قدم يوآل غوزنسكي – الباحث في معهد دراسات الأمن القوميّ مركز أبحاث الأمن القوميّ التابِع لجامعة تل أبيب، مجموعة دراساتٍ إستراتيجيّة إلى الرئيس الإسرائيليّ الجديد، يتسحاق هرتسوغ، تناول فيها أهّم التحدّيات التي تُواجِه كيان الاحتلال، وأرفق معها توصيات لصُنّاع القرار في تل أبيب.
وكما في السنوات الخمس الماضيّة، شدّدّت دراسات مركز الأمن القوميّ على أنّ إيران ما زالت تحتّل المرتبة الأولى في قائمة التهديدات المُحدّقة بإسرائيل، لافِتًا إلى أنّ التهديد الذي تُشكّله الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران على إسرائيل هو تهديدٌ إستراتيجيٌّ ووجوديٌّ على حدٍّ سواء.
وبطبيعة الحال، عاد المركز ليؤكِّد مرّة أخرى أنّ حزب الله اللبنانيّ، الذي اعتبره “جريرةً” لإيران، ما زال يُشكِّل خطرًا إستراتيجيًا على الكيان، موضحًا في ذات الوقت أنّ المُقاومة اللبنانيّة تملك الصواريخ القادرة على ضرب كلّ مكانٍ في العمق الإسرائيليّ، بما في ذلك مفاعل ديمونا الذريّ.
وكما كان مُتوقعًا، تناولت مجموعة الدراسات الإسرائيليّة دور المملكة العربيّة السعوديّة، وقال الباحِث يوئيل غوجانسكي إنّ السعوديّة تعود إلى تبنّي العناصر التي ميزت سياستها الخارجية قبل تولّي ولي العهد محمد بن سلمان منصبه.
وأضاف: “المصاعب التي واجهها محمد بن سلمان على الساحتين الداخلية والإقليمية دفعت كثيرين في إسرائيل وفي الغرب إلى التخفيف من حماستهم إزاء ملك المستقبل وتركيز اهتمامهم على الحاكم الأكثر خبرة في الإمارات محمد بن زايد”.
وشدّدّ الباحِث مركز أبحاث الأمن القوميّ التابِع لجامعة تل أبيب على أنّ “دخول الرئيس الأمريكيّ الجديد إلى البيت الأبيض، والذي يجري مفاوضات مع إيران وينتقد المملكة بشدّةٍ، دفع إلى تغيير مرحّب فيه في الإستراتيجيّة السعودية (من وجهة نظر سعودية) ومقاربة ديناميكيّة وبداية حملة دبلوماسية لم نشهد مثلها من قبل”، على حدّ تعبيره.
ولفت إلى أنّ “بن سلمان كعادته يُطلِق النار في كلّ الاتجاهات، لكن هذه المرّة ليس من البندقية بل يستخدم قدراته الاقتصادية الضخمة في الشرق الأوسط ومكانته كخادم للأماكن المقدسة الإسلامية ليُعيد المملكة إلى مكانها الطبيعي ويكون أكثر استعدادًا لانتقال العرش إليه من والده”.
وشدّدّ الباحِث الإسرائيليّ على أنّ الضعف السعودي في مواجهة إيران والتساؤلات المتزايدة بشأن الاستعداد الأمريكيّ للوقوف إلى جانب المملكة هما اللذان يفرضان الإستراتيجيّة السعودية الحالية أكثر من أيّ شيءٍ آخر، لافِتًا في الوقت عينه إلى أنّه “ثمة شكٍّ كبيرٍ في نجاح السعودية في إزالة تهديداتٍ مركزيّةٍ تُواجِهها وتحسين مكانتها في الداخل والخارج من دون أن تبدو متساهلة”.
بالإضافة إلى ما ذُكِر أعلاه، أوضح الباحِث الإسرائيليّ أنّ “خطوات بن سلمان لا تتطابق كلّها مع المصلحة الإسرائيليّة، وعلى نحوٍ خاصٍّ عندما يكون المقصود التوصل إلى تفاهمات مع إيران، ومن بين التداعيات هناك المسّ بالجبهة الإقليمية في مواجهة إيران، والتي طوّرتها إسرائيل وتشكل السعودية لبنةً أساسيّةً فيها”.
ومن الجدير بالذكر أنّ مجموعة دراسات مركز أبحاث الأمن القوميّ (INSS)، تناولت المواضيع التالية وتأثريها على إسرائيل: الإدارة الجديدة في الولايات المُتحدّة الأمريكيّة، قرار الرئيس بايدن بالعودة إلى الاتفاق النوويّ مع إيران، تأليف حكومة جديدة في تل أبيب، ارتفاع حدّة الخلافات والتوترّات داخل المجتمع الصهيونيّ، بما في ذلك الصدامات الدمويّة بين اليهود وبين فلسطينيّ الـ48 داخل ما يُطلَق عليه مُسّمى “الخّط الأخضر”.