في الوقت الذي يتلقون فيه جميعا أقسى الضربات، على كافة الأصعدة سياسيا واقتصاديا وعسكريا، من قبل صنعاء، التي تبدو أكثر تماسكا واستقرارا، ودراية بغايتها، والطريقة التي تصل بها إليها، يبدوا جناح مرتزقة التحالف، من حزب المؤتمر الجناح الخارجي، والإصلاح، والانتقالي الجنوبي، و”شرعية الفنادق” في أسوأ أحوالهم، بمظهر لا يوحي بأي شكل عن أن لديهم هماً مشتركاً أو حتى خاصا يتعلق بصورة أو بأخرى بمصالح اليمن واليمنيين.
من خلال نظرة بسيطة لمحتوى إعلام كل طرف من تلك الأطراف الخائنة، سيدرك المتأمل ألا شيء يجمع هؤلاء إلا في طريقة خدمة كل منهم لمن يدعمهم، بغض النظر عما إذا كان ما سيقدمونه له قد يشكل خطرا حقيقيا على اليمن، أو قد يودي به إلى أسوأ المهالك.
ومن خلال النظر أيضا لتصريحات مسؤوليهم، سيدرك القارئ أن مشاريعهم تجري في مسارات متعارضة متضاده يستحيل أن تؤدي إلى نتيجة إيجابية على اليمن فيما لو سيطروا على الأرض فيها، بل على العكس فإنها ستؤدي إلى تدمير اليمن حجرا حجرا، وتحويله إلى أنقاض، لن يستفيد منها إلا القوى الداعمة لهم الطامعة في اليمن، الأمر الذي تجسد واقعا لا ينكره أحد في الاراضي اليمنية التي يسيطر عليها التحالف، عبرهم، بالمواجهات العسكرية المستمرة بين فصائل التحالف، الدمار والقتل الذي أحدثته، والانقسام الذي يسود مناطقهم، واستهداف كل منهم للموالين لغريمه في مناطق سيطرته، والفساد الذي ينخر مفاصل المؤسسات الحكومية، والتي يلقي كل فصيل بلائمته على الطرف الآخر.
ولا ننسى الكارثة الاقتصادية التي تدك المواطنين في مناطق سيطرتهم، بانهيار العملة الوطنية وارتفاع الأسعار للمواد الغذائية والوقود.
ونقف على موضوع الفساد الذي فاحت رائحته وأزكمت الأنوف، حيث تشاهد إعلام كل طرف يرمي الآخر بهذه التهمة، فترى ناشطي وإعلاميي المؤتمر والانتقالي يكشفون فسادا كبيرا في حزب الإصلاح التكفيري، ويتهمونه بأنه حوّل ما يسمى بـ“الشرعية”، إلى منظومة فساد، من خلال سيطرته على قرارها والعبث بموارد الدولة ومؤسساتها.. هكذا يقولون.
وترى نشطاء الانتقالي والمؤتمر يتهمون حزب الإصلاح بإفساد وإفشال “الشرعية” وسيطرته عليها، بدعم وتوجيه قطري تركي، وتهم أيضا بخذلان وخيانة قوات التحالف والقوات الجنوبية.
حزب الإصلاح صادر قرار “شرعية الفنادق” وأفسدها
في إعلام المؤتمر والانتقالي الجنوبي، فإن حزب الإصلاح الإخواني أفسد الإدارات الحكومية وقام بتوظيف الأقارب وأتباع الحزب، ونهب الدعم والمساعدات من المنظمات الدولية الداعمة”، ونهب موارد الدول المالية من إيرادات النفط الخام، وكثيرا من التهم الأخرى التي لا يسع المجال لحصرها.
عمليات فساد وغسل أموال
زيارة فريق الخبراء الأممي في لجنة العقوبات التابعة لمجلس الأمن الدولي التي توجهت لعدن، تسلم خلالها الفريق الأممي ملفاً متخماً يضم وثائق خطيرة تثبت عمليات فساد لما يسمى بـ“الشرعية” في عدة قطاعات أبرزها البنك المركزي والنفط والكهرباء والقضاء .
مشيرةً إلى أن الخبراء الأممين حصلوا على وثائق تعزز تقريرهم السابق الذي أدان “الشرعية” بعمليات غسل أموال طالت جزءا كبيرا من الوديعة السعودية عبر شبكة معقدة أدرت مكاسب على تجار يتبعونها بقيمة نحو 423 مليون دولار.
الانتقالي الجنوبي ومؤتمر الخارج فرطوا في سيادة اليمن ونهبوا ثرواته
في المقابل تتوالى اتهامات حزب الإصلاح التكفيري وقيادات “شرعية الفنادق” للانتقالي الجنوبي والمؤتمر الشعبي (جناح أبوظبي) بالخيانة، وتسليم الأراضي اليمنية والسيادة عليها للإمارات، على طبق من ذهب، بما فيها من خيرات وثروات معدنية وجغرافية، كما حدث في سقطرى، وعدن، وجزيرة ميون وغيرها من الجزر اليمنية والمناطق التي تسيطر عليها الإمارات في الساحل الغربي عن طريق طارق صالح، حيث اصبحت هذه المناطق والمدن لا يتحكم فيها اليمنيون مطلقا، ولا يحق لأي مسؤول يمني أن يدخلهما، إلا بإذن من الإمارات، حتى ما الفار هادي الذي طرد منها وحكومته عدة مرات، ولا يجرؤون على العودة إليها، كما منعت الإمارات انعقاد جلسات البرلمان الموالي لهادي والإصلاح في عدن.
بالإضافة إلى إتهام حزب الإصلاح وقيادات “الشرعية” للانتقالي الجنوبي بالفساد المالي والإداري وتدمير البنى التحتية لما يسيطرون عليها من مدن وعلى رأسها عدن، التي تعيش في أسوأ الظروف تكاد الخدمات فيها منعدمة، كالكهرباء والمياه، والصرف الصحي.
يستحيل أن يجتمعوا على خير اليمن
من خلال هذه النظرة العابرة للمكاشفات بين فصائل تحالف العدوان، تتجلى حقيقة لا شك فيها أن هذين الطرفين يستحيل أن يجتمعا على خير اليمن، وعلى استعادة سيادته، فكلا الطرفين لديه من الأدلة ما يكشف فساد الآخر، وكلاهما أيضا يتبادلان التهم بالتفريط في سيادة اليمن، وهما يفعلان ذلك حقيقة، وبالتالي تصعب مهمة أطراف التحالف (السعودية-الإمارات) بأن تجمع بينهما، خاصة وأن السعودية والإمارات، لديهما أهداف متضاربة في اليمن، ولم يجتمعا مطلقا في تحالف واحد، من أجل سيادة اليمن وازدهاره، لأنه لو كان هذا هدفهما لما وصلت اليمن إلى هذه الحالة الكارثية، على الأقل في مناطق سيطرة العدوان ومرتزقته.