أكد قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي أن حديث الأمريكي عن السلام مجرد خداع، وأن الاستهداف الشامل يكشف حقيقة نوايا الأمريكيين وأن حربهم هي حرب على كل الشعب اليمني، داعياً أبناء الشعب اليمني للتحرك في كل المجالات للتصدي للأعداء بثبات دون ضعف أو فتور.
وفي مستهل كلمته اليوم الاثنين بمناسبة ذكرى الهجرة النبوية، بارك قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي للأمة الإسلامية قدوم عام هجري جديد، لافتاً بقوله: “هناك تفريط كبير في واقع المسلمين لناحية اهتمامهم بالتاريخ الهجري، ومن المفترض إعادة الاعتبار والارتباط بهذا التاريخ”.
منع النظام السعودي للحج خطوة خطيرة
قائد الثورة السيد عبدالملك، ومن منطلق دعوته لإعادة الاعتبار والارتباط بالتاريخ الهجري، تناول في كلمته أبرز الأحداث في منطقتنا العربية والإسلامية خلال العام الهجري المنصرم، مبتدئاً بالتأكيد أن منع النظام السعودي للحج للعام الثاني بذريعة كورونا أمر خطير جدا ويمثل إساءة لبيت الله الحرام.
وأوضح أن تذرع النظام السعودي بـ “كورونا” كمبرر لمنع الحج من دول العالم غير مقبول، باعتبار الحج معلم عالمي.
وأشار إلى أن اقتصار الحج على بلد معين ولعدد محدود يمثل انتهاكا لحرمة هذا الركن، مشدداً على أنها خطوة خطيرة على العالم الإسلامي.
واعتبر قائد الثورة التبريرات السعودية غير مقنعة ولا مشروعة، رغم قبول كثير من الدول الإسلامية بتلك التبريرات، لافتا إلى أن الأوبئة أو أي ظروف أخرى يمكن أن تؤخذ بعين الاعتبار وأن يبقى للحج دوره العالمي.
وطالب السيد عبدالملك النظام السعودي أن يكف عن منع فريضة الحج وأن يفتح المجال للناس للحج والعمرة، داعياً الدول الإسلامية التي تقبلت التبريرات السعودية إلى إعادة النظر في منع الحج،
وعبّر السيد عبدالملك عن أمله في أن تلتفت الدول الإسلامية للضغط والمطالبة والإلحاح على النظام السعودي لفتح المجال أمام الحج، موضحاً أن النظام السعودي فتح المجال أمام أنشطة هيئة الترفيه دون أن يتذرع بـ “كورونا”.
عملية سيف القدس أهم أحداث العام ودلالاتها مهمة
وحول عملية “سيف القدس”، قال السيد عبدالملك إنها من أهم الأحداث خلال العام الهجري المنصرم، كونها خطوة موفقة انتهت بالنصر الإلهي ولها دلالتها المهمة.
وأكد قائد الثورة أن عملية سيف القدس فرزت الأمة وفضحت المطبعين مع إسرائيل وهم يبررون للعدو الإسرائيلي ويلومون حركات المقاومة ويسيئون إليها، مشيراً إلى أن وسائل الإعلام السعودية والإماراتية تخدم العدو الإسرائيلي.
وجزم السيد عبدالملك أن العدو الإسرائيلي حتما سيخسر ومن يوالونه ويطبعون معه سيخسرون حتما بوعد الله .
وأشار قائد الثورة إلى أن موقف النظامين السعودي والإماراتي حساس تجاه من يساند المقاومة الفلسطينية، وفي المقدمة موقف محور المقاومة.
وأضاف: إن بعض حركات المقاومة الفلسطينية شعرت بالإحراج من موقف اليمن بسبب الحملات السعودية والإماراتية.
ولفت إلى أن الحملات المكثفة استهدفت حركة حماس وكأن موقف اليمن مشكلة عليها، مؤكدا أن المسؤولية الدينية والأخلاقية والقومية والوطنية أن يقف الجميع مع القضية الفلسطينية.
ونوه السيد عبدالملك أنه سنرحب بموقف النظام السعودي لو وقف إلى جانب المقاومة الفلسطينية، مشيراً إلى أن مشكلة النظامين السعودي والإماراتي مع حماس هي في مقاومتها للعدو الإسرائيلي في المقام الأول.
وتابع: “نتمنى أن يتنافس الجميع للوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني”، لافتاً بقوله: “لا حساسية لدينا أن تكون حركات المقاومة منفتحة على كل أبناء الأمة”.
وجدد السيد عبدالملك الحوثي الإدانة للأحكام السعودية الظالمة بحق المختطفين الفلسطينيين، والتي يتودد بها النظام السعودي إلى العدو الإسرائيلي، مشيرا إلى أن تجريم دعم المقاومة الفلسطينية لدى النظامين السعودي والإماراتي ومن معهما يمثل انحرافا خطيرا.
كما أكد السيد عبدالملك تجديد عرضه للنظام السعودي لتبادل ضباطه الأسرى مقابل الإفراج عن المختطفين الفلسطينيين.
لا قلق على حزب الله
وأشاد قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي بعملية الرد التي نفذتها المقاومة الإسلامية في لبنان، مشيراً إلى أن قوى الخيانة تتحرك لانتقاد عمليات الرد، بينما تصمت أمام الاعتداءات الإسرائيلية.
وقال في سياق إشادته بالمقاومة الإسلامية: “لا قلق على حزب الله، لكننا نؤكد الوقوف إلى جانبه وإلى جانب محور المقاومة”.
الاحتلال الأمريكي لأفغانستان فشل
وبشأن أفغانستان، قال السيد عبدالملك: “بعيدا عن الخلفيات والتفسيرات للتطورات في أفغانستان، تظل النقطة الأهم أن الاحتلال الأمريكي فشل”، موضحاً أن أمريكا لجأت إلى الانسحاب بعد فشلها في السيطرة على أفغانسان.
ولفت إلى أن “ما حصل في أفغانستان يمثل درسا كبيرا عن عجز وضعف أمريكا وليس كما يتصورها البعض”، مؤكداً أن من يعتمد على أمريكا نهايتهم إلى الخسران والفشل والضياع.
حديث الأمريكي عن السلام مجرد خداع.. وموقف الشعب اليمني هو الدفاع عن النفس
وفي الشأن اليمني، قال السيد عبدالملك: “بعد وضوح فشل العدوان في تحقيق أهدافه في سابع الأعوام إلا أنه مستمر ويستمر معه الحصار بإجراءاته المشددة”، لافتاً إلى أن حديث الأمريكي عن السلام مجرد خداع.
وأشار إلى أن “السلام متاح وأن موقف الشعب اليمني هو الدفاع عن النفس لأننا شعبٌ معتدى عليه وجزء كبير من أراضيه محتلة”، موضحاً أنه لو توقف العدوان ورفع الحصار وتم إنهاء الاحتلال فإن المشكلة ستنتهي.
وسخر قائد الثورة من الدعوة الأمريكية الزائفة للسلام بالقول إن مفهوم السلام على الطريقة الأمريكية هو الاستسلام، والقبول بالاستباحة لأرضك واستمرارية العدوان والحصار أمر غير مقبول.
وأضاف: أن من ينادي بالسلام وهو يرعى استمرار العدوان فهو يقدم سلاما على الطريقة الإسرائيلية، حيث تقدم أمريكا كل الدعم للعدو الإسرائيلي ليستمر في الاحتلال والاستهداف والاستباحة في فلسطين.
وذكر السيد أن استمرار المعارك والحروب والنزاعات في بلدان أمتنا استراتيجية أمريكية بريطانية مع مشاركة إسرائيلية بشكل أو بآخر.
وأكد قائد الثورة السيد عبدالملك أن ما تقدمه أمريكا من كلام لإخفاء وحشيتها ونزعتها الإجرامية فهو لذر الرماد على العيون وتضليل الرأي العام، مذكراً بحديث بعض أعضاء الكونجرس الأمريكي الذين تحدثوا أن واشنطن لو أرادت بجد وقف العدوان على اليمن لأوقفته فورا.
كما أشار إلى أن الحصار جزء من العدوان والحرب على بلدنا ولا يستند إلى أي مستند قانوني ولا إلى أي شرعية، لافتاً إلى أن تحالف العدوان يواصل منع وصول الدواء والغذاء والمشتقات النفطية إلا بعناء شديد وكلفة مادية كبيرة.
وبين أن الحرب الاقتصادية على بلدنا شملت جوانب كثيرة، منها نهب الثروات النفطية والغازية، وأن إيرادات الثروة النفطية والغازية لا تتجه إلى تمويل الاحتياجات الضرورية.
وشدد السيد عبدالملك أن استمرار التآمر على العملة الوطنية أمر خطير يضر بالشعب اليمني، ولخطورته يركزون عليه، لافتا الى أن الأمريكي والبريطاني يجعلون من الحصار والمؤامرات الاقتصادية استراتيجية أساسية في استهداف شعوب أمتنا.
وأشار إلى أن الأمريكي هو السباق في استهداف العملة، بنقل البنك أولا، وطباعة الأوراق النقدية وغيرها من السياسات المضرة بالقدرة الشرائية للشعب، موضحاً أن الفئة الواسعة من أبناء الشعب اليمني مصنفة تحت خط الفقر ورغم معرفة الأمريكي بذلك إلا أنه أصر على ضرب العملة.
كما أكد السيد عبدالملك أن الاستهداف الشامل يكشف حقيقة نوايا الأمريكيين وأن حربهم هي حرب على كل الشعب اليمني، مشيرا إلى أن العدوان من أساسه يهدف إلى تعذيب اليمنيين واستعبادهم واحتلال أرضهم بكلها، مضيفاً بقوله: “مشكلة الأمريكي ليست مع مكون يمني واحد فإجراءات الحصار لا تستثني أحدا”.
وذكر أن السيطرة على المنافذ ومنع وصول الاحتياجات وفرض الحظر على أكثر من 400 صنف هو استهداف لكل المواطنين.
وقال قائد الثورة إن رفع التعرفة الجمركية في عدن مع سعيهم للسيطرة على الحركة التجارية من هناك تصب في اتجاه الاستهداف الشامل لكل الشعب، لافتا الى أن الخونة من أبناء البلد أو من يسمون أنفسهم الشرعية كل قراراتهم وإجراءاتهم وتصرفاتهم ضد أبناء الشعب اليمني.
وأردف بالقول: لا شرعية للفساد والظلم والخيانة وبيع الوطن، والشرعية كذبة وعنوان زائف، معتبرا أن إجراءات شرعية الفساد فضيحة للخونة وللسعودي والإماراتي والأمريكي والبريطاني.
وتابع قائد الثورة : قلنا للمبعوث الأممي السابق والوساطة العمانية إذا أعلن السعودي وقف العدوان والحصار سنرحب بذلك على الفور، وأن عليهم وقف العدوان والحصار ومعالجة ملفات الحرب كملف الأسرى وتعويض الأضرار والكف عن التدخل في شؤون البلد.
وجدد السيد عبدالملك دعوته لتحقيق السلام العادل بالقول: نحن نريد السلام ونحن من يعاني من استمرار العدوان والحصار والمشكلة ليست في من يتصدى ويتحملون المعاناة.، محذرا في الوقت نفسه بأنه: لا يمكن القبول بعنوان السلام مع استمرار الغارات والهجمات والتجاوزات والحصار الخانق.
وخاطب قوى العدوان بالقول: اذا كان لديكم نوايا جادة للسلام فأول خطوة هو معالجة الملف الإنساني الذي يمثل حقا مستحقا للشعب اليمني، مضيفاً: أثبتوا نواياكم في الملف الإنساني ثم أوقفوا الغارات وانهوا الاحتلال ونحن من جانبنا سنتوقف.
وأعلن قائد الثورة السيد عبدالملك الجهوزية لتحقيق السلام الحقيقي وليس الخداع، موضحاً أن المشكلة هي في إصرار دول العدوان على استمرار عدوانهم وحصارهم والمراوغة دون اتخاذ خطوات عملية حتى على الملف الإنساني.
ودعا قائد الثورة أبناء الشعب اليمني الى التحرك سياسيا وإعلاميا وفي كل المجالات للتصدي للأعداء بثبات دون ضعف أو فتور، لأن الخطر شامل، منوها أنه لا بد من الوعي تجاه ما يفعله الأعداء فمعاناتنا مستمرة، والمجتمع الدولي لا نسمعه إلا إذا كانت هناك انتصارات للجيش واللجان الشعبية.
وفي المجال العسكري، أكد قائد الثورة السيد عبدالملك قائلاً: “يجب أن يستمر رفد الجبهات وأن يكون هناك نشاط في عملية التحشيد وتطوير الأداء العسكري والأمني”.
وشدد قائد الثورة أن المعركة كبيرة على المستوى الاقتصادي وهي معركة الجميع شعبا وحكومة ولا بد من الاهتمام وفق الخطط والمسارات المحددة،
كما دعا السيد عبدالملك إلى الحفاظ على السلم الأهلي لإحباط مساعي العدو في تغذية النزاعات القبلية، حاثاً على ضرورة التصدي للأعداء فكريا وثقافيا وعدم الاكتراث بحملاتهم الإعلامية.
وأشاد السيد عبدالملك بتطهير البرلمان في صنعاء من أعضائه الخونة، معتبرا إياها بالخطوة المهمة والشجاعة وتستحق الإشادة، داعياً إلى الاستمرار في عملية التطهير داخل مؤسسات الدولة وإنقاذها من كل المدسوسين فيها.
وختم السيد عبدالملك كلمته بالقول: “إن معركتنا هذه معركة الضرورة، وغير ذلك هو الاستسلام وكلفته هائلة ولن تعوض”.