هدد النظام البحريني المواطنين الرافضين بشدة لاتفاقية التطبيع وأي تقارب سياسي أو تجاري مع كيان احتلال العدو الإسرائيلي، بالتصدي لهم بحزم.
ويتزامن هذا التهديد مع حالة رفض واسعة تشهدها منصات التواصل الاجتماعي بعد أنباء عن قرب وصول سياح إسرائيليين إلى أرض البحرين.
ودشن نشطاء بحرينيون الأسبوع الماضي هاشتاق #البحرين_ترفضكم، عبروا من خلاله عن إعلان موقفهم الرافض بشكل قاطع لأي شكل من أشكال التطبيع مع كيان الاحتلال.
وتوعدت مستشارة وزارة الإعلام بحكومة البحرين، سوسن الشاعر، من يعارضون اتفاق التطبيع “بالتصدي لهم بحزم” بحجة أنه لا يحق للأفراد أن يعترضوا على اتفاقيات أو تحالفات تعقدها أو تعلن عنها الدولة.
ودافعت الشاعر في مقال لها عن اتفاق التطبيع الموقع مع كيان الاحتلال في أيلول سبتمبر 2020، وشددت على أن على الدولة أن تتصدى للحراك الشعبي الرافض للتطبيع، “بالحسم والحزم وبما يحفظ للدولة حقها السيادي وسلامتها”، وفق تعبيرها.
وزعمت الشاعر أن ليس من حق المواطن “أن يعترض على أية اتفاقيات اقتضتها المصلحة الوطنية، وألا يترك ذلك الفراغ السيادي ليخوض فيه كل من له رأيه الخاص أو كل من لا يملك من تقديرات كافية للاعتبارات السيادية.
فهنا تغيب الدولة ويصبح هذا التغول على سيادتها مؤشراً على ضعفها”، كما أضافت.
وسبق هذ التحريض، تعرض أصحاب فنادق ومصالح سياحية لضغوط أمنية من جانب سلطات البحرين لإجبارهم على استقبال دفعات من الإسرائيليين متوقع وصولهم قريبا، وقالوا أنهم تلقوا الأيام الماضية إخطارات واتصالات من أشخاص عرفوا أنفسهم على أنهم ضباط أمن. وقد طلبوا منهم إفساح المجال أمام الإسرائيليين لحجز غرق فندقية لدى منشآتهم السياحية وهددوا باتخاذ إجراءات إدارية ضد من يخالف ويمتنع عن استقبال الإسرائيليين.
ومنذ إبرام اتفاق التطبيع في أيلول سبتمبر 2020، يواصل النظام البحريني دفاعه المستميت عن ثقافة التعايش مع الإسرائيليين. في محاولة فاشلة لكي الوعي الجمعي للشعب البحريني.
فبتشجيع من ساسة الديوان الملكي البحريني، أصبح إعلاميون وكتاب ضيوفا دائمين على أكثر من وسيلة إعلامية تابعة للبحرين والإمارات وذلك للترويج لاتفاق التطبيع وادعاء المنافع الاقتصادية التي سيجلبها للشعب البحريني.
وارتبط النظام البحريني بعلاقة قوية مع إسرائيل طيلة الشهور التي تلت توقيع اتفاق التطبيع وجرت محادثات وزيارات متبادلة بين مسؤولين إسرائيليين وبحرينيين ناقشت سبل التعاون المشترك، وكان ذلك من وجهة نظر مراقبين، على حساب الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني.
واعتبر ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، أن تطبيع بلاده العلاقات مع إسرائيل “إنجاز تاريخي يساهم في دفع عملية السلام والاستقرار في الشرق الأوسط”.
والشهر الحالي، بعث ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، سلمان بن حمد آل خليفة برقية تهنئة إلى نفتالي بينيت ويائير لابيد بمناسبة تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة.
وأعرب ولي عهد البحرين، في البرقية، عن “خالص تمنياته للحكومة المشكلة بالتوفيق في مهامها، بما يعزز من ركائز التنمية والاستقرار والسلام بالمنطقة والعالم”.
وكانت أجهزة الأمن في البحرين قد شنت حملة اعتقالات طالت عشرات المواطنين، وعمدت على التضييق على الأنشطة المؤيدة للحقوق الفلسطينية.
وجرى تحذير هؤلاء من مغبة الانخراط بأية احتجاجات أو أنشطة جديدة رافضة للتطبيع. وهددت قوات الأمن باتخاذ اجراءات قاسية بحقهم.
ومؤخرا، اعتدى أشخاص مجهولون بتواطؤ من أجهزة أمن النظام البحريني على مقر الجمعية البحرينية لمقاومة التطبيع مع إسرائيل.
وهاجم المعتدون مقر الجمعية في المنامة بعد حملة تحريض إعلامية طالت نشطاء رافضين للتطبيع واتهامهم بالعمل على تشجيع المواطنين على مواصلة الاحتجاجات الرافضة للتطبيع.
وعمد الجناة على تحطيم باب وزجاج نوافذ بمقر الجمعية، حيث أظهرت صور تناقلها رواد مواقع التواصل الاجتماعي جانبا من الاعتداء وإغلاق بوابات الجمعية.
واستنكر نشطاء هذا الاعتداء ووصفوه بالخطير ويأتي ضمن رسائل غير مباشرة من النظام البحريني لاستهداف كل من يرفض مشاريع التطبيع والتقارب مع إسرائيل.