العدل الأمريكية تتدخل لحماية اسرار الأمن القومي الأمريكي في القضية المرفوعة من ابن سلمان ضد غريمه سعد الجبري.. ما الذي تخشى انكشافه؟؟

484
الأمن القومي
الأمن القومي

تتدحل واشنطن بشكل رسمي في قضية الثأر بين ابن سلمان والمسؤول السعودي الفار سعد الجبري لحماية أسرار الأمن القومي الأمريكي من الإنكشاف للملأ.

وقال الصحفي الشهير زيد بنيامين في تغريدات على حسابه بتويتر رصدها الموقع أن وزارة العدل الاميركية قامت في خطوة نادرة، بالطلب من محكمة ماساتشوستس عدم المضي قدما في القضية التي رفعتها “سكب القابضة” ضد المسؤول السعودي السابق سعد الجبري لانها ستؤدي الى الكشف عن اسرار متعلقة بالامن القومي الاميركي.

وأضاف بنيامين نقلاً عن وزارة العدل الاميركية أنه إذا سُمح باستمرار المحاكمة في القضية التي رفعتها “سكب القابضة” ضد سعد الجبري، فقد يؤدي ذلك إلى الكشف عن معلومات يمكن وبشكل معقول أن تؤدي للاضرار بالأمن القومي للولايات المتحدة.

وصرحت وزارة العدل الاميركية أن قرارها بالتدخل لوقف المضي قدما في القضية التي رفعتها سكب ضد سعد الجبري جاء بعد مراجعة قامت بها وكالات مختلفة في الحكومة الاتحادية.

وسيكون الضرر الذي يلحق بالأطراف في حال سُمح بالمضي قدما في الترافع في قضية (سكب ضد سعد الجبري) محدودًا، في حين أن الضرر الذي يلحق بالولايات المتحدة إذا تم رفضه سيكون كبيرًا.

وقالت وزارة العدل الاميركية أن مجموعة الشركات السعودية التي رفعت القضايا ضد سعد الجبري تأسست بحسب ملف وزارة العدل لغرض القيام بأنشطة مكافحة الإرهاب بتمويل من وزارة المالية السعودية.

وتتهم الشركة القابضة التي تدعى “سكب”، الجبري بالاحتيال عليهم. ومن أجل الدفاع عن نفسه ضد الاتهامات، تقول وزارة العدل إن الجبري ينوي “وصف وتقديم أدلة تتعلق بمعلومات الأمن القومي الحساسة المزعومة”.

وأصبح الجبري – الذي فر إلى كندا في عام 2017 – عدواً لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بعد أن عمل لسنوات إلى جانب رئيس مكافحة الإرهاب في البلاد الأمير محمد بن نايف، الذي كان منافسا لإبن سلمان على العرش.

ثم رفعت مجموعة من الشركات السعودية المملوكة لصندوق الثروة السيادية في المملكة، الذي يسيطر عليه ابن سلمان، قضايا اختلاس ضد الجبري، أولا في كندا والآن في الولايات المتحدة.

وينفي الجبري هذه الاتهامات ويتهم ابن سلمان بإرسال فرقة اغتيال الى كندا لمحاولة قتله واحتجاز اثنين من اطفاله كرهائن في السعودية.

وقال الجبري إن ابن سلمان قام بمحاولات متعددة لجذبه للعودة إلى المملكة، وقال إن الفريق المأجور الذي أرسل إلى كندا كان جزءا من نفس الفريق الذي قتل الصحفي جمال خاشقجي قبل أيام قليلة.

وقال مارك رايموندي، الذي غادر مؤخرا وزارة العدل حيث عمل متحدثا باسم شعبة الأمن القومي: “من النادر بالتأكيد أن تحدث مثل هذه الملفات [وزارة العدل]”.

ووفقا لمصدر كان يعمل في الحكومة ومطلع على القضية والاستخبارات، فإن المعلومات السرية التي يمكن أن تظهر تشمل العلاقات الاستخباراتية والعمليات والمصادر السرية والأساليب.

وأضاف المصدر أن الكشف عن هذه المعلومات قد يكون محرجا أيضا، لا سيما لمسؤولي عهد الرئيس باراك أوباما، نظرا للطبيعة “غير اللائقة” في كثير من الأحيان لعالم الاستخبارات.

وقال المصدر الحكومي السابق إن المملكة وحاكمها الفعلي، من خلال رفع القضية ضد الجبري في الولايات المتحدة، لم يضعا الولايات المتحدة في موقف صعب فحسب، بل أعطيا الأولوية للعداء مع الجبري على علاقة البلدين.

وأضاف المصدر “يبدو لي ثأرا شخصيا جدا لا مصالح له على المدى الطويل للمملكة وللألولايات المتحدة وللتعاون الاستخباراتي في المستقبل”.

وفي الأسبوع الماضي، كتبت مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين الجمهوري والديمقراطي إلى الرئيس جو بايدن مشيدين بالشراكة التي عقدها الجبري مع الولايات المتحدة على مدى عقدين من الزمن.

ودعا هؤلاء بايدن إلى المساعدة في الحصول على أطفال الجبري المسجونين، عمر وسارة، 22 و21 عاما، على التوالي.

كما سلطوا الضوء على الخطر الذي تمثله حملة محمد بن سلمان ضد الجبري على الأمن القومي الأمريكي، وأشاروا بشكل مباشر إلى إمكانية كشف معلومات سرية.