المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    تهديدات “إسرائيلية” لليمن.. لماذا “كيان العدو” أضعف من التحالفات السابقة ؟

    تهديد “اسرائيلي” لليمن، يحدث ذلك مع تصاعد المواجهة المباشرة...

    الكيان الهش يتوسل.. صواريخ اليمن تصفع وجه الكبرياء الصهيوني

    "إسرائيل" لطالما بالغت في قدرتها العسكرية وقوتها وقوة أجهزتها...

    “إسرائيل” تفتقد القدرة على تحجيم الترسانة العسكرية اليمنية

    في مشهدٍ يعكس تفاقم الأزمة، انبرت وسائل الإعلام العبرية،...

    صنعاء تكرِّم طاقم “طائرة اليمنية” الذي هبط في المطار رغم الغارات “الإسرائيلية”

    كرّمت حكومة صنعاء، اليوم السبت، طاقم طائرة اليمنية الذين...

    الاستراتيجية الأمريكية لتشويه حركات المقاومة والمجاهدين في المنطقة

    في اجتماع الإعلاميين شرح السيد حسن نصر الله الاستراتيجية الإعلامية التي تتحرك بها أمريكا وأدواتها ضد محور وشعوب المقاومة والتي ألخص جزءاً منها كالتالي:-

    تشويه محور المقاومة بكل الوسائل والإمكانيات عبر الدعايات والأكاذيب وترديدها بشكل مستمر في محاولة لإقناع الرأي العام بها وتكريسها في أوساطهم كحقائق ثابتة.

    تحميلهم مسؤولية كل الأزمات والمشاكل والظروف السيئة التي تعيشها شعوب المقاومة والتي هي أصلا تقف خلفها أمريكا وأدواتها، فمثلا يحمِّلون حزب الله مسؤولية تعطيل تشكيل الحكومة وارتفاع الأسعار وصناعة أزمة البنزين …إلخ، وفي اليمن يحمِّلون أنصار الله مسؤولية انقطاع الرواتب وانقطاع بعض الخدمات وتردي الأوضاع وكل نتائج الحصار الأمريكي السعودي؛ وفي العراق يحمِّلون الحشد الشعبي مسؤولية تردي الأوضاع الأمنية وعدم اتفاق القوى السياسية.. إلخ وهكذا.

    يعملون على تضخيم وتهويل الأخطاء التي تصدر من أفراد في هذه المكونات والحركات ويشنون عليها حملات كبيرة وضخمة ويعملون من الحبة قبة (كما يقال) ويتنكرون ويشككون ويقللون من أي إنجازات لهذه المكونات في أي ملف ؛ بينما يغضون الطرف ويسكتون عن فضائح وفضائع وجرائم أدوات أمريكا وعملائها.

    وبالنظر برؤية عامة لما يحدث في اليمن ولبنان والعراق وسوريا وايران وفلسطين نلاحظ التالي:-

    أولا :- أن مؤامرة تشويه حركات محور المقاومة واحدة وتقف خلفها أمريكا وأدواتها من المنافقين، فما يجري في اليمن من تشويه لأنصار الله يجري بالضبط في لبنان ضد حزب الله وفي فلسطين ضد حركات المقاومة في فلسطين وفي العراق ضد الحشد الشعبي وضد ايران وسوريا حتى بنفس العناوين والأساليب والوسائل.

    ثانيا :- الحملات التي يقودها الأمريكي بشعارات وعناوين هي واحدة، فمثلا تهمة الفساد يستخدمونها ضد حزب الله وأنصار الله والحشد الشعبي والنظام السوري والمقاومة في فلسطين المحتلة ويحمِّلون هذه القوى فساد الأنظمة السابقة التي هي عميلة لأمريكا، وإن كان هناك فساد أو خطأ هنا أو هناك يضخمونه ويعممونه على ذلك المكون أو الحركة ؛ كذلك مثلا تجارة المخدرات والحشيش ينسبونها لهذه الحركات، بينما هم من يقومون بها مع أدواتهم والأمر واضح.

    ثالثا :- عندما نتذكر دائما أن هذا مخطط أمريكي وأن أمريكياً تقف خلف تشويه حركات المقاومة في كل بلد حينها سنستطيع معرفة تحركات العدو وأساليبه وبالتالي لن ننجر معه؛ كما سنفرِّق بين التشويه المتعمد ومن يتحرك فيه؛ وبين النصح والنقد البنَّاء ومن يريد الإصلاح ومعالجة الأخطاء بشكل صادق بدون مزايدة أو تشويه أو تصفية حسابات شخصية وحزبية وغيرها.

    طبعا هنا لا أتهم كل ناشطي أنصار الله بأنهم يعملون ضمن المخطط الأمريكي ولكني أقول إن البعض انجر بسطحية وعفوية ؛ والبعض تفاعل بعاطفته دون أن يتبين؛ والبعض يخوض مع الخائضين ولا يدرك من يقف خلف ذلك ؛ والبعض ينتقد كي لا يقولوا عنه مطبل؛ والبعض حاقد ومنتقم من أشخاص؛ وكم حدثت من دروس وعبر للبعض ثم اتضح أن الخبر كان كذباً وأنه تسرع في نشره والتفاعل معه؛ والبعض (وهم القليل) محق فيما يطرح.

    ولا يعني هذا أن كل ناشطي أنصار الله هكذا، لا؛ فهناك الكثير الذي يحمل وعيا ويدرك خطورة الخوض في هذا الموضوع وملتزم بما وجه به السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي وينتقد بهدف الإصلاح والبناء وليس بهدف التشويه والتضليل وتصفية حسابات شخصية أو حزبية.

    لذلك ينبغي أن نتذكر دائما هذه المؤامرة وأن لا تغيب عن وعينا عندما نكتب أو ندخل مواقع التواصل الاجتماعي أو في المقايل أو في أي مكان، لأن استذكار هذه النقطة دائما سينجينا من الانجرار وراء مؤامرة أمريكا والمساهمة فيها بدون أن نشعر.

    كما ينبغي علينا إن نلتزم بالمنهجية القرآنية في تلقي ونشر الأخبار والشائعات وهي كما قال تعالى:-
    – « فَتَبَيَّنُوا»
    – « وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً»
    – « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا»

    والتي شرحها السيد القائد في عدة محاضرات رمضانية، والالتزام بهذه المنهجية يعني لا إفراط ولا تفريط، بمعنى لا نسكت عن الخطأ بعد أن نتبين؛ وفي المقابل لا نبالغ فيه ونضخمه ونكبره ونستغله لأهداف وأحقاد وحسابات شخصية وبذلك نساعد الأمريكي في مخططه بدون أن نشعر ونحصل على الإثم من الله سبحانه وتعالى الذي قال «ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد«.

    __________
    زيد أحمد الغرسي

    spot_imgspot_img