قال جنرال إسرائيلي إن “قائد الجيش أفيف كوخافي يقود ثورة تكنولوجية متقدمة في جيش احتلال العدو الإسرائيلي، لكن الأساسات متداعية، وتتطلب إعادة تأهيل شاملة، لاسيما عند الحديث عن خطة “تنوفا” متعددة السنوات، فهي مليئة بالتقنيات الجديدة، وتعمل كمختبر لتنفيذ القدرات العملياتية، لكنها بعيدة كل البعد عن أن تكون مظهرا لكل شيء في الوقت الحاضر”.
وأضاف يتسحاق بريك في مقال بموقع ميدا الإسرائيلي أن “خطة كوخافي تتطلب العديد من الخصائص غير المتوفرة حاليا لدى جيش احتلال العدو الإسرائيلي، مثل ثقافة تنظيمية من الانضباط، وتعلم الدروس وتنفيذها، والذاكرة التنظيمية، والتحكم والمراقبة، والتوجيه والمرافقة، وضمان تنفيذ الأوامر، والاستمرارية واستيعاب القدرات المهنية العالية، والتكامل بين جميع مكونات النظام، وتنفيذ الإجراءات والأوامر الروتينية، والنزاهة والموثوقية”.
وأكد بريك، الذي شغل منصب مفوض شكاوى الجنود، وقائد الكليات العسكرية وقائد الفرقة النظامية 36، أنه “لسوء الحظ كل هذا بعيد جدًا اليوم عما يحدث بالفعل في جيش احتلال العدو الإسرائيلي، بل إن هناك حالة من تداعي الثقافة التنظيمية والإدارية والقيادية، ما يتطلب من كوخافي الاهتمام بهذه المسائل الهامة التي تشهد حالة من التدهور في صفوف الجيش”.
وضرب على ذلك مثالا بالقول إن “تقصير نصف سنة للخدمة العسكرية الإجبارية في جيش احتلال العدو الإسرائيلي أدى إلى خلق حالة خطيرة للغاية من عدم القدرة على تدريب الجنود بشكل صحيح في الخدمة النظامية، وتحويلهم إلى مقاتلين ليس لديهم خبرة عملياتية وقدرات مهنية، وعدم قدرتهم على مواجهة التحديات المعقدة، فضلا عن النقص الحاد للغاية في الجنود وباقي عناصر الجيش مثل الجزارين والطهاة والسائقين وغيرهم”.
وأكد أنه “عندما يتم تسريح الجنود من الخدمة النظامية في جيش احتلال العدو الإسرائيلي إلى الخدمة الاحتياطية، فإنهم يكونون عديمي الخبرة، وقدرتهم المهنية ضحلة، ولذلك ركز رئيس الأركان على كتائب الجيش المنتظمة على حساب أماكن أخرى لملء الخطوط المفقودة، لكن هذه العملية لن تدوم طويلاً ما لم يتم القضاء على تقصير خدمة الجنود، وهو أمر لا يلوح في الأفق في هذه المرحلة”.
ونقل عن يهوشاع تايخر الضابط في جهاز الاستخبارات العسكرية- أمان، في مقالته “وهم التفوق التكنولوجي لإسرائيل” أن “الجيش الإسرائيلي خلال حربي لبنان الأولى والثانية، وفي مواجهاته الأخيرة في غزة، لم يحقق أي إنجازات عسكرية أو سياسية، ولم يردع، رغم تفوقه الساحق.. على حماس على الاستمرار في إطلاق الصواريخ، لأن خططه المتعددة السنوات، لم تأخذ الجبهة الداخلية في الحسبان”.
وأكد أن “إسرائيل تعاني من تهديد وجودي يتمثل في مئات آلاف الصواريخ، كثير منها دقيق للغاية، ولها رؤوس حربية بمئات الكيلوغرامات، ومدى يصل إلى مئات الكيلومترات التي تحيط بإسرائيل من جميع الجهات، وتهدد بإلحاق الضرر بالجبهة الداخلية الإسرائيلية في الحرب القادمة، وستكون ساحتها الرئيسية، لكنه لم يتم التطرق إليها، ولم تأخذها القيادة الأمنية والسياسية على محمل الجد حتى يومنا هذا”.
ونقل عن تقرير مراقب الدولة لعامي 2019- 2020، أن “قيادة الجبهة الداخلية ليست جاهزة للحرب، تحت ستار تجاهل قادة الدولة والجيش لهذه الساحة المركزية في الحرب القادمة، لأن ما سيفعله الجيش بالعدو خارج حدود إسرائيل لن يكون شيئًا مقارنة بما سيفعله العدو في جبهتنا الداخلية، أما بالنسبة للقوات البرية فنحن نشهد عدم كفاءة وحدات الاحتياط، وتخفيضات كبيرة في القوات أقل بكثير من الخط الأحمر”.
وأكد أن “إجراءات التقشف لم تأخذ بالاعتبار حجم التهديد لإسرائيل، ولم تركز على التدريب واستيعاب الوسائل الجديدة؛ وفي هذه الحالة يستحيل كسب الحرب، فالوحدات الاحتياطية تعاني عجزا شديدا، وهي محدودة بشكل مخيف، حتى إن استطلاع أجراه قسم العلوم السلوكية في الجيش، كشف قبل عدة أشهر بين قادة وحدات الاحتياط عن نتيجة خطيرة للغاية تتعلق بعدم الثقة بجنود الاحتياط في القيادة العليا للجيش الإسرائيلي”.
وكشف أنه “في السنوات الأخيرة كان هناك هروب للضباط الجيدين برتبة رائد إلى الخارج لأنهم لا يريدون الخدمة في جيش متوسط الحجم لا يحترم قدراتهم، ولا يعطيهم حقهم، وأدت الفجوات غير المنضبطة للقوى العاملة في الجيش النظامي إلى فجوات عميقة بين المهام التي يتعين القيام بها، والقوى العاملة المتبقية بعد التخفيضات، ما يجعل الأمر صعبًا للغاية في مسألة استيعاب أسلحة جديدة وتدريب المقاتلين إلى حد أكبر”.
وأشار إلى أن “هذه الصعوبة تعزى إلى النقص الحاد في القوى العاملة المهنية بسبب التخفيضات الحادة وغير المنطقية التي أجريت في السنوات السابقة في صفوف الجيش النظامي، وأدت لنقص في الصيانة واللوجستيات والقتال، وبسبب تقصير خدمة الجنود، يزداد الوضع سوءًا كل عام، والنتيجة أنه لا يوجد جيل جديد من القادة الشباب، وبكلمة واحدة فإن القدرة المهنية بينهم آخذة في الاختفاء”.