لم تعد شعارات رباعية العدوان على اليمن تنطلي على المجتمع الدولي، كما أصبحت ما تسمى “بالشرعية” في اليمن سلعة غير رائجة في أروقة مجلس الأمن الدولي، وذلك لم يعد محط تقدير أو تحليلات، بل مواقف وقناعات وتقارير دولية ليس إحداها “تقارير فريق الخبراء الأممي” السنوية، والجميع يدعو لإيجاد حل سياسي في اليمن، لا يكون إلا بطي صفحة الفار “هادي” والبدء بمرحلة انتقالية لن تكون فيها ماتسمى بالشرعية حاضرة.
الإتحاد الأوروبي يصدم هادي
في خطوة قد تنسف محاولات الفار هادي لإعادة تسويق وترويج نفسه بالمشهد، أعلن الاتحاد الأوروبي، أمس الخميس، موقف جديد بشأن اليمن قبل أيام فقط على تولي مواطنه السويدي، هانس جرودنبرغ، مهام المبعوث الدولي إلى اليمن رسميا، مؤكداً عبر المتحدث الرسمي باسم المفوضية الأوروبية للشؤون الخارجية، بيتر ستانو، بان الحل السياسي هو الأمثل لليمن حاليا في ضوء التطورات الأخيرة في مأرب.
وتزامنت تصريحات المسؤول الأوروبي مع ارسال الفار هادي لوزير خارجيته المرتزق “احمد عوض بن مبارك” في جولة أوروبية في محاولة لإقناع الاتحاد بدعم ما يسميها بـ”الشرعية”، وهو ما يشير إلى أن الاتحاد يحاول رسم افق متوازن مع كل الأطراف وبما يدفع نحو مفاوضات سياسية يرفضها الفار هادي باعتبارها نهاية لـسلطته التي يستند فيها على قرار مجلس الامن الدولي رقم 2216، لاسيما وأن هذه التصريحات التي عكست مخاوف الاتحاد من استكمال صنعاء السيطرة على مأرب.
مجلس الأمن يفاجئ بن سلمان
هادي لم يكن المتضرر الوحيد من المزاج الدولي، ففي طليعة المتضررين يأتي أمير الحرب “محمد بن سلمان” والذي حاول بالعدوان في اليمن فرض نفسه كرقم صعب في المنطقة ليتولى الحكم عقب أبيه، لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي سفن القراصنة والمجرمين.
رئيسة مجلس الأمن الدولي الأيرلندية “جيرالدين ناسون” فاجئت بن سلمان بتصريحاتها المؤكدة بإن “حرب اليمن باتت مصدر تعب وقلق دولي”، مشيرة إلى “وجود عوائق تحول دون التوصل لوقف إطلاق النار”.
هناك تعمد لتجويع اليمنيين
وأضافت ناسون وهي رئيسة مجلس الأمن، لهذا الشهر، في حوار صحفي، أنها دائماً تذكر أن اليمن يعيش أسوأ أزمة إنسانية في العالم، مشيرةً إلى أنها “تعلم أنه ليس هناك في اليمن أناس جياع فحسب، بل أناس يتم تجويعهم”. مشيرةً إلى الحصار المتعمد على اليمن ويستخدمها تحالف العدوان كورقة حرب.
والمحت السفيرة البولندية التي تشكل بلادها جزء من الاتحاد الأوروبي إلى أن التطورات في مأرب قد تغيير من خارطة السلام في اليمن، مؤكدة تعويل المجلس على دبلوماسية المبعوث الجديد بحكم خبرته السابقة لإحداث اختراق..وأضافت بالقول: “إنها حرب وضحايا شبه منسيين ولا يمكن أن نسمح لذلك أن يحدث وعلينا أن نجد حلاً”.
طي شرعية العدوان
وتأتي تصريحات رئيسة مجلس الامن قبل أيام فقط على جلسة مرتقبة للمجلس بشأن اليمن يتوقع عقدها في العاشر من الشهر الجاري ويقدم فيها المبعوث الجديد احاطته الأولى.
ومن شأن الخطوط الجديدة للمبعوث الأوروبي توسيع رقعة الصراع داخل المنظومة الدولية خصوصا بريطانيا التي حاولت الحفاظ على مكتسباتها التي قدمتها عبر مواطنها غريفيث وتخوض حاليا صراع مع الأوروبيين منذ خروجها من الاتحاد.
في المقابل ينعكس ذلك على شرعية العدوان وأمير الحرب “بن سلمان” اللذان أستفادا من أمريكا وبريطانيا لتشكيل رباعية العدوان على اليمن إلى جانب الإمارات، مستفيدين من قرارات مجلس الأمن التي يصعب تطبيقها على أرض الواقع عسكرياً، ولابد من صيغة وقرار جديد يطوي شرعية هادي ويؤسس لمرحلة جديدة تقبل بصمود وانتصار اليمن وهزيمة تحالف العدوان.
المشهد اليمني الأول