هجوم العند الدامي يفجر الصراعات البينية بين فصائل المرتزقة ويوسع دائرة الخلافات وسط مؤشرات اندلاع حرب طاحنة بينهما في الأيام المقبلة واستنفار عسكري لكافة الأطراف
فجرت العملية الهجومية على قاعدة العند في محافظة لحج، الأحد، المزيد من الصراعات البينية بين فرقاء ما يسمى بالشرعية، وسط أنباء عن استنفار عسكري لكافة الأطراف، ما ينذر بتوسع دائرة الخلافات، وبدء اندلاع حرب طاحنة بينها.
وتبادلت فصائل تحالف العدوان الإتهامات المباشرة لتحمل مسؤولية الهجوم على قاعدة العند الذي خلف حتى اللحظة أكثر من 100 قتيل وجريح.
ووجهت قيادات في الإصلاح وشخصيات محسوبة على أطراف جنوبية اتهامات مباشرة، بوقوف قوات المرتزق طارق صالح المتواجدة في المخأ، وراء الهجوم على قاعدة العند.
وترجع هذه الإتهامات، كون القوات المستهدفة في القاعدة، هي قوات اللواء الثالث عمالقة الذي يقوده المرتزق عبدالرحمن اللحجي، الذي كان يتخذ من مدينة المخأ مقر دائم له، قبل نقله إلى لحج من قبل الإمارات، نتيجة احتدام الصراع بين اللواء وطارق عفاش.
وفي هذا السياق كشف مراسل الجزيرة عن الجهة التي نفذت تفجيرات العند صباح اليوم.
وقال مراسل الجزيرة احمد الشلفي: لكل واحد طريقته في قراءة مايحدث في اليمن أنا شخصيا أرى أن كل مايحدث حاليا ومنذ اربع سنوات على الأقل من عمليات وتفجيرات واغتيالات له علاقة بالإمارات.
واضاف:وتشكيلاتها المسلحة وفرقها الاستخباراتية وجيوشها الإلكترونية وأموالها وقفازاتها من هاني بن بريك وطارق وعمار وابو العباس وشلال وعيدروس وغيرهم من أمراء الحرب والنفوذ الذين فتحوا سجونا ونفذوا اغتيالات وعسكروا البلاد بطولها وعرضها.
وكان صالح قد دفع مؤخرا ، بنائبه في القوات المشتركة أبو زرعة المحرمي، بإقتحام مؤخرة اللواء الثالث عمالقة في المخأ ما اضطره للخروج من المدينة بضغوط إماراتية.
في السياق ذاته، اتهم ناشطون جنوبيون حزب الإصلاح الاخواني بالوقوف خلف العملية الهجومية على القاعدة العسكرية في لحج ، مشيرين إلى أن الحزب يعيش مخاوف من نقل قوات من الفصائل الموالية للإمارات إلى محافظة لحج، مؤكدين أن الإصلاح يعتقد أن هذه القوات ستكون حجر عثر أمام مخطط عسكري للسيطرة على المناطق الساحلية في المحافظة، والقريبة لباب المندب والمخأ الخاضعة لسيطرة قوات صالح.
وألمح متحدث قوات مايسمى المجلس الإنتقالي محمد النقيب، تورط فصائل الإصلاح في هذا الهجوم، ملوحا للأحداث التي رافقت الهجوم ومنها استهداف فرق الإسعاف.
ويرجع تورط قوات الإصلاح بهجوم العند إلى الوحدات العسكرية والأسلحة الثقيلة التي تنتشر في جبال الصبيحة المطلة على العند، والتابعة للإصلاح.
ويأتي الهجوم تزامنا مع متغيرات كبيرة تشهدها مناطق سيطرة فصائل المرتزقة في المحافظات الجنوبية بالذات السواحل منها، ضمن محاولات الفصائل الإماراتية لطرد الإصلاح من المحافظات الجنوبية، في ظل استماتة الإصلاح للسيطرة على المخأ وباب المندب وطرد قوات طارق صالح.
ويتوقع من تصاعد حدة هذه الصراعات والتناقضات داخل حلبة مايسمى بالشرعية والتحالف، إندلاع حرب شاملة وواسعة بينها في الأيام القليلة المقبلة ، في محاولات كلا منها لضمان البقاء في المشهد اليمني بالمرحلة القادمة أمام صنعاء التي تحكم سيطرتها على كافة الأصعدة السياسية والعسكرية، حسب مراقبين.