“بدون الحزب الشيوعي الصيني لما وجدت الصين الجديدة، ولما حققنا هذا النجاح الكبير”، يقول وانغ يي وزير الخارجية الصيني ملخصا دور الحزب.
ويضيف: “لفهم الصين يجب أولا فهم الحزب الشيوعي الصيني، ولدراسة التاريخ الصيني يجب أولاً دراسة تاريخ الحزب الشيوعي الذي هو حزب سياسي يسعى من أجل قضية التقدم البشري”.
ومع احتفاء الصين في 2021 بمرور 100 عام على تأسيس الحزب الشيوعي الصيني، يتضح بشدة دور الحزب الذي حول الصين من بلد فقير إلى عملاق اقتصادي هائل.
أصبحت الصين حاليا مثالا على المعجزات السياسية والمعرفية والعلمية والتكنولوجية، والأهم المعجزة الاقتصادية.
المعجزة الاقتصادية
من المتوقع أن تقفز الصين، إلى المركز الأول بحلول عام 2028، وفقا لمركز أبحاث الاقتصاد والأعمال “سي إي بي آر” ومقره بريطانيا.
وتضاعف الاقتصاد الصيني 42 مرة بين عامي 1980و2017، لتزيد قيمته من 305 مليارات دولار إلى 12,7 تريليون دولار، وفقا لفرانس برس.
وبحسب قائمة “هورون ريتش 2020” زاد عدد المليارديرات في الصين إلى 878 مليارديرا، لتصبح بذلك البلد صاحبة أكبر عدد من أصحاب المليارات في العالم.
وتحتلّ الصين المرتبة الأولى كأكبر مصدّر في العالم. وصدّرت الصين ما يساوي 2.7 تريليون دولار من البضائع والخدمات في عام 2020، وفي عام 1980 كانت قيمة الصادرات الصينية 21 مليار دولار فقط.
خلطة الحزب الشيوعي لصنع المعجزة
ويقول كريس ليونغ، الخبير الاقتصادي في بنك سنغافورة للتنمية، “عندما تسلم الحزب الشيوعي مقاليد الحكم في الصين، كانت البلاد فقيرة جدا، ولم يكن لديها أي شركاء تجاريين ولا علاقات دبلوماسية واسعة. كانت الصين تعتمد كليا على الاكتفاء الذاتي”.
ولكن، وفي السنوات الـ 40 الماضية، اعتمدت الصين سلسلة من الاصلاحات الاقتصادية كان من شأنها فتح الطرق التجارية والسماح بالاستثمارات، وهي خطوات أدت في نهاية المطاف إلى إخراج الملايين من دائرة الفقر.
وشهدت الصين بداية محاولاتها في خمسينيات القرن الماضي والتي تجسدت في “القفزة الكبرى إلى الأمام”.
كانت القفزة الكبرى إلى الأمام محاولة من جانب الزعيم ماو تسي دونغ لتصنيع الاقتصاد الصيني الذي كان يعتمد على الزراعة.
اصلاحات دنغ شياوبينغ
وبعد وفاة ماو في عام 1976، بدأت الاصلاحات التي قادها الزعيم دنغ شياوبينغ في تغيير وجه الاقتصاد الصيني. فقد منح المزارعون الحق في استغلال أراضيهم الخاصة مما ساعد في تحسين مستويات معيشتهم والتقليل من ظاهرة شح المواد الغذائية.
كما فتحت الأبواب للاستثمارات الأجنبية بعد أن أعيدت العلاقات الدبلوماسية بين الصين والولايات المتحدة في عام 1979.
وتدفقت الأموال على الصين من قبل المستثمرين الذين كانوا يتوقون للاستفادة من العمالة الرخيصة والايجارات المنخفضة في الصين.
ويقول ديفيد مان، كبير الاقتصاديين الدوليين في بنك ستاندارد تشارترد، “من نهاية السبعينيات إلى الآن، رأينا أكبر المعجزات الاقتصادية في التاريخ”.
ويقول مان “أصبحت الصين ورشة العالم”.