اعتبر قائد الثورة الإسلامية في إيران السيد علي الخامنئي أن اليمن المحاصر والوحيد يعاني على مدى سبع سنوات، لكنه رغم المجاعة والحصار لم يخنع ويستسلم للمعتدين بل أرعبهم وأخافهم بقوته
وقال السيد الخامنئي في رسالة وجها إلى الأمة الإسلامية بمناسبة حلول موسم الحج 1442: اليمن المحاصر والوحيد يتحمل سبع سنين من الحرب والإجرام وقتل المظلومين على يد عدوّ شرور وقسيّ القلب، ومع وجود قحط الغذاء والدواء وإمكانات الحياة، لا يستسلم للظالمين، بل يجعلهم مذعورين بما يبديه من اقتدار وابتكار”
ومن جهة أخرى، أكد السيد الخامنئي أن نهوض «المقاومة» في المنطقة، ويقظة الشعوب، وهمّة جيل الشباب المفعم بالنشاط، يغمر القلوب بالأمل. وقال إن: فلسطين في كل ربوعها تسلّ «سيف القدس» من غمده؛ القدس وغزّة والضفة الغربية وأراضي 48 والمخيمات تنهض بأجمعها، وخلال اثني عشر يومًا تمرّغ أنف المعتدي بالتراب.
وفي العراق تدحر عناصر المقاومة بلغة صريحة واضحة أمريكا المحتلة وعميلها داعش وتبدي عزمها الراسخ دون تلكّؤ لمواجهة أي نوع من التدخل والشرور من قبل أمريكا ومن لفّ لفها.
واعتبر السيد الخامنئي أن جهود الأمريكيين لتشويه عزم الشباب والمقاومة بالعراق وسوريا ولبنان وبلدان أخرى ونسبها لإيران إهانة للشباب وناتجة عن قلة إدراكهم، مشددا على أن شعوب المنطقة أكدت أنها يقظة وأن نهجها منفصل عن نهج بعض الحكومات الساعية لإرضاء أمريكا والرضوخ لمطالبها بشأن فلسطين
وحول صد النظام السعودي للحجاب عن المسجد الحرام للعام الثاني على التوالي، قال السيد الخامنئي في هذا العام أيضًا حُرمت الأمة الإسلامية من نعمة الحج الكبرى، والقلوب المشتاقة، فقدت بحسرة وأسف ضيافة أقامها للناس الربّ الحكيم الرحيم.
وأضاف “هذه هي السنة الثانية التي تبدّل فيها موسم الحج إلى موسم حسرة وفراق، مؤكدا أن بلاء الجائحة، وبلاء السياسات الحاكمة على أرض الحرمين الشريفين، قد حرم أعين المؤمنين التوّاقة من أن تشاهد رمز الوحدة للأمة الإسلامية وعظمتها ومعنويتها، وغطى هذه القمة العظيمة الشامخة بالضباب والغبار.
وتابع “هذا اختبار مثل غيره من الاختبارات العابرة في تاريخ أمتنا الإسلامية، وربّما يُسفر عن غد مشرق بإذن الله تعالى، مشددا على أن يبقى الحج في تكوينه الحقيقي حيًا في قلب كل مسلم وروحه، وإن غاب موقتًا في إطاره المناسكي، فإن رسالته السامية ينبغي أن لا تفقد بريقها.
وأردف “لم يعد حج بيت الله الحرام متاحًا هذا العام، لكن المتاح هو التوجه نحو ربّ البيت والذكر والخشوع والتضرّع والاستغفار، وأنّ الحضور في عرفات ليس ميسّرًا، لكن الدعاء والمناجاة التي تعمّق المعرفة في يوم عرفة ميسّرة للجميع.
رمي الشيطان في منى غير ممكن، ولكن التصدي لشياطين الهيمنة وطردهم ممكن في كل مكان، الحضور الموحّد بالأجساد حول الكعبة غير متاح، لكن الحضور الموحّد للقلوب حول الآيات النيّرة للقرآن الكريم والاعتصام بحبل الله واجب دائم ومستمر.
إلى ذلك دعا السيد الخامنئي شعوب الأمة وشبابها وعلماؤها الدينيين والأكاديميين، والمثقفين المدنيين والسياسيين والأحزاب والجمعيات إلى تحمل مسؤولية النهوض ليتلافوا ما اعترى ماضينا من صفحات مخجلة خالية من أي افتخار، و«يقاوموا» تعنّت القوى الغربية وتدخلها وشرورها.
وقال “نحن أتباع الرسالة الإسلامية بما نمتلكه من نسبة كبيرة من سكان العالم، وأصقاع مترامية، وثروات طبيعية طائلة، وشعوب حية ومستيقظة نستطيع أن نرسم المستقبل بهذا الكم الهائل من الرصيد والإمكانات.
وأضاف “الشعوب المسلمة في الأعوام المائة والخمسين الأخيرة لم يكن لها دور في مصير بلدانها وحكوماتها وكانت تُدار تمامًا بسياسات البلدان المعتدية الغربية، وتعبث بها أطماع هذه البلدان وتدخلها وشرورها ما عدا بعض الاستثناءات المحدودة”. وأكد أن “التخلف العلمي والتبعية السياسية التي نراها اليوم في كثير من البلدان هي حصيلة ذلك الضعف والانفعال”.
وشدد على أن “خطاب الجمهورية الإسلامية والذي يثير قلق عالم الاستكبار وغضبه هو الدعوة إلى المقاومة، وهي المقاومة بوجه تدخل أمريكا وشرورها، هي وغيرها من القوى المعتدية، حتى يمسك العالم الإسلامي بيده زمام أمور مستقبله مستندًا إلى تعاليم الإسلام ومعارفه”.
واعتبر السيد الخامنئي أنه من الطبيعي أن أمريكا ومن لفّ لفّها يتحسّسون من عنوان المقاومة ولذلك يواجهون جبهة المقاومة الإسلامية بأنواع العداء، وانسياق بعض حكومات المنطقة مع هؤلاء هو واقع مرّ يساعد بدوره على استمرار تلك الشرور”.