تقع منشأة بلحاف لتسييل وتصدير الغاز الطبيعي في محافظة شبوة التي تقدر مساحتها بحوالى 47728 كيلو متر مربع.
وتمثل المحافظة واحدة من أكثر المحافظات اليمنية المنتجة لخام النفط والغاز المسال لا سيما مديرياتها الثلاث ( عسيلان – جردان – عرمة).
وتشير الإحصائيات إلى أن إجمالي خام النفط التي كانت تنتجه المديريات الثلاث قبل اندلاع الحرب في مارس 2015م وصل إلى أكثر من 218000 برميل يومياً.
ورغم ادعاءات أطراف الصراع التي تتقاسم سلطة سيطرتها على منابع النفط والغاز في المحافظة اليوم عن تراجع كمية إنتاجها من النفط والغاز المسال.
تشير المعلومات الحديثة إلى استمرار هوامير النهب والاستنزاف لثروات المحافظة في النهب للنفط والغاز بواسطة القواطر التي تتوزع إلى ثلاثة أرتال في اليوم الواحد بواقع 25 قاطرة كل 8 ساعات أي حوالى 75 قاطرة يومياً، وتتراوح سعة القاطرة الواحدة ما بين 300- 400 برميل خام نفط.
ثم تتم عملية تجميع كمية النفط المنقول بواسطة الأنابيب في خزانات كبيرة خصصت لذلك في منطقة المشيمة وبلحاف.
وعندما تصل كميات النفط المنهوبة إلى حوالى 2 مليون طن يتم تصديره بطرق سرية عبر أرصفة موانئ المحافظة تحت إشراف الشركات النفطية العالمية العاملة في تلك القطاعات ومنها الشركة الفرنسية توتال Total والشركة النمساوية OMV .
في حين تتولى مهمة التأمين والحماية مراكز القوى التابعة لهوامير الفساد ومعها بعض كبار المشائخ في مقابل فتات قليل من ما يسمح به لهم هوامير النهب للنفط والغاز من بحيرات شبوة التي تعتبر المحرك الرئيسي للصراع الدائر بين أطراف الوكالة في الداخل ومن يقف وراءها من أطراف الخارج .
وفي هذا السياق جاء تجدد الصراع الذي تشهده محافظة شبوة منذ عدة أيام حول منشأة بلحاف الذي انطلقت شرارته الأولى عقب ورود أنباء تتحدث عن تغيير مرتقب لمحافظ المحافظة بن عديو في إطار استكمال تنفيذ بنود اتفاق الرياض الذي ترعاه المملكة السعودية ودول الرباعية ومجلس الأمن بين الانتقالي والحكومة الشرعية.
إلى ذلك جاء رد الإصلاح من خلال خطاب ناري ألقاه بن عديو نيابة عن ولاة نعمته وازدادت حدة الصراع لتصل حد التحرك والمواجهة العسكرية بين الطرفين حيث دفع حزب الإصلاح بقواته بقيادة لكعب إلى محيط ميناء ومنشأة بلحاف الغازية التي استحدثت عدداً من النقاط حول المنشأة إضافة إلى استحداث عدد آخر من النقاط على الطريق الرابط بين منطقتي “عين بامعبد” و”بير علي” بمديرية رضوم القريبة من منشأة بلحاف الغازية مطالبا بخروج القوات الإماراتية وقوات النخبة الشبوانية منها.
وبالمقابل جاء رد النظام الإماراتي من خلال التحليق المكثف لطائراته الحربية في سماء منطقة بلحاف والدفع بقرابة 12 طقماً ومصفحة إلى منشأة بلحاف لتعزيز هوامير النهب الجديدة من قيادات قوات النخبة الشبوانية بعد أن تعرض معسكر العلم التابع لها لهجوم بالقذائف نفذته قوات الإصلاح.
ويرى مراقبون أن مطالبات الإصلاح بخروج القوات الإماراتية من بلحاف إنما تأتي في إطار سعي الحزب إلى تحصيل عائدات المنشأة الغازية لصالحه وضغط قيادات الحزب وفي مقدمتها محسن من أجل بقاء “بن عديو” في منصبه لضمان استمراره في نهب نفط المحافظة الذي يمارسه منذ زمن بعيد.
يشار إلى أن وساطة سعودية كانت قد قدمت مقترحاً بإعطاء القوات الإماراتية مدة شهرين للخروج من منشأة بلحاف وهو ما رفضه المحافظ بن عديو متهما الوساطة السعودية بالانحياز إلى صف الإمارات.