الولاية.. إكمال الدين وإتمام النعمة
لم يكن النبي صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله ليترك الساحة الإسلامية فارغة بعد رحيله للعابثين والمتجبرين ليتولوا امر أمته التي كان قد عمل جاهدا على إنقاذها من غياهب الظلم والظلمات والاستعباد والإستبداد إلى نور الإسلام والهداية والحرية والعدل والعبودية فقط لله رب العالمين، وحتى لا تتعرض مسيرةالهداية الإلهية للنقص والتحريف ولضمان استمراريتها وتمامها.
كان رسول اللّه قد اعد لهذا الأمر ولهذه المرحلة منذ وقت مبكر رجلا قال أنه( يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله) ليكون هو مصدر الهداية والولاية من بعده رباه هو بنفسه كأرقى شخصية تجسد عظمة الإسلام وروحية النبي الكريم،
نعرف ان الإمام “علي” عليه السلام تربى في كنف رسول الله وتحت رعايته نشأ وترعرع وكان هو السند الأكبر للنبي في حمل هذه الرسالة وجاهد مع النبي فلول المشركين والكفار واليهود والمنافقين حتى قال عنه رسول الله صلى الله عليه وعلىآله وسلم ( اليوم برز الأيمان كله للكفر كله) .
ولمواقفه العظيمة في نصرة الدين وايصال الرسالة مع رسول اللّه للامة أجمع،ولأخلاقه العظيمة والانسانية الكبيرة التي تحلى بها والتي جعلته مؤهلا لحمل الرسالة والنهج المحمدي وادارة شؤون الأمة كان “رسول اللّه ” دائما يتحدث عنه بأحاديث ذات مضمون هادف عن طبيعة الدور المنوط إليه سواء أثناء حياة رسول الله أو بعد رحيله!! كقوله صل الله عليه وآله وسلم (انت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لانبي بعدي) وقوله (علي مع الحق والحق مع علي) وأيضا (علي مع القرآن والقرأن مع علي).
هذه النصوص الصريحة كانت كفيلة لأن تعرف الأمة ان الأمام “علي” هو وليها بعد رسول الله ومع ذلك وحتى لايشكك أحد بهذا الأمر ومن باب التأكيد من النبي لأمته فقد أمر الله سبحانه وتعالى رسوله الكريم ان يبلغ ذلك الأمر صراحه للناس وقرن أمر التبليغ بالرسالة كلها بمعنى ان الرسالة لم تكن لتكتمل إذا لم تعرف الامة هذا الشيء او انحرفت عنه بما يجعل الدين بعد رسول الله مجرد طقوس لافائدة منها، لذا فقد وجه الله رسوله الكريم بقوله (ياأيها النبي بلغ ماأنزل اليك من ربك وان لم تفعل فمابلغت رسالته والله يعصمك من الناس).
فما كان على النبي إلا ان يتوج كل تلك النصوص والأحاديث بهذاالبلاغ العظيم وخاصة بعد ان كان قد اشعر الناس بدنو رحيله في حجة الوداع بقوله (ولعلي لا القاكم بعد عامي هذا).
وفي غدير خم وبعد انتهاء فريضة الحج ذكر لهم حديث الولاية واشهدهم على ذلك ، ومن بعدها نزلت الأية التي أكدت على إكمال دين الله وتمام نعمته على الناس( اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي)
ومن المؤسف ان نرى من ابناء هذه الأمة من ينكر حديث الولاية ويستنكر علينا حبنا للإمام علي عليه السلام وإحياء هذه المناسبة وينسب ذلك لحزب او طائفة معينة
بينما الحديث عن الإمام علي عليه السلام وعشقه والسير على نهجه ليس حكرا على المسلمين فحسب أو على طائفة أو مذهب او حزب فالأمام علي شخصية عظيمة جسدت عظمة الإسلام ورسوله وقيمة انسانية عالمية عشقها الكثير حتى من غير المسلمين وكتب عنها الكثير من الادباء والمفكرين والشعراء حتى من المسيحين الذين عشقوه حد الثمالة كاالكاتب المسيحي جورج جرداق الذي استحق بحق لقب “عاشق الامام علي” فهو قد حفظ كتاب الامام علي (نهج البلاغة) عن ظهر قلب وألف عنه كتاب بعنوان الأمام علي صوت العدالة الأنسانية جمع فيه الكثيرمن اقوال الادباء والمفكرين من غير المسلمين!!
وخاطب العالم بقوله: ياأيها العالم ماذا سيحدث لو جمعت كل قواك وقدراتك وأعطيت الناس في كل زمان عليا في عقله وقلبه ولسانه
وذي فقاره؟”
هكذا احب الأمام علي كل من عرف سيرته فوجد نفسه متوليا له لما عرف به من عدل وانسانية وفكر ودين،
وحدهم احفاد بني أمية من ينكرون عظمة الامام علي ودوره الكبير في نصر الدين والرسالة المحمدية وينكرون حديث الولاية ولذا نراهم قد وقعوا فريسة الذل والعبودية للطاغوت واصبحوا يبحثون عن البدائل في الغرب واليهود لإدارة أمورهم وحل مشاكلهم واصبحوا رهن اشارتهم في النيل من الأمة والرسالة المحمدية السمحة والعترة الشريفة لإنهم فقدوا ارتباطهم بالنبي وبالتالي فقدوا ايمانهم بدينه ورسالته ونعوذ بالله ان نسلك مسلكهم انما ولينا الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون
______
دينا الرميمة