سيطرت طالبان، اليوم الحد، بعد معارك ليلية مع القوات الأفغانية، على إقليم بانجواي الاستراتيجي في ولاية قندهار الجنوبية، معقل الحركة السابق ما دفع عشرات العائلات إلى الفرار، فيما تواصل القوات الأمريكية انسحابها من البلاد.
وتعد قندهار مهد حركة طالبان التي سيطرت على السلطة في أفغانستان في 1996، فأقامت نظاما إسلاميا متشددا قبل أن يطيحها ائتلاف عسكري بقيادة الولايات المتحدة عام 2001 بعد اعتداءات 11 سبتمبر/أيلول 2001.
ويقع إقليم بانجواي على مسافة حوالى 15 كلم من مدينة قندهار، عاصمة الولاية، وكان لفترة طويلة بؤرة لطالبان، وشهد على مر السنين معارك بين مقاتلي الحركة وقوات الحلف الأطلسي.
وتأتي السيطرة على بانجواي بعد يومين على انسحاب القوات الأمريكية والأطلسية من قاعدة باغرام، أكبر قاعدة للتحالف في أفغانستان على مسافة 50 كلم شمال كابول، والتي شكلت مركزا للعمليات ضد المتمردين خلال العقدين الماضيين.
وتدور معارك ضارية منذ أسابيع في عدد من الولايات الأفغانية فيما تؤكد طالبان سيطرتها على مئة أقليم من أصل حوالى 400.
ويخشى المراقبون أن يعاني الجيش الأفغاني صعوبات بمواجهة طالبان بعد انسحاب القوات الأجنبية من باغرام وقريبا من أفغانستان بالكامل، في غياب الدعم الجوي الذي كانت القوات الأمريكية توفره له حتى الآن.
قلق أمريكي
أعرب قائد القوات الأمريكية في أفغانستان الجنرال أوستن ميلر عن قلق بلاده من تسارع وتيرة سيطرة حركة طالبان على الأراضي، في وقت أعلنت السلطات الحكومية اليوم إحباط هجوم لطالبان على قاعدة باغرام الجوية التي أخلتها القوات الأميركية أول أمس الجمعة.
وقال الجنرال ميلر إن مستقبل أفغانستان لا يبدو جيدا في حال كانت هناك نزعة للسيطرة عسكريا.
وكان صرح ميلر لافت، وقد سبق بحديث مشابه له الأسبوع الماضي في لقاء مع الصحفيين في أفغانستان، أن الانسحاب العسكري الأمريكي ينفذ حسب ما هو مخطط له ودون إحداث أي تغيير عليه وفق تصريحات وزارة الدفاع (البنتاغون).
وفي الوقت نفسه – تجري السلطات الأمريكية مشاورات لبحث خيارات تقديم الدعم للقوات الأفغانية بعد الانسحاب العسكري المقرر أن يكتمل في سبتمبر/أيلول المقبل.
وفي السياق نفسه، قالت السفارة الأمريكية في كابل إنها واثقة من قدرتها على الاستمرار في القيام بمهامها، وأضافت أنها وضعت خططا لحماية موظفيها ومنشآتها. وقال مسؤول حكومي أفغاني للجزيرة إن قنصليات إيران وباكستان وتركيا وأوزبكستان أُغلقت بعد تدهور الوضع شمالي البلاد جراء المعارك بين القوات الحكومية وطالبان.