المشهد اليمني الأول |متابعات
نشر السلفي يحيى الحجوري اليوم على موقعه الالكتروني بيان بشأن منشور كتبه علي البخيتي ذكر فيه ابنة الرئيس الأمريكي ترامب وقال بانها لن تمسها النار بسبب جسدها الجميل.
وقال البخيتي في منشور له على الفيسبوك “لن تمسها النار؛ على أي ديانة كانت؛ أتحدث عن إيفانكا ترامب؛ إبنة الرئيس الأمريكي المنتخب. وهل لنار أن تجرؤ على العبث مع هذا الجمال الإلاهي” مع صورة مثيرة مرفقة لها بالمنشور.
وهذا المنشور حدا ب السلفي ” يحي الحجوري ” الى استصدار أول فتوى تتعلق بالرئاسة الأمريكية الجديدة
نص الفتوى :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم.
أما بعد: فقد أطلعني بعض أبنائي على كلمة نشرها شخص يسمى (علي البخيتي)
قال فيها:
((لن تمسها النار؛ على أي ديانة كانت؛ أتحدث عن إيفانكا ترامب؛ إبنة الرئيس الأمريكي المنتخب. وهل لنار أن تجرؤ على العبث مع هذا الجمال الإلاهي)).
قلت هذا الكلام من هذا الجاهل العربيد، من جنس كلام الزنادقة الجرءاء على معارضة القرآن والسنة، فوجب التنبيه عليه حتى لا يغتر به أمثال كاتب هذه المقولة.
فقوله: (لن تمسها النار) فيه جرأة وتعالي على الله عزوجل أن الله لا يعذب ذات الجمال ولو كانت على أي ديانة يشمل ذلك اليهودية والنصرانية وغيرها من ديانات الكفر.
والله عزوجل يقول: ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ﴾ [فاطر:36].
وكل من ألفاظ العموم، والكفار شر البرية، وشر الدواب، سواء كان جميلا أو غير جميل قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ [البينة:6].
وقال ﴿إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ﴾ [الأنفال: 55]
وبوب الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه على حديث رقم (4903) بَابُ (وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسِبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ العَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ﴾ وقال: وَقَوْلُهُ: {خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ} [المنافقون: 4] قَالَ: كَانُوا رِجَالًا أَجْمَلَ شَيْءٍ.
قلت: ومع ذلك يقول الله في المنافقين: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ [التوبة:68]،
وقال: ﴿إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا﴾ [النساء:145].
وقوله: (وهل لنار أن تجرؤ على العبث مع هذا الجمال الإلاهي).
أقول: نار جهنم مأمورة وليست متجرأة ولا عابثة، ففي صحيح مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ «احْتَجَّتِ النَّارُ، وَالْجَنَّةُ، فَقَالَتْ: هَذِهِ يَدْخُلُنِي الْجَبَّارُونَ، وَالْمُتَكَبِّرُونَ، وَقَالَتْ: هَذِهِ يَدْخُلُنِي الضُّعَفَاءُ، وَالْمَسَاكِينُ، فَقَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لِهَذِهِ: أَنْتِ عَذَابِي أُعَذِّبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ، وَقَالَ لِهَذِهِ: أَنْتِ رَحْمَتِي أَرْحَمُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْكُمَا مِلْؤُهَا».
وصح عند الترمذي (2574) وغيره أن النبي ﷺ قال: يَخْرُجُ عُنُقٌ من النَّارِ يوم الْقِيَامَةِ له عَيْنَانِ تُبْصِرَانِ وَأُذُنَانِ تَسْمَعَانِ وَلِسَانٌ يَنْطِقُ يقول: إني وُكِّلْتُ بِثَلَاثَةٍ بِكُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ وَبِكُلِّ من دَعَا مع اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَبِالْمُصَوِّرِينَ.
فالذي وكلها بذلك هو الله عز وجل، قال القاري وصاحب تحفة الأحوذي: قوله: (وإني وكلت بثلاثة) أي وكلني الله بأن أدخل هؤلاء الثلاثة النار وأعذبهم بالفضيحة على رؤوس الأشهاد.
كتبه أبو عبد الرحمن
يحيى بن علي الحجوري
في مكة المكرمة بتاريخ (11/2/1438هـ)