قال موقع أمريكي إن ولي العهد محمد بن سلمان خيب آمال السعوديين بشأن تحقيق وعوده المتكررة منذ سنوات بتحقيق إنعاش اقتصادي ملموس.
وذكر موقع (MiddleEastMonitor) أن بن سلمان بدأ مؤخرا بالتلاعب بصناديق رواتب المواطنين وقام بزيادة الضرائب، وهو بذلك خيّب آمال السعوديين وكافة التوقعات التي كانت تأمل بأن الدولة ستستخدم ثروتها النفطية لتوفير الرفاهية للمواطنين.
وأشار الموقع إلى السعودية تواجه فجوة سوداء كبيرة في موضوع صناديق التقاعد التي تسيطر عليها الدولة، حيث تسعى الى رفع سن التقاعد، وهي خطوة يمكن أن تخلق مشاكل داخلية لبن سلمان إضافة لوضعه المنبوذ على المستوى الدولي.
وجاء في التقرير: تحدق السعودية في ثقب أسود كبير في صناديق التقاعد التي تسيطر عليها الدولة لدرجة أن المملكة تضطر إلى اتخاذ تدابير مضادة صارمة، بما في ذلك رفع سن التقاعد، وهي خطوة يمكن أن تخلق مشاكل لمحمد بن سلمان.
وعلى الرغم من وضعه المنبوذ على الساحة العالمية، حاول بن سلمان أن يتمتع بدعم قوي بين شباب البلاد، عبر تعهده بتوفير المزيد من فرص العمل وتحسين مستويات المعيشة وهو أمر لم يحدث.
وفي بلد يعتبر فيه سن التقاعد من أدنى المعدلات في العالم ويتوقع السكان التقاعد المبكر، فإن مثل هذه الخطوة يمكن أن تؤثر سلبا على هذا الدعم.
ووفقا لثلاثة أشخاص مطلعين على المسألة تحدثوا إلى وكالة بلومبرغ، هناك فجوة قدرها 213 مليار دولار في صناديق المعاشات التقاعدية.
وحذر المسؤولون السعوديون من أن النظام الحالي غير مستدام؛ ونتيجة لذلك، تفكر الرياض في عدد من التدابير، منها رفع سن التقاعد.
ويتمثل أحدها في جعل العمال يساهمون بالمزيد من رواتبهم في المنظمة العامة للتأمين الاجتماعي التي تدير معاشات القطاعين العام والخاص داخل المملكة.
وعلى الرغم من أن متوسط العمر المتوقع السعودي آخذ في الارتفاع – حيث يبلغ حاليا 75 عاما – ويشكل صداعا في المعاشات التقاعدية في المملكة وأماكن أخرى، إلا أن أزمتها فريدة من نوعها.
وسن التقاعد الرسمي هو 60 عاما لكل من الرجال والنساء، ولكن يقال إن حوالي ثلث الموظفين يتقاعدون مبكرا بعد أن يعملون لمدة 20 أو 25 سنة فقط.
وقال مسئولون سعوديون إن التقاعد المبكر وفترات الحياة الأطول تعرض مستقبل صندوق المعاشات التقاعدية للخطر. تم تجميد خيار التقاعد بعد 20 عاما من الخدمة مؤقتا الشهر الماضي.
ويدعى المسئولون أن الأشخاص الذين سيتقاعدون في وقت مبكر الآن سوف يستنزفون كل الأموال في الصندوق”. إنهم يعيشون لفترة أطول، والمال لا يكفي، حتى لو حققنا عائدات استثمارية فلكية. ويدفع العمال حاليا 9 في المائة من مرتباتهم في صندوق المعاشات التقاعدية.
وقد أثارت هذه المزاعم غضب بعض السعوديين. وقال معارضون “حتى لو اتفقنا على أن هذه هي الحقيقة، فلا ينبغي أن يقال بهذه اللغة الجافة، الناس ليسوا أرقاما في عملية محاسبية جامدة. ”
وتسلط هذه التعليقات الضوء على المشكلة الأعمق في خطة بن سلمان الكبرى لتحديث اقتصاد السعودية والحد من اعتمادها على النفط من خلال مشروعه “رؤية 2030”.
وعلى غرار دول الخليج الغنية بالنفط الأخرى، تعتمد المملكة على عقد اجتماعي دقيق للغاية. ويستخدم مزيج من الامتيازات ونظام الرعاية الاجتماعية المتضخمة لضمان الهدوء السياسي والإذعان العام.
وقد بدأ ولي العهد بالفعل في العبث بهذا التوازن الدقيق من خلال خفض الدعم، وإدخال الضرائب، وانتقاد القطاع العام المثقل بأعلى الثقل.
كما أنه قلب عقودا من التوقعات بأن الدولة ستستخدم ثروتها النفطية لتزويد المواطنين بفوائد مثل البنزين والطاقة الرخيصين، والوظائف الحكومية الوفيرة والمنح الدراسية الجامعية.