة القرآنية القائمة على كتاب الله -عز وجل- والمضي على نهج آل البيت -عليهم السلام- في النهوض بواقع الأمة وحمل الرسالة المحمدية، ومواجهة ورفض الظلم والطغيان والفساد.
وقال: “إن إحياء هذه الذكرى هو للتذكير بواجب القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر”، مؤكدا أنه لا عذر لأي ساكت عن الظلم الذي يمارسه طغاة العصر بحق الأمة بصورة عامة والشعوب الإسلامية بشكل خاص.
وعبّر العلامة شرف الدين عن الأسف لما آلت إليه أوضاع الأمة من تمزق وتناحر وتشتت وانسلاخ عن الهُوية الإيمانية والعقيدة الربانية، رغم أن ربها واحد ونبيها وكتابها ودستورها ودينها واحد.