كتب/ الشيخ عبدالمنان السنبلي: ليهنَك الفوز سيد البيت الأبيض الجديد (ترامب) !!
أجمل ما في فوز (ترامب) هو أنه سيرينا ما لم يريناه الذين من قبله ؛ سيرينا وجه أمريكا على هيئته الحقيقية بدون أن ترتدي أي نوعٍ من الأقنعة أو تستخدم أي ماركة من المكياج الذي تخفي دائماً خلفه وجهها المتلوّن القبيح !!
سيرينا كيف أنهم يحتقرون حكامنا و أصنامنا المقدسة الناطقة و كيف يتلاعبون بها و يقدمونها لنا طعماً مخدراً، فنبتلعه و لا نصحو إلا و قد قرَّبوا مصيرنا و أوطاننا إليها زُلفى فلا نستطيع بعدها فك إرتباطٍ و لا خلاصا !!
سيرينا أيضاً كيف أنهم يحلبون أبقارنا و نعاجنا، فيشربون و لا نشرب و يعصرون و لا نعصر و يشبعون و لا نشبع و كيف يضربون بعضنا ببعض و يقتلون بعضنا ببعض لنشرب بعد ذلك معهم سويَّاً أنخاب الهزيمة فرحين و مستبشرين !!
سيرينا كذلك حقيقة أحجامنا و أقدارنا و قد تقزمت أحلامنا و أمانينا حتى كأنه لم يعد هنالك على هذه البسيطة من هو أقل منا وزناً و أصغر قدرا !!
و أننا لم نعد كأجدادنا أولئك العمالقة الذين ناطحوا يوماً بمناكبهم الكواكب و النجوم !! سيرينا كيف إستطاعوا أن يجعلوا منا عبيداً لهم بدون أن نشعر فلا نخدم إلا أمريكا و لا نخطب إلا ودها و لا نحزن إلا لحزنها و لا نفرح إلا لفرحها و لا نسالم إلا من سالمها و لا نعادي إلا من عاداها و لا تشخص أبصارنا و عقولنا و أفئدتنا إلا إليها و لا تهفو قلوبنا و تحج إلا إلى بيتها الأبيض حيث لا طواف هناك و لا سعي و لا هدي و لا إحرام، فمناسك الحج هناك يسيرةٌ – تبدأ بالرضوخ و تنتهي بالخنوع و تقديم المزيد من الأضاحي البشرية و القيَمية لمن تعجل و من تأخر فلا إثم عليه أن ذهب في زيارةٍ قصيرة إلى مدينة نيويورك لزيارة (تمثال الحرية) هناك و إلتقاط بعض الصور تحت قدميه ليعود الزائر بعدها كما ثكلته أمه تاركاً وراءه ما تبقى لديه من معاني و قيم الحرية !! شكراً (ترامب) لأنك سترينا كل ذلك، فوالله لو لم ترينا إلا كم نحن صرنا غرباء عن أنفسنا و ديننا و هويتنا، لكان ذلك كافياً أن نشكر لك ذلك لعلنا – من يدري – نفيق بعد طول سُكرٍ و عُهر و جاهليةٍ عمياء !!