كشفت تحقيقات صحفية أن الإمارات لجأت إلى شركة NSO الإسرائيليّة الخاصّة التي تضمّ أشخاصاً كانوا أعضاء في الموساد والجيش الإسرائيلي، وتحديداً إلى برنامجها الشهير للتجسّس Pegasus، للتنصّت على مسؤولين في صنعاء ومعظم وزراء المرتزقة.
وكشف تحقيق دولي لمشروع تحقيقات Forbidden Stories اشتركت فيه 17 مؤسسة صحفية واستند إلى تسريب برنامج بيغاسوس أن من بين الأسماء الذين كانوا هدفا للتنصت الإماراتي قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي، وكلا من، عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي، ووزير الداخلية لحكومة الإنقاذ الوطني عبد الكريم الحوثي، وحمزة الحوثي.
والتسريب عبارة عن قائمة تضم ما يصل إلى 50 ألف رقم هاتفي يعتقد أنها لأشخاص تعتبرهم “إن.آس.أو” موضع اهتمام منذ 2016، حسب التقارير. لكن لم يتم اختراق كل الأرقام الهاتفية الواردة في القائمة، وقالت وسائل الإعلام الإخبارية المطلعة على التسريب إن تفاصيل بشأن هويات الأشخاص الذين طاولتهم القرصنة ستعلن في الأيام المقبلة.
وقال التحقيق إن هذا متوقّع نتيجة لجوء المملكة السعوديّة والإمارات إلى استخدام برنامج “بيغاسوس Pegasus ” للتنصّت على الحلفاء والأعداء على حدّ سواء، ولكن فريق التحقيق لم يتمكّن من التحقّق من هذه الأرقام لصعوبة القيام بذلك داخل اليمن.
وأكد التحقيق أنّ الاستهداف لا يعني بشكل مؤكّد أنّ المحاولة نجحت والهواتف تمّ اختراقها، ولكن يؤكّد وجود محاولة اختراق.
حكومة المرتزقة
بحسب التحقيق ورد اسم الفار هادي نفسه ضمن أهداف البرنامج، إلّا أنّ فريق التحقيق لم يتمكّن من التأكّد من أرقامه. ولم يسلم أولاد الفار عبد ربه منصور هادي من الرقابة، ولكن لم يمكّن فريق التحقيق من التأكّد من أرقامهم باستثناء المرتزق جلال عبد ربه منصور هادي.
من أبرز من تمّ استهدافهم هو رئيس حكومة المرتزقة السابق أحمد عبيد بن دغر والذي امتدّت فترة رئاسته لحكومة المرتزقة سنتين وستة أشهر (4 نيسان/ أبريل 2016 حتى 15 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2018).
وقال التحقيق إنه تمّ استهداف أرقام المرتزق بن دغر في المملكة العربيّة السعوديّة منذ عام 2016 وصولاً إلى منتصف عام 2019 ومن المحتمل أن يكون ما زال تحت المراقبة حتى يومنا هذا. وبالتالي التنصّت على المرتزق بن دغر بدأ مع رئاسته الحكومة في نيسان/ أبريل 2016، ولكن لم ينتهِ مع نهاية ولايته في 2018.
الإمارات لا تثق بوزراء المرتزقة
يشير التحقيق إلى أن الإمارات لم تكن تثق بالمرتزق عبدالملك المخلافي حين كان وزيرا للخارجيةـ لذلك فقد كان هدفا لتنصتها عبر برنامج التجسس الإسرائيلي ومثله عدد من المسؤولين أبرزهم مدير مكتب الفار هادي المرتزق عبدالله العليمي، ووزير الكهرباء السابق المرتزق عبدالله محسن الأكوع، والمرتزق نائف البكري، والمرتزق ناصر باعوم، والمرتزق معمر الإرياني، والمرتزق صالح الجبواني، والمرتزق أحمد الميسري، وصولا إلى المرتزق خالد اليماني، والمرتزق محمد اليدومي، والمرتزق غمدان الشريف، والمرتزق مراد الحالمي، والمرتزق صلاح الصيادي.
الإمارات ودول أخرى تستخدمت البرنامج
أكد التحقيق أن الإمارات والسعودية هما زبائن شركة “NSO” الإسرائيليّة تحديداً برنامجها التجسّسي “بيغاسوس Pegasus” وفاعلتين في مجال محاولات التنصّت واختراق هواتف الشخصيات العامّة على الساحة الإقليميّة، الّا أنّ هذا لم يمنع الإمارات من شقّ طريقها بنفسها في هذه المعركة ومحاولة استهداف (أو استهداف) وزراء حكومة المرتزقة إلكترونيّاً، حتى خلال إقامتهم على أراضي “حليفتها” السعوديّة.
وكشف التحقيق أن دولا عديدة، بينها دول عربية، قامت بالتجسس على الآلاف من مواطنيها، وشخصيات أجنبية من بينها 180 صحافيا. وحسب التسريبات، التي شاركتها المؤسسة مع 17 مؤسسة إعلامية، على رأسها “الغارديان” البريطانية، و”واشنطن بوست” الأمريكية، و”لوموند” الفرنسية ومؤسسة “درج” الناطقة بالعربية، أن الإمارات العربية المتحدة اختارت رقم هاتف محررة صحيفة “فايننشال تايمز” وصحافيين في “وول ستريت جورنال” ومجلة “إيكونوميست” كأهداف محتملة للتجسس.