أثارت تغريدة للكاتب السعودي المتصهين “تركي الحمد” عن اليهود غضبا واسعا في بلاده، وسط اتهامات له بالإساءة للنبي “محمد صلى الله عليه وسلم”، ومطالبات بمحاسبته.
وعبر حسابه الموثق على “تويتر”، أعاد “الحمد” نشر مقطع فيديو لمسيرة الأعلام الإسرائيلية بالقدس، التي ردد المشاركون فيها هتافات مسيئة لنبي الإسلام، وأرفقه بتعليق مفاده أن هذا التطرف اليهودي ليس سوى انعكاس لخطاب متطرفين مسلمين، ما عرضه لانتقادات لاذعة من رواد موقع التدوينات القصيرة، خاصة السعوديين منهم.
وجاء بتعليق الكاتب السعودي: “عندنا من يدعو على اليهود في كل جمعة؟ أليس عندنا من يقول بأنهم سيتوارون خلف شجر الغردق؟ أليس عندنا من يقول بأنهم أحفاد القردة والخنازير؟ أليس منا من يقول إنهم ملعونون إلى يوم الدين؟ الكراهية لا تولد إلا الكراهية، سواء من العرب أو اليهود.. في الأرض متسع للجميع”.
إلى كل من يُجّمل صورة اليهود (Sugar Coat) .. هذه هي طبيعتهم .. مهما فعلوا لإخفائها pic.twitter.com/ojDaMOmfl4
— د. أحمد بن حسن الشيخ (@DrAhmadAlshaikh) June 17, 2021
واعتبر العديد من المعلقين عبر “تويتر” ما جاء بتدوينة الكاتب السعودي المعروف بقربه من ولي العهد، الأمير “محمد بن سلمان“، إساءة للنبي “محمد صلى الله عليه وآله وسلم”، باعتبار أن نبوءة اختباء محاربين يهود وراء شجر الغرقد قد وردت في “حديث نبوي”، وطالبوا بتحرك السلطات السعودية لمحاسبته.
وخلال ساعات، بلغ وسم “تركي الحمد يسيء للنبي” مرتبة متقدمة بمواقع التواصل الاجتماعي في المملكة.
ورد الكاتب “خليل مقداد” على تغريدة “الحمد” مغردا: “لا يا تركي ليس عندنا من يقول بهذا، فمن قال هو رب العزة ونبيه الصادق المصدوق، وما تفنيدك هذا وتحوير كلام الله ونبيه ونسبته لبشر إلا ردة ما بعدها ردة، أسأل الله سبحانه أن يهديك إن علم فيك خيرا أو يأخذك أخذ عزيز مقتدر إن علم فيك شرا”.
إلى كل من يُجّمل صورة اليهود (Sugar Coat) .. هذه هي طبيعتهم .. مهما فعلوا لإخفائها pic.twitter.com/ojDaMOmfl4
— د. أحمد بن حسن الشيخ (@DrAhmadAlshaikh) June 17, 2021
كما علق “سميح غزال”: “كيف تلمع من في الشهر الفائت فقط قتل 64 طفلا و100 امرأة وهدم آلاف البيوت علي رأس ساكينيها. كيف تلمع وجه من سرق بلدا كاملا وهجر أهله ويمارس التفرقة العنصرية ويرتكب جرائم حرب، ويمارس الإرهاب بشكل يومي؟ نحن نؤمن بموسى ولا نتعدى، ولا نصفهم إلا بما وصفوا به في كتاب الله اتق الله يا هذا”.
وكتب “عمر الحربي”: “حسبي الله على من يخلط بين دعاء المسلمين على أعداء الدين الظاهرة عداوتهم من أيام النبي محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، التي يؤيدها القرآن الكريم الذي هو دستورنا ويشكك فيه، وبين من يسب النبي محمد عليه الصلاة والسلام”.
إلى كل من يُجّمل صورة اليهود (Sugar Coat) .. هذه هي طبيعتهم .. مهما فعلوا لإخفائها pic.twitter.com/ojDaMOmfl4
— د. أحمد بن حسن الشيخ (@DrAhmadAlshaikh) June 17, 2021
كما علق “عبدالوهاب القحطاني”: “تعترض على أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم وتعرض بالقرآن الكريم، أما تستحي؟”.
إلى كل من يُجّمل صورة اليهود (Sugar Coat) .. هذه هي طبيعتهم .. مهما فعلوا لإخفائها pic.twitter.com/ojDaMOmfl4
— د. أحمد بن حسن الشيخ (@DrAhmadAlshaikh) June 17, 2021
وقال حمود بن حميدان السبيعي:”عندنا وعندهم خير..أليس عندنا من يدعو على اليهود في كل جمعة؟أليس عندنا من يقول بأنهم سيتوارون خلف شجر الغردق؟أليس عندنا من يقول بأنهم أحفاد القردة والخنازير؟أليس منا من يقول انهم ملعونون إلى يوم الدين؟ الكراهية لا تولد إلا الكراهية، سواء من العرب أو اليهود..في الأرض متسع للجميع”..
إلى كل من يُجّمل صورة اليهود (Sugar Coat) .. هذه هي طبيعتهم .. مهما فعلوا لإخفائها pic.twitter.com/ojDaMOmfl4
— د. أحمد بن حسن الشيخ (@DrAhmadAlshaikh) June 17, 2021
وأثناءالعدوان الإسرائيلي الأخير على غزة هاجم تركي الحمد المقاومة والفلسطينيين على حساب الاحتلال الإسرائيلي الذي يقصف الأبراج السكنية والمدنيين في القطاع، مستخدماً أقوى أنواع الأسلحة وأخطرها.
وقال تركي الحمد، في تغريدة صهيونية على حسابه بتويتر: “حين لا تكون الشجاعة مقترنة بالحكمة، تتحول إلى رعونة، لم تكن الشجاعة هي ما ينقص عبد الناصر أو صدام مثلاً، ولكن دون حكمة تحولت هذه “الشجاعة” الى كارثة، فضاعت سيناء وسقط صدام”.
وتابع تركي الحمد: “اليوم تقوم حماس بقصف إسرائيل بصواريخ لن تدمرها، ولكنها خلفت مئات اليتامى والثكالى في غزة، فهل هذه شجاعة أم رعونة؟”.
رواد مواقع التواصل الاجتماعي تصدوا للكاتب السعودي المقرب من ولي العهد محمد بن سلمان حينها مؤكدين على أنه يعبر عن توجه المملكة في التقارب مع إسرائيل على حساب القضية الفلسطينية.
الكاتب الفلسطيني نظام المهداوي سخر من تركي الحمد قائلاً له ” ان قاوم الفلسطينيون يا أبو المافيا تسميه رعونة وإن صمتوا انفلت ذبابكم الإلكتروني ليتهمهم ببيع الأرض”.
وأضاف ” ثم أن الشجاعة عرفنا موقعها عندك حين وصفت الدولة التي اغتالت خاشقجي بالمافيا، ولما اتضح ان محمد بن سلمان القاتل بلعت لسانك وأصبحت قط.. لكن بلا مخالب. اترك الشجاعة والحكمة لأهلها”.
وقال رزق المدني: “أهل الجهاد والكفاح ليسوا يتامى أنما اليتامى والأرامل والثكالى أنت وأشباهك القبر بينك وبينه أمتار فبدلاَ من التطهر من الغي والخداع والانبطاح تحت أحذية الشيطان إلا أنك تُصر على منافسته بهرتلاتك، واضح أن إسرائيل ليست وحدها التي تصرخ”.
في حين قال سلطان الوثر: “رأس منافقي هذا الزمان، وربما تتحرر القدس ولايزال هذا المنافق يمارس نفاقه .. فلا تستغرب ولا تأسى عليهم أبداً”.
وقالت سارة: “مثل هل الكلام الي كل يوم اشوفه الف مرة اعتبره نوع من غسيل الدماغ حتى الناس شوية شوية تشوف اسرائيل حبابه ولو مو المقاومة دتضرب الحبايين المسالمين مراح يقصفون غزة ويدمرون كل فلسطين ، الله ينتقم منكم ومنهم”.
فيما قال حساب “السعودية الرابعة”: “ثم إذا شتمهم أحد مظلوم مكلوم، سُلب حقه وهُدم بيته، وقُتل أهله؛ غضبوا وقالوا: يشتموننا، كيف ندعمهم؟ وتحولت الخيانة فجأة إلى تهمة لإخواننا المظلومين!”.
وتابع بالقول: “الشتم في حق هذه الأشكال أسلوب من أساليب الرقي في التعامل معهم”.
منع التبرعات
وفي وقت سابق، قررت السلطات السعودية منع حملات جمع تبرعات وأموال لأعمال خيرية لصالح المقاومة الفلسطينية التي تخوض حرباً مع الاحتلال الإسرائيلي.
وحذرت رئاسة أمن الدولة في السعودية من الاستجابة لدعوات متزايدة لجمع تبرعات وأموال لأعمال خيرية خارج المملكة مؤكدة أن ذلك يعرض المتبرع للمساءلة.
جاء ذلك في بيان للمتحدث باسم رئاسة أمن الدولة، حيث قال وفقا لما نقلته وكالة الأنباء السعودية الرسمية: “انطلاقًا من الحرص على سلامة العمل الخيري، وتنامي مصادر دخله، ونظرًا لما لوحظ في الآونة الأخيرة من كثرة الرسائل والدعوات في مواقع التواصل الاجتماعي من قبل جهات خارجية مجهولة تقوم بإنشاء مواقع على شبكة الإنترنت، وتدعو لجمع أموال أو تبرعات لغرض المساهمة في العمل الخيري خارج المملكة”.
وأضاف: “حذرت رئاسة أمن الدولة من الاستجابة لتلك الدعوات والرسائل أو تداولها، أو المشاركة فيها، وحثّت الجميع على عدم التبرع لتلك الجهات؛ كون ذلك يعرّض المتبرع للمساءلة وفق الأنظمة المعمول بها في المملكة”.
الجدير ذكره، أن قطاع غزة يشهد عدوان إسرائيلي منذ خمسة أيام خلف مئات الشهداء والجرحى وذلك على خلفية اقتحام الاحتلال الإسرائيلي للمسجد الأقصى المبارك، في حين يتعمد الاحتلال استهداف الأبراج السكنية والمدنيين.