لا أحد ينكر وبحكمم العلاقات الخفية بين السعودية ولبنان” النسب والمصاهرة المخفية”، إن السعودية تملك 99% من أوراق لبنان من خلال تشبيكها مع الانعزاليين والسنّة والانتهازيين، الذين لا يرون فيها سوى بقرة حلوب ليس إلا، لذلك نراهم يلهثون وراءها لتجود عليهم من الرشا ما يستحقون لقاء تنفيذ أجندتها في لبنان، الذي فجّرته سابقا بحرب أهلية إستمرت أكثر من 15 عاما، بهدف إضعافه وضرب المقاومتين اللبنانية والفلسطينية، خدمة لمستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية التلمودية الإرهابية، وإنتهت بتكبيل لبنان بإتفاق الطائف الذي أوصله إلى دائرة الفشل، وحوله إلى بلد مأزوم بعد أن كان منارة الشرق الحضارية.
عقوبات المطبعين
وضعت السعودية لبنان أمام خيارين لا ثالث لهما: إما التخلص من حزب الله أو الإنهيار بسبب حرمانه من الدعم السعودي وفرض حصار مالي وإقتصادي عليه لخنقه، وهذا ما نراه بالعين المجردة، وتجسد بالأمس باعتذار إبن السعودية في لبنان سعد الحريري عن تشكيل الحكومة، بحجة ان الرئيس ميشيل عون قد تدخل في تركيبتها ،دون أن يجرؤ على الإعلان أن ذلك الرفض كان مبرمجا ومتفقا عليه مع السعودية لتحقيق الهدف المنشود، ودفع لبنان إلى حافة الإنهيار، كما هو مخطط له ويرضي مستدمرة الخزر، التي ترى في السعودية ذراعها المالي والسياسي والإرهابي في المنطقة.
لا شك إن السعودية حوّلت لبنان من خلال أدواتها إلى دولة فاشلة، وحرّضت عليه في الخارج، وتآمرت هي والإمارات والإنعزاليين على الشعب اللبناني، الذي خرج في مظاهرات منظمة وممولة ضد لبنان وكان شعارهم:”كلّن يعني كلّن”، دون أن يعلموا أنه في حال مغادرة الجميع لسدة السلطة فإن البلد سينهار ،وهذا مايريده التحالف السعو-صهيو-إسرا-أمريكي اليوم قبل الغد، وكما نوهنا فإن سياسيي لبنان المرتهنين لهذا التحالف أسهموا في تراجع لبنان إلى ما هو عليه اليوم.
الهدف من وراء الضغط السعودي على لبنان هو :إجباره على التطبيع مع مستدمرة الخزر والدخول في نادي المطبعين، وقد طالبت السعودية اللبنانيين صراحة قبل أيام بالتطبيع مع المستدمرة وقبول المساعدات منها، وبات واضحا كوضوح الشمس في عز النهار أن لبنان حاليا ينتظر التدويل وعدوان دولي بقيادة فرنسا وأمريكا وإسرائيل لإجتثاث حزب الله.
امتحان كبير
مع الأسف إن لبنان اليوم أمام إمتحان كبير، وقد سجل سياسيوه وغالبية مواطنيه، سجلوا فشلا ذريعا في إدارة البلد بسبب العصي ّ السعودية في الدواليب اللبنانية، ولذلك فإن لبنان مرشح ليكون النسخة الثانية من العراق الذي دفعت السعودية لتشكيل تحالف دولي أمريكي مسلح للإطاحة بنظامه السابق، حتى تخلو لهم الأجواء ويطبعوا مع مستدمرة الخزر كما يشاؤون، وها نحن نرى المجرم سمير جعجع يقود التحالف الصهيو سعودي أمريكي غربي ،في مقاولة ممولة سعوديا لتنفيذ المشروع السعودي – الأمريكي في لبنان.
لن نناشد سياسيو وشعب لبنان الانسلاخ عن السعودية، لأننا ندرك أن الفساد والإفساد السعوديين تغلغلا في مسامات لبنان ، بدليل أن زعماء السنّة في بيروت إبان حصار بيروت عام 1982 ،قد طالبوا عرفات بوقف النار والخروج من بيروت كونها عاصمة لبنان وليست مدينة فلسطينية ،وهذا المطلب كان سعوديا بالأساس ،لكن عرفات توقف عن الرد على الملك فهد الذي كان يطالبه بوقف النار والخروج ،على متن البواخر الأمريكية،”وإن صديقتنا العظمى أمريكا وعدتنا بدولة فلسطينية”.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أسعد العزّوني