كشف مدير مركز الجزيرة العربية للإعلام المعارض السعودي محمد العمري، إن نقل المؤسسات الإعلامية السعودية من الإمارات على خلفية الخلافات السعودية الإماراتية، والعاملين بها قد لا يتم بسهولة، وقد يعرض الكثيرين للاعتقال كون بعضهم منخرط في خلايا تجسس إماراتية.
وأضاف في حديثه مع “الرأي الآخر”، إن السلطات السعودية ستستغل الفرصة لتصفية كل الخلايا الإماراتية التي تؤثر في المشهد السعودي في الداخل والخارج، متوقعاً أن يشهد قطاع الإعلام السعودي استقالات من الإعلاميين المواليين للإمارات.
وأشار المعارض العمري، إلى أن الفترة المقبلة ستشهد إعادة تشكيل وتموضع للمؤسسات الإعلامية السعودية من جديد في مدينة الإعلام التي أنشئت في الرياض العام الماضي أو في أحد مدن الدول الغربية، لافتاً إلى فشل منظومة الإعلام الذي كان يبث من المملكة أو من الإمارات مستدلاً على ذلك بفشل الإعلام في إدارة ملف حصار قطر، واعتماده على خطاب “شوارعي” لا يرقى لمستوى الخطاب الإعلامي الرزين، مؤكداً أن الديوان الملكي يستغل الخلاف مع الإمارات لتنظيف الملف الإعلامي وإعادة تشكيله والتخلص من المرتزقة الذين أضروا بسمعة المملكة المتضرره من الأساس.
وأشار العمري، إلى وجود تسريبات تفيد بأن سر الخلاف السعودي الإماراتي، وجود خلايا تجسسية إماراتية اخترقت الديوان الملكي، منهم عاملين بقطاع الإعلام السعودي وضباط كبار وبعض التجار، لافتاً إلى أن المخابرات الإماراتية زرعت شبكات سرية موالية لها.
وبين أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يريد رسم خطة إعلامية جديدة وتبنى خطاب إعلامي جديد قبل وصوله إلى الملك خلفاً لوالده، موضحاً أن السعودية لا تريد الآن ازدواجية في المولاة من الإعلاميين، وتفرض سياسة “يا معي يا ضدي”.
وأكد المعارض السعودي، أن الإمارات تريد سعودية ضعيفة سواء في السلطة المتمثلة في “رأس الدولة” أو على المستويين الشعبي والإقتصادي، مما سبب نقمة شعبية بدأت تعيها السلطات السعودية، وتعرف أن أمامها أشهر قليلة وينتشر تمرد شعبي يخرج عن المألوف.
ورصد العمري، عدد من المسببات التي دعت للتوتر والمكايدة السياسية بين السعودية والإمارات، موضحاً أن الخلافات بينهما عميقة وملف الحصص النفطية هو الخلاف الظاهر فقط، والأصل في الخلاف النفطي ليس على الحصص بل على الحقل.
وقال إن الحقل المعني هو حقل الشيبة وعروق الشيبة المحاذي لخط الحدود الإماراتية، لافتاً إلى أن الخلاف كان قديماً على حقل البريمي وتم المقايضة على العديد من النقاط في المنطقة الحدودية الإماراتية القطرية قبل أن تضع السعودية لها موضعاً وتفصل الحدود وتلغى مركز سودانثيل.
وأضاف العمري، أن الإمارات تشعر بالتهميش السياسي بعد المصالحة السعودية القطرية، إذ نجح القطريين في عزل وحصار الإمارات والبحرين بعد المصالحة والتقارب مع مصر، كما يشكل التقارب السعودي العماني حصاراً للإمارات وتسويات في المهرة وإبعاد الإمارات عن الحدود الغربية لعمان.
ولفت إلى أن رؤية السعودية 2030 لن تتحقق إلا بإضعاف مطار دبي وشركات الطيران الإماراتية، مذكراً بعزم المملكة على بناء مطار كبير في الرياض وإنشاء شركة طيران جديدة للاستفادة من موقعها الرابط بين القارات.
وأكد المعارض العمري أن في حال تحسن العلاقة مع تركيا سيصبح خط اسطنبول-الرياض رابط بين الشرق والغرب مما يحجم الاقتصاد الإماراتي ويؤثر على السياحة والنقل، مشيراً إلى أن السعودية فرضت على الشركات فتح مكاتب إقليمية لها في المملكة حتى يتمكنوا من دخول مناقصاتها مما شكل ضربة قوية للإمارات.
وتوقع العمري أن تستخدم الساحة اليمنية في تصفية الحسابات وترويض السعودية عبر المجلس الانتقالي لإشغال أنصار الجمهورية اليمنية وفتح الباب لأنصار الله للدخول إلى مأرب، وأن تصل التوترات بين الرياض وأبو ظبي لانتكاسة كبرى يتبعها إغلاق معابر وتعطيل التجارة.