اختتمت بمدينة طوكيو الألعاب الأولمبية الـ 32 المؤجلة من العام الماضي 2020م بسبب جائحة كورونا “أولمبياد طوكيو”، والتي جرت خلال الفترة 23 يوليو 8 أغسطس 2021م.
لم تقوض الجائحة مشاركة الدول (وان كانت المسابقات جرت بدون جمهور) فقد شارك في الدورة 11656 رياضياً ورياضية من 206 دول، تنافسوا في 324 مسابقة رياضية لـ 33 لعبة أولمبية.
كالعادة كانت أمريكا في المقدمة على لائحة الميداليات وتلتها الصين كمنافسة دائمة، مما يوضح أن الدول الأوروبية ما زالت بعيدة عن اعتلاء الترتيب.
العرب في أولمبياد طوكيو
22 دولة عربية شاركت في الألعاب، حازت 9 منها فقط على 18 ميدالية، وكانت الحصيلة العربية لا تستقيم مع الإمكانيات المادية والبشرية للأمة العربية، التي للأسف يتسابق بعضها لتجنيس لاعبين من دول غير عربية ولم يحقق أكثرهم شيئا، فيما دول عربية تعتلي المنصة بلاعبين عرب مجنسين لديها، لم يجدوا أي رعاية من دولهم!
أثبت أولمبياد طوكيو مجددا أن الأولمبياد لا تعترف بالمساحة الجغرافية ولا الكثافة السكانية، فها هي دولة قطر تحتل المركز الأول عربياً، والمرتبة 41 عالميا بميداليتين ذهبيتين حققتهما في رياضة الوثب العالي ورفع الأثقال وميدالية برونزية في رياضة كرة الطائرة الشاطئية، وهو إنجاز قطري مقارنة بالدول العربية الأخرى.
مصر جاءت الثانية عربيا في المرتبة الـ54 عالميا بست ميداليات (ذهبية وأخرى فضية و4 مداليات برونزية) وكنا نتمنى ميدالية على الأقل برونزية في كرة اليد، لولا الخسارة أمام إسبانيا.
ورغم الوضع الاقتصادي والسياسي المرتبك في تونس إلا أنها حققت ذهبية وفضية لتحتل المرتبة الثالثة عربيا والـ 58 عالميا. كنا نؤمل من المغرب أكثر من الميدالية الذهبية التي حلت بها رابعا في الترتيب العربي والـ 63 عالميا. الأردن حققت ميداليتين (فضية وبرونزية) لتكون الخامسة عربيا والـ 74 عالميا.
أما أصغر الدول العربية مساحة وسكانا (البحرين) جاءت في الترتيب السادس عربياً والـ 77 عالميا بميدالية فضية.
السعودية ما زالت بعيدة عن المنصات رغم امتلاكها للمقومات المالية والإمكانيات الفنية، وتحقيق ميدالية فضية جعلها تكتفي بالمرتبة السابعة عربيا والـ 77 عالميا.
الكويت ثامنة الترتيب العربي والـ 86 عالمياً خرجت ببرونزية واحدة، وأعتبر بأن تحقيق سوريا ميدالية برونزية إنجازا قياسيا نظراً لما يحدث لهذا البلد الصامد، واحتلالها الترتيب التاسع عربيا والمرتبة الـ 86 عالميا، لا بد أن يكون درسا لكثير من دول العالم.
غياب دولة كبيرة كالجزائر عن منصات التتويج ولو بالبرونز يعد أمرا غريبا، خاصة وأنها صاحبة الـ 17 ميدالية في تاريخ المشاركات السابقة منها 5 ذهبية و4 فضية و8 برونزية.
العراق الذي يشارك بأكبر الوفود الإدارية لم يحقق شيئاً، ليبقي على برونزيته الوحيدة في مشوار مشاركاته، ليتساوى مع جيبوتي الحاصلة على نفس الميدالية في كل مشاركاتها.
أربع دول خليجية من أصل ست دول (باستثناء الإمارات وعمان)، وصلت لمنصات التتويج، وهذا يعد أمرا جيدا، ويمكنها من تحقيق الأفضل في الألعاب القادمة.
مواقف مشرفة في أولمبياد طوكيو
مواقف عربية مشرفة في أولمبياد طوكيو تمثلت بانسحاب مصارعي الجودو الجزائري فتحي نورين، والسوداني محمد عبدالرسول من اللعب أمام لاعبين إسرائيليين، فيما فضلت لاعبة الجودو السعودية تهاني القحطاني مواجهة لاعبة إسرائيلية وخسرت أمامها، في موقف نال استهجان العرب لهذا التطبيع الرياضي مع الكيان الصهيوني.
فليعذرن من كان يتمنى قراءة اسم بلادنا، فهي ما زالت في مرحلة الاحتكاك الأولمبي، وعلينا ألا نتعذر بالمال والوضع، فسوريا وجيبوتي ليستا أفضل منا، إلا فيما يتعلق بحسن الإدارة الرياضية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
د. محمد النظاري